الفكر والشعر والوتر: قصة مريانا مراش صاحبة أول صالون أدبي
فتحت أعين مريانا مراش في حلب عام 1848 على حياتها التي كانت مركزًا فكريًا مهمًا في ذلك الوقت، فوالدها صاحب مكتبة نفيسة وكان من رواد الدعوة إلى الأنظمة الدستورية في العالم العربي، وأخويها فرنسيس وعبد الله مشهوران في عالم الأدب.
أتقنت العربية وحفظت الكثير من الأشعار وعلوم الصرف والنحو ودب في قلبها حب الأدب والميل إلى إلقاء الشعر من فنون الموسيقى والغناء، ولكن أتاحت لها سفرتها إلى بلاد أوروبا فرصة ألقت في نفسها إيمانًا بضرورة تغيير أوضاع المرأة العربية، وهو ما انصرفت إليه فور عودتها إلى حلب، حيث بدأت مسيرتها الحافلة نحو توعية الفتاة العربية وأنشأت صالونًا أدبيًا في حلب يجتمع فيه الرجال والنساء المثقفين، فكانت أول شرقية تقيم هذا النوع من الصالونات.
وحتى اكتملت ثقافتها أقدمت على الكتابة عبر الصحف الدورية، فكانت أول سيدة عربية تبادر في هذا المجال، وقد بدأت مقالاتها بمقال تدافع فيه عن المرأة العربية وإبراز أهمية مشاركتها مع الرجل ضد الاستعمار الأجنبي، كما ساعدتها موهبتها الأدبية أن تدخل في اتجاه النقد فكانت صاحبة أول ظهور نسائي يذكر في مجال النقد الأدبي عام 1871 وقد كتبت مجموعة من المقالات النقدية نشرت جميعها في مجلة “الجنان”.
حتى إن نساء عصرها تأثروا بكل ما تكتبه لدرجة إنشائهم لجمعية علمية أدبية نسائية عام 1880 باسم “باكورة سورية” استلهمت معظم أفكارها من أفكار مقالاتها، ومن ثم طالبوا بتأسيس صحف نسائية أسوة بالرجال باعتبارها أحد الحقوق النسائية.
“إنها سليلة بيت العلم، وشعلة الذكاء والفهم، فصيحة الخطاب، ألمعية الجواب، تسبي ذوي النهى بألطافها، ويكاد يعصر الظُرف من أعطافها، تحن إلى الألحان والطرب، حنينها إلى الفضل والأدب، وكانت رخيمة الصوت، عليمة بالأنغام، تضرب على القانون فتنطقه إنطاقها الأقلام” هذا ما قاله عنها الأديب والشاعر قسطاسي الحمصي التي غيرت في مسيرة الأدب والكتابة واتجاهاتها.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: تكاثرت الأقاويل: هل عبد الغفور البرعي كان أب مثالي ولا سلبي؟