جدل بعد طرد طالبة نهائيًا انتقدت أستاذ مشهور في تونس
مواقع التواصل في تونس في الساعات الأخيرة انتابها حالة من الغضب، بعد سماعهم قصة طرد نور عمار، طالبة في معهد الفنون طرد نهائي، والسبب هو انتقادها لأستاذها، والقضية اتحولت بسرعة البرق لقضية رأي عام في البلد، بعد ما إدارة معهد الفنون نشرت على حسابها على الفيس بوك بتعلن طرد الطالبة، وعلى حسب تعبير رواد مواقع التواصل إن المنشور صياغته كانت غريبة، وده اللي خلى الموضوع ينتشر في وقت قليل.
سبب الأزمة
الأزمة حصلت لما نشرت الطالبة نور عمار 17 سنة مقطع فيديو على “تيك توك” اتكلمت فيه بغضب عن أستاذها الممثل المعروف “مهذب الرميلي” وقالت إنه سخر منها قدام الكل ووصفها بعبارات “لا أخلاقية” لما كانت بتحاول تساعد زميلتها في إنتاج الموسيقى الخلفية للعمل المسرحي، قالت إنه لما رفض فضل يناديني في القسم بـ “الخلفية” وقالت “الخلفية كما تعلمون تعني معاني كثيرة” وبسبب ده اتعرضت للتنمر من زملائها، وكملت كلامها: “إنه دايمًا بيتعمد يهين تلاميذه ويحقر منهم”.
دفاع مهذب الرميلي عن نفسه
انتشار الفيديو كان سبب لإحالة الطالبة على مجلس تأديب وبعدها اتخذوا قرار الطرد النهائي، في تصريحات تانية دافع الممثل مهذب الرميلي عن نفسه، وقال إن نور عمار مش طالبة عنده، بس حضرت برفقة زميلة لها درس المسرح اللي كان بيقدمه، وطلبت منه تصميم الموسيقى المصاحبة للنص اللي كان بيدرسه للطلاب يومها، وإن كل اللي عمله إنه صحح المصطلح اللي استعملته وقال لها: “نقول موسيقى مصاحبة وليس خلفية”، وكمل كلامه وقال إنه اتفاجئ بعدها برد فعلها “الغريب” ونشرها لمقطع فيديو مسيء له، وختم كلامه بإن مجلس التأديب هو اللي اتخذ قرار الطرد، وإنه اكتفى بس برفع تقرير ذكر فيه تفاصيل الواقعة”
.
منشور الإدارة
قالت إدارة المعهد: “بكل أسف نودع فنانتنا الصغيرة نور عمار التي شاركت بعدد من الفعاليات الثقافية والتظاهرات الفنية، كما أنتجت في هذا السن المبكر أعمالًا موسيقية ما زالت موجودة على صفحة المعهد وفي قناتها على يوتيوب وشرفت المعهد في كل لقاءاتها الإذاعية والتلفزيونية، وصفحة إدارة المعهد تأسف لقرار الطرد النهائي الذي تم اتخاذه من قبل مجلس التأديب اعتبارًا أن القانون فوق الجميع لكن لا يمكن لمعهد الفنون الجميلة أن ينهض من دون تلاميذه”، وختمت المنشور: “نور عمار فنانة متميزة وطموحة نتمنى لها التوفيق في دراستها”.
إهانة للمعلم ولا دفاع عن النفس؟
السوشيال ميديا كان فيها انقسام، في اللي اتعاطف وشاف إن ده رد فعل طبيعي بعد السخرية اللي اتعرضت لها، وفي اللي شاف إن ده إهانة لمكانة المعلم.
بيقول واحد من المعلقين على الموضوع: “كل التضامن مع التلميذة، فهمتوا علاش الشباب يبطل القراءة وينحرف ويحرق ويموت في البحر، بسبب النوع هذا من الأساتذة اللي تخليك فاشل ومحطم”.
تحت هاشتاج “رجع_الطفلة_تقرا” كتب القاضي عمر الوسلاتي: “طرد التلميذة نور عمار المتميزة هي عقوبة قاسية وغير متناسبة مع ما اقترفته، وهو انتهاك جسيم للحق في التعليم، ونذكر أن الحق في التعليم يتمتع بحصانة من الطرد النهائي حماية وصونًا له وتكفله المعاهدات والدستور، كما يحمي الحق في حرية التعبير للجميع، وهذا الحق الأساسي طالما دافعت عنه نقابة التعليم الثانوي والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، فلا عقوبة على تلميذة نشرت فيديو مهما كان مضمونه -صادمًا لنا- هي تحتاج إلى تأطير وليس الطرد”.
وعلى الجانب التاني بيقول الإعلامي مكي هلال: “شعار اليوم، تطاول قد تُطرد وقد تشتهر، وقد يحدث لك الأمران معًا، والمخيف فعلًا في الأمر أن تصبح بفضل الشهرة السريعة مثالًا يُحتذى لدى شباب كثيرين وتصبح الوصفة، تطاول على أستاذك واعمل فيديو ستصبح نجم السوشيال ميديا ومطلوبًا لدى الإذاعات وقنوات التلفزيون”.
في حين الجمعية التونسية لمدرسي مادة التربية المسرحية علقت على الموضوع وقالت: “نستنكر بشدة الحملات الممنهجة التي تستهدف أساتذتنا وعلى رأسها الأستاذ مهذب الرميلي وندعوا للكف عن الشيطنة والتطاول على المربي”.
أروقة القضاء
عائلة الطالبة قالت إنها هتتوجه للقضاء لإنصاف ابنتها، لافتة لإنها بعد الواقعة قدمت اعتذار للأستاذ أكتر من مرة من غير فايدة، بجانب إن وزارة التربية التونسية دخلت على الخط، وأكد المندوب الجهوي للتربية في تونس محمد القوزني، إن موضوع الطرد النهائي للطالبة نور عمار محل اهتمام من وزير التربية شخصيًا، وإنه هيتم درس ملف الطالبة من مختلف جوانبه وعدم الاكتفاء بالفيديو اللي هي نشرته.
وشدد المسؤول التونسي على إن قيمة المربي فوق كل اعتبار، وإن حفظ كرامة التلميذ هيتم أخذها في الاعتبار، وقال: ” كما نحافظ على كرامة الأستاذ نحفظ قيمة التلميذ”.