اكتشافات مصرية أثرية سببت قلق كبير من وقت اكتشافها حتى الآن

منذ نشر كتاب “وصف مصر” سنة 1809، والذي وصف أمور كثيرة حدثت إبان الحملة الفرنسية على مصر، والعالم أصيب بحالة من الهوس لشديد بـ “مصر القديمة” وعلم المصريات، وفي فترة حكم محمد علي باشا لمصر، نشطت حركة سرقة الآثار المصرية وتدميرها بشكل كبير، لأن الوالي العثماني كان يعطي تصاريح بالتنقيب لأي شخص يريد ذلك، وسمح أيضًا بخروجها من مصر.

وقد شكلت عمليات التنقيب عن الآثار واستخراجها وبيعها للخارج، سواء في عهد محمد علي أو في العصور الحديثة، إهدارًا كبيرًا في تاريخ مصر القديم المتمثل في تلك الآثار التي تحاول مصر دائمًا استردادها من الخارج وعودتها لنا مرة اخرى.

مقبرة توت عنخ أمون: هاورد كارتر وسرقة مقتنيات الملك الشاب

كارتر هوارد بجوار واحد من العمال المصريين اثناء فحص تابوت الملك توت عنخ آمون، عن: akhbarelyom

كان لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سنة 1922 صدى واسع جدًا في العالم كله، ولكن لم يعرف أحد أن مكتشف المقبرة “هاورد كارتر”، قد حفر حفرة في جدران المقبرة قبل فتحها بشكل رسمي، ودخلها ونقل قطع كتير من محتوياتها واحتفظ بها لنفسه

شك الأثريين المصريين المشاركين في الاكتشاف وقتها، إن المقبرة تم فتحها قبل الافتتاح الرسمي، فرد كارتر: “ممكن يكون فتحها لصوص القبور قبل آلاف السنين”، ولم يستطع أحد أن يثبت إن هاورد سرق جزء من كنز الملك، إلا أنه في أغسطس 2022، نشرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية مقالًا أكدت فيه سرقة كارتر للمقبرة.

موقف آخر يثبت سرقة كارتر للمقبرة، فقد شارك عالم المصريات الإنجليزي، آلان جاردنر، في ترجمة النصوص الهيروغليفية الموجودة على جدران المقبرة، وجاء يوم أهداه كارتر إناء أثري يُستخدم في تقديم القرابين، وأكد له أنه ليس من محتويات المقبرة، فلما شك “جاردنر” في مصداقية “كارتر”، ذهب بالإناء إلى متحف القاهرة، الذي أكد له بعد فحص دقيق للإناء، إنه جزء من مقتنيات الملك توت عنخ آمون.

رأس نفرتيتي: تم تهريبها لبرلين بالغش والتدليس

تم اكتشاف تمثال رأس نفرتيتي سنة 1912 على يد عالم المصريات الألماني، لودفيج بورشارد، في تل العمارنة بمحافظة المنيا، بعد الكشف عن بيت النحات المصري القديم تحتمس، والذي كان يعمل في خدمة الملك أخناتون، وكان هذا الاكتشاف أحد أعظم الاكتشافات المصرية، وقدم للعالم أحد أعظم الأعمال الفنية المصرية القديمة وأجملها.

بعد اكتشاف التمثال قام بورشارد بتهريبه لبيته في منطقة الزمالك بالقاهرة، ثم هربه لألمانيا عن طريق إخفائه مع مجموعة من القطع الفخارية المكسورة بحجة إعادة ترميمها.

وفي مقابلة مع برنامج “نظرة” الذي يقدمه الإعلامي المصري “حمدي رزق” على قناة “صدى البلد”، أوضح الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المخضرم، إن الألماني بوشارد، سرق رأس الملكة نفرتيتي بطريقة الغش والتدليس، وأكد إن لديه كل الأدلة التي تثبت ذلك.

وأوضح حواس، إن بورشارد سجل رأس نفرتيتي على أنها من الجبس حتى يستطيع تهريبها من الحدود المصرية، ألا أن القانون المصري وقتها كان يمنع خروج أي قطعة ملكية مصنوعة من الحجر الجيري من البلاد.

وأشار حواس، إلى أن مصر حاولت تسترجع رأس الملكة نفرتيتي، في عهد الرئيس الألماني “هتلر”، والذي وافق في بداية الأمر على إعادتها لمصر لكنه حينما شاهدها أعجب بها ورفض إعادتها.

سرقة هرم منكاورع وغرق السفينة التي حملت مقتنياته

لوحة مرسومة لجون شاي بيرينج، عن: wikimedia

في أكتوبر سنة 1838، تعرضت مركب الشحن الشراعية بياتريس، للغرق أثناء إبحارها إلى بريطانيا، وقيل أنها غرقت في مكان مجهول، وكان على المركب تابوت تم نسبه للملك منكاورع، صاحب الهرم الأصغر في الجيزة.

