الجريئة والمثيرة للجدل: أفلام خرجت عن المألوف لإيناس الدغيدي

الجريئة والمثيرة للجدل إيناس الدغيدي، دخلت مجال الإخراج بالصدفة، اسمها دايمًا كان مربوط بالجرأة والقضايا المثيرة للجدل، كانت تريند قبل ما يظهر حتى مصطلح التريند، لعبت في مكان واختارته بذكاء ماحدش قدر يدخله أو ينافسها فيه، مالعبتش على المضمون أو المتاح، ناقشت قضايا في أوقات ماكانش يقدر مخرج على مناقشتها أو طرحها.

في رصيدها الفني أكتر من 16 فيلم، قدرت تخلد فيهم اسمها كواحدة من أهم مخرجين السينما، في وقت ماكانتش فيه تقريبًا فكر مخرجات السينما والساحة كانت حكر على مخرجين رجالة، دخلت بقوة وحفرت اسمها وسط أسماء كبار، ولإنها مؤمنة بإن السينما والدراما لازم يكونوا نابعين من مشاكل مجتمعية، قدمت على مدار مشوارها الفني مجموعة من الأفلام فتحت حوار لموضوعات كان مردوم عليها بالتراب.

عفوًا أيها القانون

كان أول أفلامها سنة 1985، جسد الفيلم قضية من القضايا الواقعية اللي بنسمع عنها في ساحات المحاكم، وسلط الضوء على قانون العقوبات الخاص بقضية الزنا ولكن من منظور مختلف ماحدش تناوله قبل كده، “ليه القانون بيبرأ الزوج لو قتل مراته في حالة وجدها في وضع خيانة والعكس غير صحيح مع الست؟” لإن الحكم بيصدر على المرأة بالسجن 15 سنة مع الشغل والنفاذ، باعتبارها جناية في حالة قتلها لزوجها الخائن، وعلى العكس الحكم بيكون في نفس القضية على الرجل بالسجن شهر واحد مع إيقاف التنفيذ باعتبارها جنحة.

أحداث الفيلم بتدور حوالين علي (محمود عبد العزيز) وهدى (نجلاء فتحي) زوجين خدوا بعض عن حب، ولكن بعد الجواز هتظهر المشاكل وهتكتشف الزوجة إن الزوج بيعاني من عقدة نفسية بتمنعه من الاندماج مع الجنس الآخر، وبعد محاولات زوجته ومساعداتها له علشان يخف ويمارس حياته بشكل طبيعي من خلال عرضه على أطباء، فعلًا هيتحسن وهتختفي عقدته النفسية، وفي الوقت ده هيخونها مع صديقة له، ولما تكتشف خيانته على فراش الزوجية هتقتله وتتقدم للمحاكمة اللي هتدينها بتهمة القتل العمد، والحكم عليها بالسجن لمدة 15 سنة.

فيلم نسائي بيطالب بعدالة قانونية وصرخة في وجه معضلة قانونية بتواجها ستات كتير.. القاتل للجنح والقاتلة للجنايات.

قضية سميحة بدران

من الأفلام اللي عاشت وقت طويل وتناولت موضوع شائك جديد، سميحة بدران (نبيلة عبيد) صحفية متخصصة في إجراء التحقيقات الصحفية اللي بتفضح الفساد بصوره المختلفة، ومنهم رجال الأعمال اللي ظهروا في الوقت ده بصورة تبدو أقرب لبتوع الـ 3 ورقات، عندهم استعداد يعملوا أي حاجة في سبيل إن ألعايبهم ماتتكشفش، وفعلًا واحد منهم، اللي هيقوم ببطولته مصطفى شعبان، هيحاول يمثل الحب الزائف على سميحة بدران ويتجوزها في محاولة منه لإلهائها عن أداء مهامها في تحقيقاتها الجريئة في عالم الفساد ومن هنا تدخل عرين الأسد.

