صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل: من هم القادة المفرج عنهم ولماذا تحفظت إسرائيل على آخرين؟

في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، يبرز قادة المقاومة المفرج عنهم، بينما ترفض إسرائيل إطلاق سراح آخرين.

وأعلنت وزارة العدل الإسرائيلية عن قائمة تضم أكثر من 700 أسير فلسطيني سيُفرج عنهم بموجب الاتفاق الذي يهدف لإنهاء الحرب الدامية.

وتشمل القائمة أسرى من حماس، الجهاد وفتح، بعضهم يقضي أحكامًا بالسجن المؤبد بتهم مثل القتل.

لكن السؤال الأكثر إثارة يكمن في: من سيحظى بالحرية؟ وما هي الأسباب التي تقف خلف رفض إسرائيل الإفراج عن آخرين؟

بينما تشير البيانات إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يظل الاتفاق نقطة تحول في معاناة الأسرى، خاصة مع الأسرى الأطفال و الأسيرات اللاتي يعانين من ظروف صعبة.

هل يشكل هذا الاتفاق خطوة نحو تحقيق العدالة للأسرى أم أنه مجرد فاصل مؤقت في سلسلة طويلة من القمع؟

لا تفوّت قراءة: 15 شهرا من الصراع بين حماس وإسرائيل: تسلسل زمني من طوفان الأقصى إلى وقف إطلاق النار في غزة

سجون الاحتلال: مَن هم أبرز الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم؟

زكريا الزبيدي: أسطورة مقاومة الاحتلال

يُعد زكريا الزبيدي من أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، وهو ضمن قائمة الأسرى المفرج عنهم بالمرحلة الأولى لاتفاق حماس وإسرائيل.

وجرى اعتقاله في 2019 بسبب مشاركته في عمليات إطلاق نار عدة في منطقة بيت إيل وأفلت من الاغتيال 4 مرات.

وبدأت قصة الزبيدي بإصابته بعيار ناري في قدمه خلال تظاهرة انطلقت من مدرسته بمخيم جنين في صغره.

شكّلت هذه الحادثة نقطة تحول جذري في حياته، حيث قادته إلى العمل المقاوم والانضمام إلى حركة فتح، ليصبح قياديًا في كتائب شهداء الأقصى.

وفي 2021، شارك الزبيدي في هروب جماعي من سجن جلبوع، واصفًا اللحظة: “كطائر يغادر قفصه المفتوح”.

ورغم نجاحه في الهروب، إلا أنه تمت إعادة القبض عليه مع رفاقه بعد فترة قصيرة.

ضمن الاتفاق الأخير، تقرر عدم ترحيل زكريا الزبيدي إلى الخارج، ما يتيح له العودة إلى منزله في جنين شمال الضفة.

هذه العودة تعكس انتصارًا رمزيًا لأحد أبرز مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

وفي العام الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي نجل الزبيدي، محمد، في غارة بطائرة مسيّرة، واصفاً إياه بأنه “إرهابي بارز من جنين”.

ويعتبر الزبيدي مسؤولا عن الهجوم على فرع “الليكود” في عام 2002 والذي قتل فيه 6 إسرائيليين.

خالدة جرار: أحد أبرز قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

الأسيرة خالدة جرار ضمن قائمة الأسرى الفلسطنيين المفرج عنهم

من بين الأسرى المتوقع الإفراج عنهم خالدة جرار، المحامية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

تعتبر خالدة جرار واحدة من أبرز الناشطات السياسيات في فلسطين.

خالدة جرار، السياسية البارزة، لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن حقوق الأسرى.

وشاركت في المعركة القانونية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.

وبدأت رحلة اعتقال خالدة جرار في عام 1989، بعد توقيفها خلال تظاهرة بمناسبة يوم المرأة العالمي لمحاولة منع اعتقال شقيقتها.

ومنذ 1989، توالت اعتقالات خالدة جرار، وآخرها في 2023 بتهم دعم الأسرى ومناهضة الاحتلال، لتظل رمزًا نسائيًا فلسطينيًا بارزًا.

أحمد البرغوثي: الذراع العسكري لحركة فتح

يلقب أحمد البرغوثي بـ “الفرنسي”، هو أحد أبرز القيادات العسكرية في حركة فتح والذراع الأيمن لمروان البرغوثي.

وينحدر أحمد من بلدة دير غسانة شمال غرب رام الله. وأدين بقتل 12 إسرائيليا خلال الانتفاضة الثانية، بما في ذلك الهجوم على مطعم “سي فود ماركت” في تل أبيب.

قاد أحمد البرغوثي كتائب شهداء الأقصى في رام الله، حيث لعب دورًا محوريًا في تنفيذ عمليات مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

جرى اعتقال أحمد البرغوثي عام 2002، وحُكم عليه بـ 13 مؤبدًا بتهمة تخطيط وتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية.

