في ذكرى ميلاده.. تعالوا نفتكر أحلى كادرات للمخرج محمد خان
المخرج محمد خان من أحسن الفنانين اللي قدروا يستغلوا كل العناصر في كادراتهم علشان يخدموا فكرة الفيلم، كان بيعرف إزاي يرسم المشاهد السينمائية بكل تفاصيلها مهما كانت صغيرة، وانت بتتفرج هتحس إن كل شئ في مكانه، مهما كان قليل أو يبان إنه مش مهم، لكنه بيخدم الفيلم سواء في توصيل فكرته أو في الحالة النفسية اللي بيقصد المخرج إنه يحط المُشاهد فيها، بالإضافة لكده، محدش يقدر ينسي تاريخ خان وإضافاته في السينما المصرية، وإنه قدر يخلق لنفسه بُعد جديد، وكمان نظرته وعرضه لقضايا المرأة أو بالتحديد صورة المرأة في أفلامه، واللي كتير بيشوفوهم كلهم في حلقة متصلة أو على علاقة ببعض في خيط كبير رسمه خان في كل أفلامه.
وبمناسبة عيد ميلاده الـ 78، تعالوا نفتكر سوا كادرات من أفلامه ونشوف إزاي قدر يوصل المعنى بيهم.
الحريف
الفيلم ده بالذات يعتبر حالة خاصة ومختلفة، وقتها لو كان حد قال إنك ممكن تشوف فيلم تراجيدي لعادل إمام ونجاح الموجي كان ممكن تصدق؟ علشان كده كان ده التحدي، إن المخرج يعرف يخرج الحالة المطلوبة من داخل الممثل علشان يخدم الفيلم، على الرغم من إن طبيعة الشخصيات عكس اللي الناس متعودة عليه من الفنانين دول، والفيلم مليان بالكادرات والمشاهد اللي تكوينها بيخلق الحالة الشعورية المطلوبة من غير أي زيادة في الحديث بين الشخصيات.
في المشاهد دي، بنشوف إزاي خان كان بيقدر يتحكم في كل العناصر في المشهد، سواء في التعبير عن الحالة النفسية للشخصية وإحساسها تجاه نفسها وتجاه العالم زي مشهد عادل إمام وهو بيدخن جنب الشباك، أو ملامح الحزن والخوف والضياع اللي مرسومة على وجه نجاح الموجي، ونظرة عادل إمام ليه ف الخلفية في نفس المشهد.
في المشهد ده، خان بيتضرب بيه المثل في كيفية حل مشكلة من مشاكل الإخراج، وهي إن لما يكون عندنا عدد من الممثلين في مساحة ضيقة، إزاي نصنع تكوين في المساحة دي يناسب معنى الدراما من غير ما يؤدي لتكدس بصري، خان حل المشكلة دي من خلال عمق الصورة واستخدام الأبواب في صنع كادر جوا الكادر، وبترتيب أهمية الشخصيات في الكادر، وفي نفس الوقت عبًر عن مدى تفكك الأسرة في الفيلم.
موعد على العشاء
في اللقطة دي، المخرج حب يوضح من خلال لقطة واحدة، نهاية شخصية “عزت” من الوجود، باستخدام الإضاءة، اللي كمان بتوضح ملامح الشر والغضب على وجه الفنان حسين فهمي في تجسيده للشخصية.
في الكادر ده بتظهر سعاد حسني بيحاوطها الظلام من كل الاتجاهات، ومبيظهرش غير ملامحها الحزينة بوضوح، ونظرات الضياع والوحدة والدموع اللي محبوسة في عينيها، وده بالظبط اللي بيوصف شخصيتها في الفيلم اللي بتحاوط حياتها الضلمة والوحدة وفي وسطهم حزنها، وفي المشهد كان أحمد زكي بيحاول يضحكها لكنها مش لاقية سبب تضحك علشانه في الدنيا.
زوجة رجل مهم
في الفيلم ده، وتحديدًا المشهد ده، اللي بتشوف فيه شخصية البطلة نفسها في إنعكاس صورتها على البطل، وإنها بتشوف نفسها بعينه، بصورة ضعيفة ومهزوزة وشخصية فقدت كل معاني الحياه قدام جبروت وعنف شخصية البطل، اللي قدمها الفنان الراحل أحمد زكي، وقدمت قصاده دور البطولة الفنانة ميرفت أمين.
وفي نفس المشهد، لقطة تقطيع البطلة للحم وإنها لقته مش مستوي، بتوحي بشخصية البطلة نفسها وإحساسها بإنها نص حية ونص ميتة، بالإضافة لإن المشهد بيرجع لمشهد تاني في بداية الفيلم بنفس الفكرة والتكوين لكن وقتها كانت شخصية البطلة حيوية.
في تفاصيل صغيرة جدًا، قدر يعبر خان عن جملة على لسان البطلة: “أنا كل يوم بكبر و بفهم، و بيروح الإنبهار و بتبان الحقيقة“، وده ظهر في اختلاف حلق البطلة قبل الزواج من البطل، واللي بيعبر عن حياتها قبله بإنها كانت فراشة جميلة حرة، وبعده بحلق له قيود، بيرممز للقيود اللي بقت بتحيط بحياتها بعد الزواج من البطل.
طائر على الطريق
في الفيلم ده، خان بيعتبر العربية البيجو بطل من أبطال الفيلم، مش مجرد حديد، كانت مفتاح لأغلب المشاهد، وتمهيد لأحداث الفيلم، كمان كان بيعتبرها جزء من شخصية البطل، وشريكته في كل الأحداث، ومدى ارتباطه بيها لإنها الوحيدة اللي مش بتفرض عليه قيود مجتمعية وهو بيعتبرها زائفة، فمعظم المشاهد كانت أساس تكوين الكادر فيها في العربية.