في زاويةٍ من قطارٍ مُتجهٍ من المنيا إلى القاهرة، جلس فتى صغير يحمل حقيبته الرياضية، وعيناه تفيضان بحلمٍ أكبر من مقعده المتواضع.
لم يكن يعلم أن صورةً عابرة له، التقطها أحد الركّاب بالقطار، ستشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتوقظ في القلوب ذاكرة نجم آخر بدأ الرحلة من هنا، من الهامش، من الصعيد، من القطارات نفسها: محمد صلاح.
لكن حسن أحمد حسن، ناشئ نادي البنك الأهلي، لا يحاكي قصة صلاح فقط، بل يكتب فصلاً جديدًا من الكفاح، بطموح مختلف ووجهة أخرى.. نحو ريال مدريد.
وبين حقيبةٍ على الظهر وأحلامٍ في القلب، تتكوّن حكاية صبيٍ مصريٍّ قرر أن يتحدى الطريق، وأن يؤمن بأن الصورة لا تنتهي عند لقطة، بل تبدأ منها.
لا تفوّت قراءة: مطاعم تُذهلك بابتكاراتها.. أكلات غريبة وحلويات مدهشة بانتظارك

حسن ناشئ البنك الأهلي.. صورة تُعيد إلى الأذهان بدايات محمد صلاح وكفاحه نحو النجومية
أثارت صورة الناشئ “حسن أحمد حسن”، لاعب فريق 2012 بنادي البنك الأهلي، تعاطف الجمهور، بعد مطالبة أحد المواطنين بتوفير سكن له داخل نادي البنك الأهلي.
ولعلّ هذه المطالبة أعادت للأذهان بدايات محمد صلاح، نجم ليفربول الحالي، مع نادي المقاولون العرب. إذ لطالما تحدّث “مو صلاح” عن معاناته في السفر اليومي من قريته نجريج إلى القاهرة لأداء التدريبات.
بل إنه اضطر أحيانًا إلى النوم أسفل بوابة النادي، حتى لا يفوّت أي حصة تدريبية. وفي السياق ذاته، قال حسن في تصريحات خاصة لموقع “اليوم السابع” إنه يشجّع الأهلي ويحب اللاعب إمام عاشور.
وأضاف حسن، صاحب الـ12 عاما، أن قدوته في الملاعب هو محمد صلاح، ويتمنى أن يسير على خطاه، ولكن بطموح اللعب لريال مدريد.
من جهة أخرى، يتواصل نادي البنك الأهلي مع أسرة حسن حاليًا، لتوفير سكن له داخل النادي، تخفيفًا لمشقّة السفر اليومي.
وجاء هذا التحرك بتوجيهات مباشرة من رئيس النادي، اللواء أشرف نصار، دعمًا للموهبة الصاعدة.
لا تفوّت قراءة: زياد الرحباني كما لم يُروَ من قبل: محطات خفية في حياة الموسيقي الثائر
من المقاولون إلى البنك الأهلي.. رحلة كروية بدأت في الخامسة وصمود في وجه التحديات
كشف والد حسن أحمد حسن أن مشوار ابنه مع كرة القدم بدأ منذ أن كان في الخامسة من عمره، بحلم صغير ونَفَس طويل.
وخلال سنواته الأولى، خاض حسن اختبارات نادي المقاولون العرب، حيث لعب في صفوف الناشئين لمدة ثلاث سنوات متتالية.
لكن التحديات لم تغب عن المشهد، فقد واجه اللاعب صعوبات بسبب ضعف بنيانه الجسدي، ما أعاق استمراره في بعض الفترات.
ورغم العقبات، بقي الأب سندًا حقيقيًا، مؤمنًا بموهبة ابنه، وكان يردد له دومًا: “مافيش تعب بيروح هدر، وربنا دايمًا شايل لك الأحسن”.
هذا الإيمان الأبوي لم يكن مجرد كلمات، بل كان وقودًا دفع حسن للاستمرار، حتى برز من جديد في صفوف البنك الأهلي.
من غرفة غير آدمية إلى توقيع بدر رجب.. حكاية حسن مع الاختبارات والتحديات
صرّح والد حسن أحمد حسن لـ“FilGoal” أن ابنه كان يسافر يوميًا لحضور التدريبات والمباريات أثناء تدريبه في المقاولون العرب، في رحلة شاقة لم تمنعه من التمسك بحلمه.
وكشف الأب عن استئجار غرفة بحالة غير آدمية بمنطقة الأميرية مقابل 300 جنيه شهريًا، لتوفير مكان مؤقت للنوم بين التدريبات.
لكن في نهاية الموسم الماضي، جرى إبلاغهم رسميًا برحيل حسن عن صفوف المقاولون، ما أدخله في حالة إحباط شديدة.
