دقوا الشماسي على البلاج: رحلة نوستالجيا مع صيف زمان
في عالم موازي وأيام مفتقدينها وعايزينها ترجع وبنفتكرها كل ما نكبر.. صيف زمان واحنا صغيرين.. صيف مختلف بكل تفاصيله، كل حاجة وقتها كانت غير، فحبينا بمناسبة العيد، نسترجعه بأهم تفاصيله ونروح رحلة نوستالجيا ونحاول نعيش مع بعض نفس فرحتنا وقتها لما نسمع بابا يقول لنا “هنطلع مصيف السنة دي”.
يلا علشان طالعين رحلة
صيف زمان يعني لمة العيلة يعني خالاتك وولاد خالاتك وأعمامك وجدتك وجيرانك كلهم يطلعوا معاك، كلنا هنطلع نفس المصيف؟ أه ومش بعيد نتلم كلنا في شقة واحدة كمان.. تجهيزاته كانت بتاخد من أسبوع لأسبوعين؛ هناخد أكل إيه ونلبس إيه وننزل نشتري المايوهات منين. واليوم اللي قبل السفر بيبقى زيّ العيد بالنسبة لنا، مابنعرفش ننام من كتر الفرحة، بنكوي الهدوم ونفردها على السرير من كتر ما خايفين إنها تتكرمش و بننام احنا على طرف السرير مش مهم.
بنجهز الساندوتشات علشان زيّ ما أنتوا عارفين “البحر بيجوع”، وشيء أساسي المكرونة والبانية الأكلة الرسمية لأي مصيف وقتها، وطبعًا مانقدرش ننسى النصايح والوصايا العشر قبل ما نسافر؛ “اتأكدوا إن كل حاجة مقفولة”، “المحابس وفيش الكهرباء”، ولازم ندخل الحمام قبل ما نسافر علشان مانعطلش الحاج في السكة ونقف في الريست كتير.
نييجي بقى لطريق السفر في نوعين من الناس؛ اللي بينام طول الطريق ويصحى عند البوابات أو اللي بيبقى متحمس طول الطريق ومجهز شرايط الكوكتيل؛ لاولاكي، ومحمد فؤاد، وشوقنا، وشط إسكندرية شط الهوى.
سافرنا خمسة عايزين نرجع خمسة
أول ما بتوصل عند البوابات وتبدأ تشوف ملامح وبوادر للبحر من بعيد وتشم ريحة اليود بينتابك إحساس إن الدنيا حلوة وصدرك وقلبك انشرح مرة واحدة مع إن مافيش حاجة في حياتك اتغيرت يعني غير إنك عديت البوابة.. بس هو كده وتبدأ بعدها يوم على الشط مش هيتكرر كتير، يا إما بتبقوا واخدين معاكم الشمسية والكراسي من البيت يا إما بتتأجر من وأنت على البحر، وطبعًا ماننساش العدة الأساسية اللي بندخل بها؛ كوتشينة، وراكيت، ودومينو، والice box. أما بالنسبة للصداقات اللي بتكونها بتبقى في الغالب من جيران الشمسية اللي جنبك، بتبدأ تفتح معاهم مواضيع وتحكي لهم عن حياتك بمنتهى الأمان. والراجل اللي كان بيعدي ياخد لنا صورة تذكارية وتتحمض وتطلع بعد كام يوم وناخدها منه على الشط، ومانقدرش ننسى الناس المثقفة اللي بتقضيه قراية كتب وروايات.
أنت قاعد بتشوف بتاع الفريسكا وهو معدي وبيقول “فريسكا فريسكا”، ولما تقرر تنزل البحر لازم تسمع كلام معين من الوالدة “سافرنا خمسة عايزين نرجع خمسة”، “ماتغوطش في البحر”، وهو بيبقى على الشط أساسًا، المهم لما ست الكل ترضى عليك وتنزلك البحر بتقعد لحد 6 المغرب وتطلع مقشر، والراجل بتاع فرق الإنقاذ اللي بينبه عليك إنه ماشي علشان لو غرقت بعد الساعة 6 هو مش مسئول.
وبعد ما بنطلع، بنبدأ نعمل بيوت أحلامنا من الرملة، ولو البيت أتهد كنا بنعمل حفر وندفن نفسنا وراسنا برا، وساعات كنا بنقعد نكتب اسمنا على الرملة، وبعد ما نخلص قعدتنا ونتغدى، بنطلع على البيت وندخل مسابقة في مين اللي هيوصل البيت أسرع علشان يستحمى من الرملة وبهدلة الشط، وبعدها تكمل سهرتك بليل، إما تتجمعوا في البلكونة وتلعبوا كوتشينة وتأزأزوا لب أو تنزلوا تتمشوا أو تأجروا عجل وتاكلوا أيس كريم من عند عزة وتصحى تعيد نفس اليوم تاني.
الصيف زمان كان بسيط، من أقل حاجة الناس كانت بتفرح، بس دلوقتي مفهوم الصيف اختلف عن زمان مابقاش مربوط بالعيلة زيّ الأول وظهرت مصطلحات ماكوناش نعرف عنها حاجة زيّ التان وفورمة الساحل، ماكانش في لا إنستجرام ولا ستوريز “حالات”.
المصيف زمان كان في رأس البر والعجمي وبلطيم وجمصة والمنتزه ومطروح، بس لما كبرنا شوية بدأت الناس تروح أبعد وبدأنا نشوف مارينا، وشوية شوية بقينا نبعد ونروح على هاسيندا، وفرقونا عن بعض وبقى في الساحل الطيب والشرير، بس مهما حصل هيفضل صيف زمان في قلبنا بنفرح لما بنفتكر الأيام اللي عشناها وكل ما نكبر نحكي لأولادنا عن حكاوي الصيف وقلوبنا فيها دفا ودماغنا مليانة راحة بال.. أسيبكم بقى علشان ألحق البحر من أوله..