كيف تسبب التفرقة في المعاملة بين الأخوات آثار تستمر مدار العمر؟
من إعلان لشركة بمناسبة عيد الأم، تم فتح مناقشة عن مشكلة موجودة بشكل واسع ولكن لم يتم التطرق إليها. تفضيل الأب أو الأم لابن عن باقي الأبناء، والتفرقة في المعاملة بين الأخوات، كيف تسبب آثار نفسية سيئة تلازم الشخص طوال عمره، ليست مجرد خناقة أطفال، أو كلمة لم تأخذ على محمل الجدل، ولكن تظل تاركة أثر سيئ بداخل الشخص مهما عدى به العمر.
إنكار المشكلة من باب “ندفن راسنا زي النعام”
انتشرت أقوال كثيرة عن أشخاص تنكر وجود المشكلة من الأساس وترى إنها تسيء للوالدين، وإننا بذلك بنلقي الضوء على مشكلة غير موجودة من الأساس بهدف هدم الثوابت وتشويه صورة الأبهات والأمهات.
لكن لو طرحت الفكرة بصوت عالي، سنجد أشخاص كثيرة تقول ” أيوة ده حقيقي وشوفته بعيني” حتى لو الشخص لم يمر بالتجربة بنفسه، ولكن رآها على شخص آخر.
فمن أكيد الحل لم يتلخص في إنكار وجود المشكلة من الأساس من باب “ندفن راسنا في الرمل زي النعام”.
بأسباب أو بدون، لماذا التفرقة؟
أباء وأمهات يوجدوا لأنفسهم أسباب للتفرقة بين أولادهم، مثل:
الجنس
منهم من يفرق على أساس الجنس، سواء يفضّلوا الولاد عن البنات أو العكس، وممكن في تلك النقطة بالتحديد يفضل الأبهات البنت على الولد لطبيعتها وحنيتها ورقتها، ويعامل الولد بقسوة بحجة إن ذلك سيشد من عوده “هيطلعه راجل وشديد مش “مايع”” حسب وجهة نظرهم.
وأحيانًا الأمهات يفضلوا الابن عن البنت، لإنها تشعر إنه سندها في الحياة، وبدلعها فيه يصبح حتى غير قادر على تلبية احتياجاته لنفسه.
العمر
وممكن التفرقة تكون على أساس ترتيب الابن وعمره، يعاملوا الابن الأكبر أفضل من الباقي لإن هو أول فرحتهم، ومن الممكن أيضَا أن يكون الدلع لآخر العنقود.
الصفات
في أهالي تقوم بالتفريقة على أساس صفات ليس لهم دخل فيها، نسبة الذكاء، أو القوة الجسدية، أو التفوق الدراسي، أو حتى الجمال الشكلي بمقاييس تقليدية، من غير أدنى علم ودراية ووعي بالاختلافات والفروق الفردية.
ولكن حتى تلك الأسباب ليست هي العامل الرئيسي في جميع الأحوال، الموضوع ليس له قاعدة.
من الناحية الدينية
دار الإفتاء المصرية نشرت فيديو يناقش فيه قضية التفرقة بين الأبناء، وأجاب عن السؤال خلال الفيديو الشيخ محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال:”الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل بين الأبناء، وقد ورد في الحديث المشهور عن سيدنا النعمان بن بشير، أن والده أراد أن يمنحه عطية فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهده على ذلك، فقال له الرسول أكل ولدك أعطيت مثله، فقال لا، فقال النبي أشهد على هذا غيري”.
وقال كمان: “جمهور الفقهاء اجتمعوا على أن هذه العبارة تدل على استحباب المساواة وليس على وجوب المساواة، وبالتالي لو قلنا إن الرجل فرق بين أبنائه دون معنى لهذه التفرقة فهذا لا يجوز شرعًا، ولكن الفقهاء أجازوا التفرقة في عطية الأبناء لسبب، كأن يكون منهم مريض أو ضعيف أو ملكاته ضعيفة، فأجاز الفقهاء أن يعطى هذا الابن أكثر”.
وكمل: “أما المعاملة فإنه يستحب أن يكون هناك عدل ومساواة بين الأبناء في المعاملة، فلا نجور على أحد ولا نحابي أحدًا منهم، حتى لا تحدث فجوة بينهما، وسورة يوسف التى روت قصة نبي الله يوسف يظهر فيها هذا المعنى، وأنه ربما فهم أخوة يوسف من تقريب سيدنا يعقوب ليوسف أن يوسف أفضل عند سيدنا يعقوب منهم”.
أيًا كانت الأسباب، التفرقة بين الأولاد تأثر عليهم طوال حياتهم.. بمشاكل نفسية تظل طول العمر، نتمنى من الأهالي التفكير قليلًا قبل محاولة التفرقة بين الأجيال.. ربما تكون سوية أكثر.