الفيلم بيورينا عالم متشابك بتكون فيه الصحفية هي البطلة، مع كل اللي بتمتلكه من قوة ونعومة وجبروت وسط تجمعات الفساد.

ما تيجي نرقص

الفيلم ناقش فكرة رغم بساطتها، لكن ماعدتش على مجتمعاتنا العربية، عمرهم ما شافوها ولا بصوا لها نظرة اهتمام لإنها في وجهة نظرهم من الرفاهيات، وهي ازاي الموظف يتعامل مع حالة الملل من روتين الشغل والضغط اليومي اللي انعكس بالسلب على حياته الشخصية؟ يعمل إيه علشان يخرج طاقته؟ يرقص؟ معقول؟

الفيلم ببساطة قدم حلول لأي شخص بيحاول مع الحياة والأيام، وكإنه ثور مربوط في ساقية، من خلال شخصية السيدة الأربعينية اللي قدمتها يسرا لما اكتشفت إن الرقص هو الحاجة الوحيدة اللي ساعدتها تعدي من ضغوطاتها وأزماتها النفسية، وحست نفسها بعده طايرة وخفيفة، وكسر عندها حتة الروتين القاتل.

الباحثات عن الحرية

رغم إثارته للجدل، أخد جائزة أفضل فيلم عربي في ختام مهرجان القاهرة السينمائي، طرح بجرأة واقع المرأة العربية والواقع العربي الممزق واللي بتعيشه في الغربة، من خلال حكايات واقعية لتلات بنات كل واحدة فيهم بتمثل دولة عربية شايلة معاها ثقافتها وعاداتها، هربوا بحثًا عن الحرية، كل واحدة منهم شايلة على كتفها حكاوي وقرارات مش عارفين يتعاملوا معاها، عايدة هربت من زوجها اللي بيعاملها كإنها جارية، وسعاد هربت من شقيقها، وأمل هربت من الحرب الأهلية في لبنان، لكنهم بيكتشفوا إن الحرية في باريس منقوصة مش زي ما كانوا فاكرين، فتمرّ كل واحدة منهم بتحولات بتؤثر على حياتها.

لحم رخيص

رغم مشاهده الجريئة اللي عملت جدل كبير عند المجتمعات العربية، لكن دخلت إيناس الدغيدي بقلب جامد في طرح قضية من القضايا الشائكة، وعبرت عن المرأة ضحية الأسرة والقوادين من خلال إلقاء الضوء على زواج القاصرات وتجارة الجسد وبيع البنات لرجال مسنين في مناطق الأرياف.

إخلاص وتوحيدة ونجفة تلات بنات من قرية واحدة، هيعدوا بظروف صعبة هيلجؤوا للمعلم مبروك علشان فرص عمل أو جواز، نجفة هتتجوز من شيخ عربي هيخليها خدامة لزوجاته، وإخلاص هتتجوز شاب خليجي هيسيبها بعد ما يعرف خبر عملها، وتوحيدة هتبقى خدامة في واحدة من الأماكن.

ولإن الإبداع الفني أحيانًا بيشعر بالخطر قبل حدوثه بسنين، فيلم لحم رخيص كان تنبيه مبكر وناقوس خطر اجتماعي وسكاني ونفسي لظاهرة زواج القاصرات.

إيناس الدغيدي بجانب عملها كمخرجة، كان لها بصمة إنتاجية من خلال عدد من الأفلام، وأخدت جوائز كتير على مدار مشوارها الفني؛ منهم جائزة العمل الأول من الجمعية المصرية للسينما في 1985، وشهادة تقدير من مهرجان (بيونغ يانغ) السينمائي الأول، ده غير جائزة أفضل إخراج عن فيلم (دانتيلا)، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2001، وجائزة شكر من مهرجان بيروت السينمائي 2001، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كواكب النجوم: ازاي المجلة أبدعت في صور الفنانين من 90 سنة

تعليقات
Loading...