منديل الست وصاحب العكاز: مقتنيات رافقت درب الفنانين والأدباء
بجانب الإرث الفني والثقافي الذين تركوه لنا ومعنا، هناك مجموعة من المقتنيات الخالدة أو بمعنى أصح مقتنيات ماركة مسجلة رافقت النجوم خلال مشوارهم الفني والأدبي، بعضها شاهدناها خلال أعمالهم الفنية وبعضها لازمتهم حتى في حياتهم الطبيعية .. ماذا عن تلك المقتنيات والقصة ورائها؟
منديل الست
لا يمكنك تذكر كوكب الشرق أم كلثوم من دون رسم اكسسوارات معينة كانت تلازمها ولا يمكنها الاستغناء عنها، ومن بينها “منديل الست” الذي كان يرافقها في الحفلات ويُصنع من أجود أنواع الأقمشة.
وعن سر تمسكها به، كشفت في حوار إذاعي، أن السبب هو توترها، وقالت: “الناس بتعتقد أن المنديل زينة، ولكن لم يعرف أحد أني أقلق من الجمهور، وأعمل له ألف حساب، وهو ده كان سر المنديل”.
أما عن نظارتها ففي الخمسينات شُخصت إصابتها بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية الأمر الذي يؤدي إلى تضخمها ومن أعراضه جحوظ العينين، وبعد أن قررت التراجع عن إجراء العملية لقرب الغدة من الأحبال الصوتية خوفًا منها من خسارة الغناء، قررت أن تعتمد النظارة السوداء في أغلب حفلاتها.
توفيق الحكيم: ذو الطاقية وصاحب العكاز
يصفونها بعلامة مسجلة لأصحاب الفكر من نخب وكتاب، بدأها توفيق الحكيم، قبعة البيريه أو القبعة الفرنسية التي اعتمدها في صورة شبه دائمة، حيث كانت شائعة جدًا في فرنسا أثناء دراسته في باريس، وقد اعتادها منذ ذلك الوقت، وصار يخشى إذا خلعها أن يصاب بالبرد.
أما عن العصا، التي لم يتركها من يده، فلها حكاية آخرى فقد كان لا يزال شابًا عندما دخل أول وظيفة، وكان يعمل معه سكرتير متقدم في السن، ولاحظ أنه كلما خرج في مهمة، اهتم أهل البلدة بالسكرتير وأظهروا له الاحترام، وشكا الأمر إلى صديق له، فأفاده بأن أهل الريف يعطون أهمية كبرى للسن، ولكن ما العمل وهو شاب؟ فقال له: “احمل عصًا وتوكأ.. ومن وقتها وهو يتوكأ.
نظارة سيد مكاوي
نظارة سيد مكاوي ذاك السر الذي لازمه طوال حياته ومسيرته الفنية وكشفته ابنة الفنان الراحل ومسيرته الفنية، وقالت خلال لقاء لها: “أنا لحد 6 سنين كنت فاكرة إنه بيشوف لإنه مكانش بيخليني أشوفه من غير نظارات.. والدي مش زي أستاذ عمار الشريعي عنده عين، هو إتعالج علاج خاطئ لإنهم كانوا فقراء جدًا فعينه إتصفت، فمكانش عنده عين، وكان بيخاف أشوفه كدة، زائد إنه كان عفريت جدا وبيعمل كل حاجة، بيعمل شاي ويصلح حاجات في البيت.. هو شايف لدرجة إني ممكن أقف على باب الأوضة فيسألني مالك متضايقة من إيه من غير ما أتكلم”. فكانت تلك النظارة السوداء من أجل ابنته في المقام الأول.
جلابية شكوكو
تخلى عن البدلة والكرافتة وارتدى الجلباب البلدي المربوط من المنتصف والطاقية.. وأصبحت هيئة ثابتة لم يخطئ من يراها في تذكر “محمود شكوكو” نجم المونولوج.
وبمحض الصدفة وبتجربة غير مقصودة أصبح الجلباب والطاقية الطويلة زيًا رسميًا، فيقول شكوكو “في مرة لبست جلابية وقدمت مونولوج، والناس اتبسطت أوي، ومن هنا أصبحت الجلابية رفيقتي في كل عرض من عروض المونولوج”، وفي حوار آخر له فسر ذلك لأسباب وقناعات مرتبطة أيضَا بأعماله الفنية أوضحها ” أنا أصلي بلدي وأبويا بلدي ووالدتي ست بلدي، وأنا مولود في حي بلدي إبن البلد بيمثل الناحية الشعبية في المجتمع، ولا يحبش اللف والدوران، وعلشان نجحت في شخصية ابن البلد بدعمها هيئتي بالجلابية أيضًا”.
النظارة والعود: رفقاء درب محمد عبد الوهاب
نظارة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب رفيقة دربه في بداية مشواره الفني وفي بدايات ظهوره على الشاشة وحتى بعد وصوله لشهرته الواسعة هي والعود الذي طالما أمتعنا عليه بأنامله وسمعنا مقاطعه التي تخلد، أصبحوا كلامهم ماركة مسجلة عنده وعند الجمهور، تجدهم في متحفه الذي يضم أهم مقتنياته، وفي ذكراه دائمًا ما يظهران على الساحة بأي شكل من الأشكال حتى ولو برسومات لهم، حتى أصبحوا شعار لأي ذكرى.
زينات صدقي والمنديل أبو أوية
نجمة الكوميديا النسائية، معظم أدوارها كانت عن ابنة البلد وابنة الحارة الجدعة والمعروفة بمواقفها، ولذلك أرتكزت في أغلب إطلالتها على الجانب الشعبي بارتدائها الملاية اللف و المنديل “أبو أويا” لتكن رمزًا للمرأة المصرية الأصيلة.
ولكن ما يستحق القول بجانب إطلالتها الشعبية في الأعمال لكنها خطفت الأنظار بإطلالتها الساحرة الأنيقة، أعتمدت أحدث صيحات تسريحات الشعر، وكانت تزينها بعضها بإكسسوارات والريش والبنس الملفته وكانت تضع الكحل والأيلاينر لتبرز جمال عينيها مع أحمر الشفاه.