بدايات إيلي صعب.. عن الوطن والإلهام ومعنى العمل
ابتسم إيلي صعب في إنترفيو مع مجلة “فوج” لما سألوه عن شعوره وهو بيشوف بيته لأول مرة بعد انفجار مرفأ بيروت، ورد بعدها إنه بيكره الطريقة اللي فيها شفقة من الناس ونظرة العالم للبنانيين.. نظرة فيها شفقة وأسف عليهم وعلى حالهم، وأكد إن اللبنانيين أقوياء كفاية وأي مكان بيبقوا فيه بيلمعوا، وأضاف إن الفساد في لبنان مش بيدي فرصة للناس عشان يتنفسوا، ورغم ده بيستمروا وبيقفوا تاني وبيكملوا بكل إيجابية.. السطور اللي فاتت دي عن لسان صعب نفسه هي أكتر كلمات تلخص مسيرته هو؛ من أول ما بدأ تصميم أزياء لأفراد أسرته والقرايب والصحاب، وهي دي نفس الروح اللي وصلته للعالمية والمجد.
حلم الطفل الصغير
صعب اللي أتولد في ضاحية الدامور في بيروت، وهي بلد صغيرة في جنوب لبنان، ماكانش بيحلم بحاجة تانية غير إنه يبقى مصمم أزياء، وقال إنه ومن هو طفل كان دايمًا بيبص للشخص الواقف قدامه وكل اللي بيفكر فيه ازاي يبقى شكله أحلى، وكان بيزعجه إنه يشوف واحدة لابسة حاجة مش مناسباها أو ملخبطة شكلها.
اهتمامه بالتفاصيل ومهارته في الخياطة خلته يبدأ مشروع صغير؛ ورشة خياطة سنة ١٩٨٢، وده تقريبًا كان في نص الحرب الأهلية اللي كانت دايرة بقالها سنين في لبنان وأتضطر الشعب اللبناني للتعايش معاها، وصعب أتكلم عن نجاحه في الفترة دي وازاي النجاح ده خلاه مثال لناس كتير في نفس سنه كانوا نفسهم يقلدوه، وده خلاه يتمسك بكونه لبناني حتى بعد ما وصل للعالمية. صعب حكى إنه في بداية شغله برا لبنان كان بيقول للناس “أنا مصمم أزياء لبناني” وماكانوش بيهتموا، لكن دلوقتي بيقولها بكل فخر وكله بيبص له بإعجاب، بعد ما لبس تصميماته أفراد العائلات المالكة ونجوم العالم.
وبدأ صعب لوحده ورشة تصميم وخياطة في لبنان بطريقة ملفتة في أوائل التمانينات، وده كان في ظروف صعبة ووسط حرب، ومع ذلك نجح؛ ودلوقتي وصل لمكانة عالمية وشغال معاه ٢٥٠ خياط وخياطة، منهم ٥٠ خياط صغير في السن، وفضل منهم اللي معاه من تلاتين سنة، ده غير إن نسبة السيدات ٥٥٪ قدام ٤٥٪ للرجالة، وكمان في عشرين شخص بيقوموا بأعمال التطريز للتصميمات الساحرة اللي بنشوفها كل سنة من إيلي.
الإلهام بييجي من الإيمان بالمرأة
صعب قال إن دايمًا الإلهام بالنسبة ليه هي المرأة نفسها، إيمانه إن كل واحدة ليها شخصيتها والفستان بيبرز الجانب ده من شخصيتها، وقال كمان إنه بيتعامل مع كل فستان على إنه قطعة فنية زيّ المجوهرات هتتناقلها الأجيال وتفضل تحافظ عى قيمتها.
٤٠ سنة كاملة عمل فيهم صعب شكل لتصميماته من غير ما يتخلى عن أفكاره، هي نفسها من وهو طفل مع إيمانه بقدرة الإيد البشرية على خلق عمل وقطع فنية مميزة من الصعب إنها تتكرر، من سنة للتانية بيحاول يحقق الفكرة دي اللي فضلت معاه من وهو طفل صغير في لبنان.