أفراح النقطة: طقس مدفون وجمعية دايرة بين الأهالي

“التحية دي من عم عرفة وأولاده.. واسمع أحلى سلام قدرني وأقدرك.. الـ100 جنيه بكره هيرجعوا 150 وكل واحد عارف اللي عليه” .. النقطة في الأفراح طقس مدفون في الثقافات العربية وخصوصًا المصرية، نوع من أنواع التكافل الاجتماعي أو المجاملة، علشان تكون عون ومساندة للعرسان في بداية حياتهم الزوجية، أو زيادة روابط المحبة، وفي نفس الوقت بيعتبروها دين لازم يترد.

مش مقتصرة على الأفراح بس، بتلاقيها في سبوع المولود والطهور وفي النجاح، وكإن الناس بتتلكك علشان تساعد بعض وتقدم فلوس.

أفراح وهمية لأجل عيون النقطة

“أنا عايز النقطة تنزل مطرة عليا .. الفرح ده ماتعملش ببلاش”وصلنا من أفراح عادية بيتلم فيها النقطة لحد ما بقى الموضوع بقى أشبه بالمشروع الاستثماري ودخل فيه التحايل، بمعنى إن لو شخص بيمر بأزمة مالية وفي نفس الوقت عامل مجاملات مع ناس بعدد طوب الأرض، فبيقرر يعمل فرح وهمي مفيهوش عريس وعروسة، أو يتم تأجيرهم علشان يجمع فلوس المجاملات دي كلها.

نفس فكرة فيلم (الفرح)؛ زينهم شاب قرر يعمل فرح وهمي ويجيب عروسة وعريس ورقاصة ومنولوجيست علشان يجمع الفلوس ويشتري ميكروباص، ونفس فكرة الكراسة الصفرا في فيلم (اللمبي)، كراسة متسجل فيها كل مليم دفعه اللمبي وعيلته، عمل فرحه على نوسة برغم قرارهم إنهم مش هيرجعوا لبعض، بس النقطة دوبت الخلاف واتفقوا يقسموها بالنص.

الموضوع أثار فضولنا فاتكلمنا مع شخص حضر أفراح النقطة في منطقته، وعرفنا منه إن الأفراح في الغالب بتتعمل في الشوارع بالفراشة وفيها كل مفاهيم الفرح من أغاني وشرب وطبل وزمر، والمكان كله ترابيزات من غير كوشة لو عارفين إنه فرح نقطة، أو بكوشة بعرسان وهميين، وبيبقى في مسؤول عن تجميع النقطة موجود في موقع استراتيجي في الفرح شايف كل واحد حواليه، ومعاه دفتر وقلم بيسجل كل اسم بيطلع على المسرح قال النبطشي عليه في الميكروفون ودفع قد إيه بالظبط علشان يترد له في فرحه أو فرح حد تبعه.

وقال كمان إن ساعات الناس بتحدد قيمة النقطة من قيمة الشخص، كل ما تدفع زيادة كل ما قيمتك تزيد، ولما ترد لازم ترد بقيمة أكبر علشان العجلة تكمل في الدوران والفلوس ترجعلك أكتر لما ييجي عليك الدور في الفرح، وبيتعمل للموضوع يفط في الشارع مكتوب عليها اسم العيلتين زي الانتخابات، وكل ما كانت دايرة علاقاتك كبيرة كل ما تجمع فلوس أكتر.

جمعية ودايرة

بيقول لنا عم سيد وده شخص تاني ماكنش بيحضر أفراح نقطة بس ولكن كان أوقات بيحوش فيها فلوسه، إن النقطة ممكن توصل لـ200 ألف جنيه أو نص مليون جنيه وأحيانًا بيبقى أكتر، جمعية ودايرة ممكن تدفع كل شهر جزء من مرتبك فيها وأنت واثق إنها هتترد أكتر، ولازم تدفع لإن في بعض القرى والريف الموضوع فيها ممكن يوصل لخناقات ومقاطعات،

في الغالب تبقى فئة معينة بتعملها من أعيان البلاد والقرى والحرفيين، لإن عندهم مجاملات وفلوس في كل حتة، زي فكرة الاقتصاد الغير مشروع بالظبط، فلوس داخلة وخارجة من غير أوراق أو ضرائب بتدفع عليها، وده أحيانًا وفقًا للخبراء بيوصل لحوالي 40 % أو أكثر من الناتج الإجمالي المحلي.

ومعلومة ليكوا قالها لنا عم سيد، لازم ترد النقطة حسب قيمة الدولار في السوق، لو دفعت 50 جنيه من 15 سنة لازم تردهم 500 جنيه.. جمهور فرح النقطة مايعرفش طريق للبنوك، ولا حتى يعرف بيتراح منين، كله متشال عند الناس في حصالة بفوائدها.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بعض من الحيل لا تضر: نصايح لفرح اقتصادي مناسب للميزانية

تعليقات
Loading...