عبلة سادات: اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي

من المقرر أن يفرج عن عبلة سادات، زوجة أحمد سعدات، الأمين العام لـ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي جرى اعتقالها في عام 2006.

وكانت عبلة سادات قد تورطت في مخطط اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، وهو ما أدى إلى إيداعها بالسجن.

وفي نوفمبر الماضي، شنت السلطات الإسرائيلية حملة اعتقالات طالت أكثر من 60 عضواً من الجبهة الشعبية، بتهمة تورطهم في أنشطة إرهابية، وكان من بينهم سعدات.

أشرف زغيّر: حكم عليه بـ6 مؤبدات

ينحدر أشرف زغير من مدينة القدس المحتلة، وقد جرى اعتقاله في أكتوبر 2002 بتهمة مساعدة منفذ هجوم في شارع اللنبي بتل أبيب، الذي أسفر عن مقتل 6 إسرائيليين وإصابة 84 آخرين.

وأصدرت المحكمة الإسرائيلية بحقه حكمًا بـ 6 مؤبدات.

خلال فترة اعتقاله، شغل عدة مواقع قيادية داخل الأطر التنظيمية لحركة حماس في السجون، حيث أظهر قدرات قيادية مميزة.

إضافة إلى ذلك، حصل زغير على شهادة البكالوريوس من الجامعة العبرية المفتوحة، ما يعكس تفوقه العلمي والمهني رغم ظروف الاعتقال الصعبة.

نهيل مسالمة: المعتقلة بتهمة التخطيط لهجوم في الخليل

من المقرر أن يفرج عن نهيل مسالمة، البالغة من العمر 37 عامًا، والتي اعتقلتها القوات الإسرائيلية بتهمة التخطيط لهجوم على ضابط أمن في الحرم الإبراهيمي في الخليل.

وفقًا لـ “جيروزاليم بوست”، ادّعت القوات الإسرائيلية أن مسالمة كانت تحمل سكينًا أثناء الحادث.

نهيل هي من مدينة دورا، ومتزوجة من الأسير عايد دودين، ولها شقيق يُدعى أنس مسالمة، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد.

قادة خلية “سلوان” التابعة لحركة حماس

وائل قاسم ووسام عباسي ومحمد عودة هم قادة خلية “سلوان” التابعة لحركة حماس، التي تضم أيضًا علاء عباسي.

الخلية، التي انحدر أفرادها من بلدة سلوان قرب المسجد الأقصى في القدس المحتلة، كانت مسؤولة عن سلسلة من العمليات التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.

جرى اعتقال أفراد الخلية في أغسطس 2002، وأدينوا من قبل محكمة عسكرية إسرائيلية بالانتماء لكتائب عز الدين القسام وتنفيذ عدة عمليات.

وحصل وائل قاسم على حكم بالسجن المؤبد 35 مرة و50 عامًا، وهو أعلى حكم في القدس، بينما حكم على وسام عباسي بالسجن 26 مؤبدًا و40 عامًا، وعلى محمد عودة بالسجن المؤبد 9 مرات و40 عامًا، وعلى علاء الدين بالسجن 60 عامًا.

من أبرز عمليات الخلية: تفجير مقهى “مومنت” في مارس 2002 الذي أسفر عن مقتل 11 مستوطنًا، عملية ريشون ليتسيون التي أدت إلى مقتل 15 مستوطنًا، وتفجير صهاريج الوقود الإسرائيلية في مايو 2002 باستخدام العبوات الناسفة عبر هواتف نقالة.

لا تفوّت قراءة: هدنة وشيكة في غزة بعد 15 شهرا من الحرب: ما بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟

أسرى فلسطينيين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم… لماذا؟

على الرغم من التقدم في صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، تواصل إسرائيل رفض الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، رغم تواجدهم ضمن قائمة المعتقلين الذين كان من المتوقع أن يجرى إطلاق سراحهم.

وتشير مصادر إلى أن هذه الأسماء تمثل شخصيات بارزة لها تاريخ طويل في المقاومة، مما يجعلها محط جدل سياسي في إسرائيل.

إسرائيل تصر على أن هؤلاء الأسرى، الذين جرى إدانتهم في قضايا قتل أو إرهاب، لا يمكن الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، خوفًا من تأثير ذلك على الأمن القومي.

كما أن هذه الشخصيات تُعتبر رموزًا في الحركات الفلسطينية، مما يجعل رفض الإفراج عنها خطوة حساسة في السياسة الإسرائيلية.

مروان البرغوثي: العقل المدبر للانتفاضة الثانية

ياسر عرفات وهو يحمل صورة الأسير الفلسططيني مروان البرغوثي

يعد مروان البرغوثي أحد أبرز القادة الفلسطينيين، وهو معتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، بعد عملية “السور الواقي” التي شنها الجيش الإسرائيلي.