رغم ذلك، شجّعه والده على خوض اختبارات نادي البنك الأهلي، فسافر عبر القطار لخوض التجربة الجديدة. ونجح حسن في الاختبار الأول، وفي السادس من يوليو لفت أنظار الكابتن بدر رجب، رئيس قطاع الناشئين بالنادي.
وبعد اجتياز الاختبار الثاني في 6 يوليو، وقّع بدر رجب رسميًا انضمام حسن لفريق البنك الأهلي، مكافأة على موهبته وإصراره.
ومن المفارقات، أن هاتف حسن تعرّض للسرقة خلال رحلة القطار، في لحظة تزامنت مع بداية فصله الجديد في كرة القدم.
لا تفوّت قراءة: استجمام وراحة تامة.. دليلكِ إلى الشواطئ النسائية في الساحل الشمالي
صلاح كان إسماعيلاويًا.. والناشئ حسن أهلاوي الهوى والطموح
في طفولته، صرّح محمد صلاح في لقاءات سابقة بأنه كان يشجّع نادي الإسماعيلي بسبب أسلوبه الممتع ولقبه الشهير “برازيل مصر”.
أما ناشئ البنك الأهلي “حسن أحمد حسن”، فيُعلن انتماءه لنادي الأهلي، ويُعبّر عن حبه الشديد للنجم إمام عاشور.
وعلى الرغم من اختلاف الانتماء الكروي بين الجيلين، فإن القدوة الكبرى واحدة، وهي محمد صلاح، الذي ألهم آلاف الناشئين في مصر والعالم.
من المنيا إلى زينهم.. ساعات المشقة في طريق الحلم بين حسن ومحمد صلاح
يقطع الناشئ حسن أحمد حسن يوميًا مسافةً تستغرق خمس ساعات للوصول من محافظة المنيا إلى مركز شباب زينهم بالقاهرة.
أما محمد صلاح، فقد صرّح في لقاءات سابقة أن رحلته من قرية نجريج إلى القاهرة كانت تستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات يوميًا.
وبين الرحلتين، تبرز ملامح الكفاح المبكر، والجهد الشاق الذي يسبق لحظات التألق في الملاعب الكبرى.
ورغم اختلاف عدد الساعات، فإن الإصرار على الوصول ظلَّ القاسم المشترك بين صلاح وحسن في طريق النجومية.
لا تفوّت قراءة: حان وقت اللعب! اكتشف عالم “Gaming Cafes” المذهل في الرياض
مراكز مختلفة وأحلام متشابهة.. حسن في “الهاف ليفت” وصلاح في الجناح الأيمن
يلعب الناشئ حسن أحمد حسن حاليًا في مركز الهاف ليفت، ويتميّز بتحركاته الذكية في وسط الملعب الهجومي.
وفي المقابل، يشتهر محمد صلاح منذ بداياته باللعب في الجناح الأيمن، حيث صنع اسمه كلاعب سريع وهداف.
ورغم اختلاف المركز داخل الملعب، إلا أن الطموح الخارجي يبدو متقاربًا بين النجم والناشئ. فقد صرّح حسن بأنه يحلم بالاحتراف في ريال مدريد، مفضّلًا إياه على نادي ليفربول الذي يلعب فيه قدوته صلاح.
لا تفوّت قراءة: الفطور المصري زمان.. حين كان “كيك البرتقال” أجمل من الـ”ماتشا لاتيه” و”ترافل بالبستاشيو”
استجابة عاجلة من نادي البنك الأهلي لدعم الناشئ حسن أحمد حسن
أصدر نادي البنك الأهلي بيانًا رسميًا بشأن اللاعب حسن أحمد حسن، أحد أبرز عناصر فريق الناشئين، مواليد 2012. وجاء البيان تنفيذًا لتوجيهات اللواء أشرف نصار، رئيس مجلس الإدارة، لدعم اللاعب ورعايته في مسيرته الكروية المبكرة.
أولًا، تقرر توفير إقامة كاملة للاعب داخل استراحة النادي، لضمان راحته وتخفيف مشقة التنقل اليومي.
ثانيًا، شدّد النادي على تيسير كافة الإجراءات اللازمة لضمان استقرار حسن، وتوفير بيئة مناسبة تُساعده على التركيز الكامل في تدريباته.
ثالثًا، سيُعقد لقاء خاص بين اللاعب ورئيس النادي، لمتابعة أحواله والاطمئنان على سير الأمور المتعلقة به عن قرب.
ويأتي هذا القرار في إطار حرص إدارة النادي على رعاية المواهب الواعدة، ودورها في دعم الناشئين في مختلف الألعاب الرياضية.
كما أكّد البيان أن هذه الرعاية جزء من استراتيجية النادي في بناء جيل جديد من الأبطال وتحقيق نتائج مشرفة على المستوى المحلي والدولي.
