إعلان وظيفة قادهم لجهنم على الأرض: مغاربة وقعوا ضحية لعصابات المافيا في ميانمار
140 مواطنًا مغربيًا معظمهم من الشباب استجابوا لإعلانات على الإنترنت تعدهم بوظائف جيدة الأجر في تايلاند، جعلتهم يسلكون طريقًا لا يعلمون نهايته مع مافيا البشر.. فالدولة التي يسهل الحصول منها على التأشيرات للمغاربة هي ماليزيا لأنها لا تفرض تأشيرات لهم، ومن هنا يبدأ التزوير، حيث يقوم الوسيط الذي يتعامل مع الضحية بتقديم ملف مزور بشكل متقن للمصالح القنصلية التايلاندية بماليزيا، يتضمن تفاصيل مالية وعقود عمل مزيفة، ويتجه الضحية صوب ماليزيا، ثم منها إلى تايلاند، يعاملوه الوسطاء كالسائح وبعد التوجه جوًا إلى بلدة تدعى “ماي سوت” ليجدوا أنفسهم على حدود تايلند في منطقة خاضعة لسيطرة ميليشيات عرقية متمردة ومسلحة في ميانمار أشبه ببركة جهنم.
يصبحوا تحت قبضة شبكات إجرامية في دولة ميانمار تطالب أسرهم بفدية باهظة لا تستطيع توفيرها، تراوح بين 8000 و10000 يورو من أجل إطلاق سراحهم، إما العمل معهم أو الموت، فبمجرد وصول الضحايا إلى هذه المنطقة يتم اختطافهم وتعذيبهم قبل وضعهم في العمل القسري المتمثل باستقطاب ضحايا جدد من “الدارك ويب”، فلديهم مختبرات لصناعة برمجيات خاصة بهم للاشتغال بها في مجال العملات الرقمية المشفرة في الدارك ويب.
ووفقًا لشهادة إحدى الناجيات التي تم استدراجها بطريقة أخرى، رفضت عدم ذكر اسمها خوفًا من تتبع عصابات المافيا أنه عند لقائها بشخص من مراكش في تركيا، حيث كانت تتابع دراستها بالسنة الثانية في إدارة الأعمال، أقنعها بالعمل بوظيفة بمرتب مغري وتوجهت معه وما إن وصلت للمكان وجدته جهنم على الارض.
وقالت إنها كانت تجبر على العمل لحوالي 12 ساعة متواصلة أمام الحاسوب، وأضافت أن “العمل هناك مقسم بين الأشخاص إلى فئتين، الراقنون (typers) الذي يتولون مهمة التواصل الكتابي مع الضحايا خصوصا من الجنسية الأميركية، محاولين إقناعهم بالاستثمار في التجارة الإلكترونية عن طريق استعمال جميع وسائل الإغراء، والفئة الثانية هم العارضون ( المودلز) .. أنا كنت من بين المودلز، فبعد المحادثات المكتوبة التي تجريها الفئة الأولى، ولكسب ثقة الضحايا، نمر إلى مرحلة المحادثة عبر الفيديو باستعمال الذكاء الاصطناعي، حيث لا يرى الزبون الوجه الحقيقي للمتكلم، لإجراء ما تم الاتفاق عليه ولدفع الضحايا للاستثمار ووضع أموالهم في التجارة الإلكترونية والاتجار في العملات”.
ومن يرفض يتعرض للحبس الانفرادي، والضرب والتعذيب والتجويع والتنكيل، أو للصعق بالكهرباء وتكسير الأرجل والأيدي في غياب أية رعاية صحية، وأحيانًا كانوا يجبرون على العمل وهم مكبلو الأيدي.
أهالي الضحايا يوميًا يحتجون لمناشدة للمسؤولين والسلطات على التحرك كما كان من المقرر أن تعقد المجموعة الأفريقية في بانكوك وممثلو المنظمات الدولية، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة، اجتماعًا تنسيقيًا لوضع مقاربة لدعوة الحكومة التايلاندية إلى التحرك في هذا الاتجاه، ولكن أهالي الضحايا المختطفين منذ شهور يقولون أن هناك تقصير في التعامل مع القضية وهو ما نفته الحكومية المغربية.
الضحايا منهم من لقي حتفه هناك أو بات عاجزًا بسبب التعذيب، أو من قتل أيضًا في غرفته، ومن أقدم على الانتحار، ومنهم من استطاع أهلهم دفع فدية لإطلاق سراحهم ولكن لم يعد حتى الآن.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: إيران مقبرة الطائرات.. ما علاقة الولايات المتحدة الأمريكية؟