القصة ورا الموشح الأشهر “لما بدا يتثنى”
حتى لو ماسمعتوش كله قبل كده، ممكن تبقى شوفته بالصدفة وأنت بتتفرج على فيلم، في مشهد عايز يوصلك أجواء القصر الملكي زمان في عصور زيّ المماليك مثلًا، والمشهد جايب لك السلطان وقدامه طبق فاكهة قد ترابيزة السفرة اللي في بيتكم كلها، وحواليه جواري لابسين لبس غريب وبيعملوا عرض استعراض كده وبيرقصوا على أغنية تدل على الروقان والثراء الفاحش، الأغنية دي هي “لما بدا يتثنى”.. بس للأسف لو هي دي بس الصورة الوحيدة في ذهنك عن الموشح ده، تعالى نحكيلك قصته.
في البداية، اختلف المؤرخين عن تحديد أصل الموشح بالظبط ومين أول حد غناه، فاحنا هنعرض معاك كل النظريات والآراء الموجودة. لكن الأول، لو مش عارف يعني إيه “موشح” اللي عمالين نقولها دي، تعالى نحكيلك ببساطة؛ الموشح هو فن شعر مستحدث، اللي بيفرقه عن الأغنية في عصرنا دلوقتي هي تقسيمة هيكل الأبيات الشعرية نفسها. ترتيبات وحاجات موسيقية مش هتفرق لنا كتير كمستمعين.
“لما بدا يتثنى” يُعتبر واحد من أشهر الموشحات العربية التراثية، لكن اختلف المؤرخين في تحديد النص واللحن بيرجعوا لأنهي زمن بالظبط، منهم اللي نسبه للأندلسي لسان الدين بن الخطيب، اللي عاش في الفترة بين 1313 و1374م، ومنهم اللي نسبه للشيخ محمد بن عبدالرحيم المسلوب، ومنهم اللي نسبه لسليم المصري. وده حسب تأريخ الناقد السوري الدكتور سعدالله أغا القلعة.
أول تسجيل للموشح بشكل رسمي موثق كان في 1910 للمغني المصري سيد الصفتي، وبعده سجله المغني محي الدين بعيون سنة 1920، وبعد كده سجلته المغنية الشامية ماري جبران، وبعدها المغنية المصرية نادرة أمين في بدايات القرن العشرين، بعدهم نور الهدى وفيروز والشيخ إمام.
من الشيخ إمام لفيروز.. فنانين كتير في أزمنة وأجيال مختلفة غنوها، وكل واحد بطريقته وصوته، ولحد النهارده مع اختلاف أنواع الموسيقى والتجديد فيها وظهور كل الأشكال من الألحان وأصوات المغنيين كمان، لسه بنشوف فنانين بيحطوا لمستهم الخاصة في “لما بدا يتثنى” زيّ لينا شماميان ومايك ماسي وميريام فارس.
الموشح الأندلسي الأشهر لحد اللحظة دي، أكيد جه على بالك اشمعنى هو اللي مشهور لحد دلوقتي بالشكل ده على عكس الباقي؟ وهنا ممكن نفتكر رأي موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لما قال “السر في الكلام”؛ لما يبدأ في قراءة الكلام قبل التلحين، وفي المقطع اللي بيصعد فيه اللحن دراميًا، فالمزيج بين الكلمات واللحن السهل الممتنع هو اللي بيثبت ويعلّق في ذهن المستمعين.