خطورة تأخير الدورة الشهرية بهدف صوم رمضان كامل
شيء منتشر بشكل غريب بين بعض الستات، وهو اللجوء لأدوية منع الحمل أو غيرها بهدف تأخير الدورة الشهرية في رمضان، علشان يقدروا يصوموا الشهر كامل، اعتقادًا منهم إن الفعل ده تقرب لله وعبادة وإيمان، برغم وجود نص ديني واضح وصريح بإن الحائض وجب عليها الفطار.
للأسف تناول أدوية زي دي بيسبب خطورة كبيرة على الصحة وعلى الجسم، حبينا نعرف الخطورة العلمية وكمان رأي الدين في الموضوع ده.
من الناحية الطبية
الدكتورة منى مختار، أخصائية المخ والأعصاب، بتقول: “لو عايزة تاخدي حبوب منع الحمل عشان تمنعي نزول الدورة الشهرية وتقدري تصومي رمضان كامل، أرجوكي ما تعمليش كده، لإن الهرمونات الزيادة دي بتعلّي نسبة التجلط فى الدم، وهتاخديها مكثفة عشان تمنعي نزول الدم، ده غير إن الصيام بطبيعته بيسبب جفاف، العوامل دي مجتمعة بترفع نسبة حدوث الجلطات الدماغية، وياما شوفنا كدكاترة مخ وأعصاب حالات كتير بسبب التصرف ده.
الهرمونات مش لعبة، وربنا له حكمة.
نصيحة من دكتورة مخ وأعصاب، ما تعمليش كده”.
في دراسة نشرها موقع (تايمز أوف إنديا)، بتقول إن 20% من النساء بيعانوا من نزيف حاد بعد تناول حبوب منع الحمل، وده ممكن يستمر كذا شهر.
الحكمة من تحريم الصوم على الحائض
ربنا مدينا رخصة الإفطار في الوقت ده لحكمة هو أعلى وأعلم بها، واختلف العلماء على السبب والحكمة من أمر الله للحائض بالإفطار، وحسب تفسيرات العلماء، بعضهم فسر إن الحكمة لا نعلمها، والبعض فسر الحكمة إن الله تعالى نهى الحائض عن الصيام وقت الحيض رحمةً بها، لأن خروج الدم يضعفها، فإذا صامت وهي حائض اجتمع عليها الضعف بسبب الحيض وبسبب الصيام، فيخرج الصوم بذلك عن حد الاعتدال، وقد يصل إلى حد الإضرار.
ودار الإفتاء قالت: “إن من الأحكام الثابتة فى الشرع أن المرأة المسلمة يجب عليها الفطر فى رمضان إذا جاءتها الدورة الشهرية؛ إذ الفطر هو الذى يناسبها فى حالات الإعياء والاضطرابات الجسدية التى تصاحب الحيض. لذلك أوجب الشرع عليها الإفطار، وهذا تخفيف من الله تعالى ورحمة منه سبحانه، وما يفعله كثيرٌ من النساء من أكل شىءٍ قليلٍ جدًّا أو شرب بعض السوائل ثم الإمساك بقية اليوم هو أمرٌ مخالفٌ لِحكمة الشرع الشريف في التخفيف عليها والحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية، والمطلوب منها أن تُفطر بشكل طبيعى فى فترة حيضها، ولا حرج ولا لوم عليها؛ لأنها ستقضي هذه الأيام، حسبما جاء فى حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت، “كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ” متفقٌ عليه”.
وعن حكم اللجوء لأدوية لتأخير الدورة الشهرية، قالت: “إن ترتب على استعمالها ضرر فهي حرام شرعًا؛ لأن من المقرر شرعًا أنه لا ضرر ولا ضرار، وحفظ الصحة مقصد ضرورى من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع أن استخدام هذه الوسيلة جائزٌ شرعًا، إلا أن وقوفَ المرأة المسلمة مع مراد الله تعالى وخضوعَها لما قدَّره الله عليها من الحيضِ ووجوبِ الإفطار أثنائه أَثْوَبُ لها وأعظَمُ أجرًا”.
ربنا أمرنا بالحفاظ على صحتنا، وهوّن علينا العبادات، ماينفعش نعارض كل ده بأفعال تضر صحتنا.