بورتريهات الفيوم.. حالة واقعية بين الموت والحياة
نشر قطاع المتاحف التابع لوزارة السياحة والآثار، مجموعة من بورتريهات الفيوم عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتحدث عن أهميتها وقيمتها التاريخية والفنية الكبيرة فانتهزنا الفرصة حتى نسلط الضوء أكثر عنها.
فهي جسدت مرحلة انتقالية هامة للفن المصري من الرسم والنقش على جدران المعابد والكهوف إلى الألواح المستقلة، كانت بمثابة مقدمة لفن الأيقونات القبطية التي تميزت بألوانها الظاهرة التي لم تجف بعضها حتى الآن.
اكتشفت في منطقة الفيوم حيثت تمكنت البعثة الأثرية المصرية من الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين البطلمي والروماني على طراز البيوت الجنائزية، لكن يبقى من أهم إنجازات هذا الكشف العثور على مجموعة من بورتريهات المومياوات أو ما يعرف بـ”بورتريهات الفيوم”..
وجوه الفيوم وصفت بأنها أقدم لوحات تمثل فن “البورتريه” في العالم، وهي شكل جديد وغير مألوف وتختلف كليًا عن طابع الفن المصري القديم، وتعود هذه الوجوه إلى العصر الروماني ووجدت مرسومة على توابيت خشبية لأصحابها، نجحت في نقل شكل الحياة قبل آلاف السنين، ورغم عدم اختراع الكاميرا وقتها، تمكنت بورتيرهات الفيوم في نقل ملامح وأزياء وقصات الشعر والأكسسورات الخاصة بالرجال والنساء وقتها.
الفيلسوف والروائي الفرنسي أندرية مالرو وصف بورتريهات الفيوم بأنها وجوه تتطلع إلى الحياة الأبدية، وأنها تمثل منطقة وسط بين الحياة والموت لما هي عليه من حالة واقعية ولما يميز النظرة المتأملة التي صاحبت هذه الوجوه على اختلاف أشكالها وتنوعها.