بنرددها من غير ما نعرف أصلها.. معنى الأمثال الشعبية والحكم
حكم وكلام بنقوله مع كل موقف مشابه ليه في حياتنا اليومية، لكن أغلبنا مايعرفش أصله أو الموقف اللي اتولد منه المثل، مش بس الأمثال، كمان عادات متوارثينها مانعرفش أصلها أو إزاي بتربط بين الموقف اللي إحنا فيه، زيّ “اقرصيها في ركبتها تحصليها في جمعتها” اللي بتتعمل بهزار من أصحاب العروسة في اعتقاد إن لو قرصتي العروسة في ركبتها هتتجوزي، وكتير من الحاجات دي، الكاتب والباحث توفيق محمود بيحب يدور في الموضوع ده وجاب قصص لأكتر من مثل وعادة مشهورة بين المصريين والعرب، تعالوا نشوف زيّ إيه.
تعرف التهديد بتاع “هخلي الدبان الأزرق مايعرفلكش طريق”؟ فكرت قبل كده هو فيه حاجة اسمها أصلًا الدبان الأزرق؟ واشمعنا ده يعني؟ هنقولك.. علشان الدبان الأزرق هو الأكتر انتشارًا في العالم، وهو الوحيد اللي بيتكاثر على الجثث بس، فهو يقصد إنه هيتاويك في حتة مش هيلاقوا حتى فيها جثتك.
طب عمرك فكرت ليه بنحتفل باليوم السابع للمولود في احتفال بنسميه السبوع؟ وليه للميت فيه حاجة اسمها الأربعين للميت؟ دي عادات متوارثة من المصريين القدماء ولسه إحنا بنعملها لحد دلوقتي، لكن تفتكر ليه؟ في مصر القديمة أو العالم كله عمومًا، كانت أصعب أيام بتعدي على أي مولود، هي الأيام الأولى من حياته لإنه بيبقى لسه ضعيف ومناعته برضه وماعندهمش الرعاية الصحية الحالية، فيا يقدر يواجه دا وجسمه يتحمل وبكده أهلًا بيه للحياة، يا للأسف مابيقدرش وبيتوفى في خلال يومين، فلما مولود في العيلة يقدر يتجاوز أيامه الأولى بصحة وعافية، بيحتفلوا بيه وبيدخل الحياة برجله اليمين، ومن هنا جت فكرة السبوع.
أما الأربعين، لما كان حد بيتوفى في مصر القديمة، عملية تجهيز الجسم للتحنيط والدفن كان بتاخد حوالي 40 يوم، وبعدها بتكون جثة المتوفي في المعبد أو في مكان التحنيط، فالأهل يقدروا يشوفوا فقيدهم بعد الأربعين يوم دول، ويقوموا بطقوسهم وينعوه ويعبروا عن حزنهم، ومن وقتها وإحنا متوارثين العادة دي، وماكناش نعرف سببها.
أما بقى المثل بتاع “الله يبشبش الطوبة اللي تحت راسه” اللي بنقوله لما بنفتكر متوفي، أكيد فكرت إنه يبشبش دي معناها يكسر الطوبة علشان ينام مرتاح، بس لأ، عند دفن الموتى في مصر القديمة، كان بيتم وضع رؤوسهم على قطع من الحجر أو البردي، مكتوب عليها تمائم وتعاويذ لمساعدة الميت في رحلته للوصول للعالم الآخر مرة تانية، وحمايته، لكن المشكلة إنه بعد فترة من الزمن، الحجارة أو الورقة بتنشف جدًا وتتفكك وتنحل، فكانوا معتقدين إنه طالما الطوبة أو قطعة البردي دي لسه مُبللة تحت راسه، إنها سليمة وهتفضل التعاويذ عليها، فكانوا بيدعوا الآله طول الوقت إنها تفضل مبللة وسليمة، مبللة بالمصرية القديمة، يعني مبشبشة، يبشبش الطوبة، يعني يبل الطوبة.