حوار متبادل: هل ينفع للمذيعين إن هما كمان يشاركوا مشاعرهم الشخصية على الهوا؟
في كلية إعلام من الأساسيات والقواعد اللي بيتعلمها الطلاب وبيكبروا عليها كمذيعين محترفين، هو “الحيادية”. مهما كان الموضوع المطروح مستفز للمقدم أو معاكس لرأيه.. مهما كان اللي بيمر بيه المذيع أو المذيعة في حياته الشخصية صعب، لازم يحتفظ بكل مشاعره لنفسه، واللي ياخدوه معاهم على الشاشة هي ابتسامتهم الجميلة وحيادية الرأي في الكلام.. وده طبعًا مهم علشان يعرف يدير المذيع أي حوار بيعملوا ومايروحش ورا مشاعره.. ولكن مع كل ده، الدنيا بتتطور وبقى لازم كل الناس والمهن تتطور معاها.. فبدأنا نشوف في بعض برامج التوك شو مذيعين ومذيعات بيتفاعلوا مع مشاكل الجمهور، لدرجة ممكن توصل إنهم يعيطوا على الهوا، وممكن كمان توصل لإنهم يبادلوا الجمهور الكلام، ويحكوا هما نفسهم عن مشاكلهم الشخصية، علشان تتحول البرامج الإذاعية لحوار متبادل من الناحيتين مش من ناحية المتصلين أو الضيوف بس.. فهل ده هيكون التريند الجديد؟
سالي عبدالسلام
تصدرت المذيعة سالي عبدالسلام التريندات، بعد ما ظهرت في برنامجها “قصة حقيقية” وهي بتبكي وبتفتح قلبها للجمهور، في حركة مانقدرش نقول عليها جريئة، ولكن كانت حالة إنسانية راقية اتكلمت فيها سالي مع مشاهديها عن قرب، وهي بتحكي عن حالة شخصية بتمر بيها من غير ما تجمل الكلام.. فكان عندها من الشجاعة ما يكفي إنها تقول إن معظم حلقات البرنامج كانت سالي بتكون قبلها بتعيط جامد، وإن كان المفروض تتجوز الشهر ده، ولكن محصلش نصيب.. وفي وسط الكلام قالت سالي “مذيع الاجتماع برضه مالهوش حصانة إنه يحكى ويتكلم”.. ففي برنامج المفروض إن المشاهدين بيحكوا فيه عن قصصهم هما، بقت سالي واحدة من الناس اللي بتطلع تحكي قصتها على الهوا، وكمان شكرت الجمهور اللي طيب بخاطرها وساعدها في المرحلة الصعبة اللي بتمر بيها.. لإن في الآخر المذيع الاجتماعي بني آدم، بيحتاج هو كمان في بعض الأوقات إنه يجي عليه الدور علشان يلاقي اللي يسمعه، ويقف جنبه في مشاكله.
رضوى الشربيني
رضوى الشربيني من أوائل المذيعات اللي خلوا برامجهم مش بس مساحة علشان تسمع مشاكل الناس، ولكن بيت ليها هي كمان ومساحة آمنة علشان تتكلم عن حياتها ومشاكلها في بعض الأوقات، وده بالمناسبة أحد أكبر الأسباب لشعبيتها ونجاحها، لإنها بتتفاعل مع الناس كأنها أختهم، مش كمذيعة بتخاطب جمهور مش شايفاه.. فبقى من الطبيعي جدًا إننا نشوف دموعها على الهوا وانفعالها مع المشاكل اللي بتسمعها، وده بيعتبر الـ “signature” بتاعتها وأهم ما يميزها كمذيعة عن باقي المذيعات.. فهل ده بالفعل هو اللي مناسب مع المشاهدين دلوقتي؟ هل بيحب الجمهور إنهم يعرفوا ويسمعوا عن مشاكل مذيعين البرامج علشان يعرفوا يطمنوا ليهم ويحكولهم مشاكلهم بعد كده؟