يقول المؤرخ المصري، محمد محيي: “سنة 1837وأثناء حكم محمد علي باشا لمصر، كان هناكمهندس بريطاني يدعىجون شاي بيرينج، مشهور باستخدام البارود والمتفجرات في الاستكشفات الأثرية، وكان معاه ضابط إنجليزي يدعى يتشارد ويليام هاورد فايس، صاحب التاريخ الشنيع في تدمير الآثار.

يوضح محيي: “اجتمع هذان الشخصان وخططا لسرقة الهرم الأصغر، واتخدما أسلوب التفجير في اقتحامة، ووقتها أستولو على تابوت بديع من حجر “الجرايوكة” كان بداخله تابوت خشب، بداخله مومياء ملكية.

ومن ميناء إسكندرية، وصلت مركب بياتريس لميناء ليفربول ومنه وقفت للتعبيئية في ميناء مالطا، ثم اختفت تمامًا.

يتابع محيي: “التابوت الخشب والرفات وصلوا للمتحف البريطاني عل مركب أخرى، وأخذوا رقم 6646، ومعروضين في المتحف إلى اليوم.

واستطرد محيي: “بعد دراسة الأثر، اتضح أنه يعود للقرن الأول الميلادي، بمعنى أنه لا يمت للملك منكاورع بأي صلة”.

تابوت كاهنة آمن رع: أسطورة اللعنة المدمرة

يوضح خبير المصريات، محمد محيي، إن مومياء الكاهنة آمن رع أُثيرت حوليها أخبار كثيرة تربطها بأحداث مرعبة سببتها لعنة المومياء، موضحا إن أول الأحداث المزعومة بدأت سنة 1910، حينما اشتراها عالم آثار إنجليزي هو توماس دوجلاس موراي، والذي إنفجرت بندقية الصيد في إيده أثناء نقل المومياء وتم بترها.

تخلص موراي من المومياء بعد ما شعر بالقلق، فأهداها لصديقة انتهت حياتها بعد كام يوم بموت والدها وترك خطيبها ليها، وفي النهاية موتها. وصلت المومياء للمتحف البريطاني واتسببت في موت فريق استلامها بالكامل، وبعد كده اتبعتت لنيويورك على متن سفينة تيتانيك اللي غرقت، بالإضافة لقصص تانية كتير مرعبة.

يقول محيي: “كل هذه قصص مزيفة، وقام بتأليفها هو ويليام موراي نفسه، والذي كان جزءا من مجتمع إنجليزي يؤمن بالروحانيات ويمارس جلسات تحضير الأرواح، وأن جماعة موراي شاهدوا المومياء أول مرة في المتحف البريطاني وبدؤا ينسجوا حولها قصص خرافية في الصحف والجرائد”.

يوضح محيي: “القطعة التي أثيرت حولها هذه القصص، موجودة في المتحف البريطاني ومرقمة بـ22542 في القاعة التانية، وموجودة في المتحف منذ عام 1889 بإهداء من شخص إنجليزي يدعى آرثر ويلر، قام بشراءها من مصر، وهي عبارة عن غطاء تابوت لسيدة مصرية، بمعنى أنه لا يوجد تابوت ولا مومياء من الأساس”.

هاورد فايس: المجرم الذي حفر حفرة بطول 27 قدم في جسم أبو الهول باستخدام حفار

ريتشارد ويليام هاورد فايس، عن: amazonaws

كان ريتشارد ويليام هاورد فايس ضابط إنجليزي رفيع المستوى، وكان موجود في مصر إبان فترة حكم محمد علي باشا وتحديدًا في الفترة بين 1830 و1845، وكان يسمح بسرقة الآثار . كان هاورد فايس مهتم جدًا بمنطقة الأهرامات في الجيزة وكان مؤمن بشكل كبير جدًا إن جسم تمثال أبو الهول هو عبارة عن خبيئة لكنوز مصرية قديمة، وظل يحاول في البحث عن مدخل يدخله لهذه للخبيئة لكنه فشل.

تواصل فايس مع محمد علي باشا، وحصل منه على تصريح بالتنقيب في منطقة الأهرامات عن الآثار، وفعلًا بدأ نقل الرمال والأحجار من حول التمثال الضخم، ولكن حينما وصلت كل محاولاته للفشل، قام فايس بعمل سجله التاريخ كواحدة من أشنع الأفعال في تاريخ علم المصريات.

استخدم فايس حفار حتى يحفر حفرة بطول 27 قدم في الجزء الخلفي من تمثال أبو الهول، وحينما وجد أنه يحفر دون فائدة، اقتنع أن التمثال ليس به خبيئة ولا كنز.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: جبانة الحيوانات المقدسة في سقارة تكشف افتتان المصريين القدماء برفاقهم من القطط

تعليقات
Loading...