تتهمه إسرائيل بأنه كان “العقل المدبر” وراء الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000، وتدعي أيضًا أنه مؤسس “كتائب شهداء الأقصى” العسكرية، وهو ما نفاه البرغوثي.

انخرط البرغوثي في النضال السياسي منذ سن الخامسة عشرة، حيث كان أحد أبرز القياديين في حركة فتح، وعُرف بتوجيهه الدعوات إلى حل الدولتين وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من تواجده في السجن، يبقى مروان البرغوثي رمزًا قويًا لدى الفلسطينيين.

وفي سياق الصفقة المرتقبة، تشير بعض التقارير الصحفية إلى أن إسرائيل قد تفرج عن البرغوثي بشرط إبعاده عن الأراضي الفلسطينية، وهو ما يطرح تساؤلات حول آفاق هذه الصفقة وتأثيرها على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أحمد سعدات: العقل المدبر لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي

الأمين العام الأسبق لـ”لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” أحمد سعدات

يُعد أحمد سعدات، الأمين العام الأسبق لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين الذين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم.

وتتهم إسرائيل أحمد البرغوثي بأنه “العقل المدبر” لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001.

سعدات لم يكن ضمن صفقة تبادل الأسرى الشهيرة “صفقة شاليط” عام 2011، حيث أصرت إسرائيل على الإبقاء عليه في السجن.

ويعود اعتقاله إلى عام 2006، عندما كان محتجزًا في سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية تحت رقابة أميركية وبريطانية.

وبعد انسحاب المراقبين، اجتاحت القوات الإسرائيلية السجن بعملية عسكرية استمرت 12 ساعة، تخللتها عمليات قصف وتدمير جزئي للسجن، قبل أن تتمكن من القبض على سعدات ورفاقه.

وفي عام 2008، حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية على سعدات بالسجن لمدة 30 عامًا، ليقضي أعوامًا صعبة في الأسر.

وأثارت محاولة اغتياله داخل السجن، عبر تسريب ثعابين سامة إلى زنزانته، استنكارًا واسعًا حول العالم، مؤكدين أن ذلك يندرج ضمن سياسات القمع الإسرائيلية بحق القيادات الفلسطينية.

رفض إسرائيل الإفراج عن أحمد سعدات يعكس موقفًا متشددًا تجاه قيادات المقاومة الفلسطينية، ويثير تساؤلات حول معايير الصفقة المقبلة ومصير الأسرى البارزين.

عبد الله البرغوثي: السنوار الثاني

تلقّب الدوائر الأمنية الإسرائيلية عبد الله البرغوثي بـ”السنوار الثاني”، مشيرة إلى خطورته الاستثنائية ومسؤوليته عن مقتل عشرات الإسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية.

ويعد البرغوثي رمزًا للمقاومة الفلسطينية، حيث صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة عام 2004، وهو أطول حكم في تاريخ المحاكم الإسرائيلية.

اتهم البرغوثي بالتخطيط وتنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية خلال عامي 2001 و2002، أدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.

ولم تكتفِ السلطات الإسرائيلية بسجنه، بل قضى 10 سنوات في الحبس الانفرادي، حيث تعرض لممارسات قاسية شملت ضغوطًا نفسية وإهانات جسدية، من بينها إدخال مختلين عقليًا إلى زنزانته بهدف إضعاف إرادته.

البرغوثي يظل شخصية محورية في ملف الأسرى الفلسطينيين، وتراه إسرائيل من الأسماء المستحيل إدراجها في أي صفقة تبادل.

إبراهيم حامد: الأسير الشبح

يُعد إبراهيم حامد ثاني أبرز شخصية قيادية في حركة “حماس” في الضفة الغربية.

يُلقب إبراهيم حامد بـ”الأسير الشبح” بسبب قدرته على التواري عن أعين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لفترة طويلة.

واعتُقل حامد عام 2006، وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن نحو 90% من عمليات المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.

تناول التلفزيون الرسمي للاحتلال الإسرائيلي شخصيته في فيلم وثائقي استقصائي.

اعترف مسؤولون في جهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك” بذكائه الفائق، حسه الأمني المتقدم، وشخصيته الكاريزماتية التي ساعدته في التخطيط الاستراتيجي وإفشال محاولات اغتياله.

ظلّ إبراهيم حامد هدفًا للمنظومات الأمنية الإسرائيلية، التي وصفته بأنه واحد من أخطر قادة المقاومة وأكثرهم تحديًا.

لا تفوّت قراءة: إيران تخطط لإنشاء عاصمة جديدة بدلا من طهران: أين تقع مكران وماذا نعرف عنها؟

تعليقات
Loading...