أحمد الشرع كما لم تعرفه من قبل.. كواليس وحكايات تُكشف لأول مرة
في لقاء استثنائي، فتح رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع صفحات من حياته لم تُروَ من قبل، كاشفًا عن محطات فارقة بين السياسة والمعارك، وبين السجون والتجربة العائلية.
خلال ظهوره في بودكاست مع أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والوزير البريطاني المحافظ السابق روري ستيوارت، روى الشرع تفاصيل غير متوقعة عن أيامه في سجن “أبو غريب”، ومعاركه السابقة، وأحداث شكلت مسيرته.
كيف واجه هذه التحديات؟ وما الأسرار التي كشفها أمام رجل كان على الضفة الأخرى من حرب العراق 2003؟ تفاصيل مثيرة نرويها لكم هنا.
لا تفوّت قراءة: مَن هو أحمد الشرع؟: من العدو الأول لنظام الأسد إلى رئيس سوريا
رغم إلغاء التجنيد الإجباري.. آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد
أكد أحمد الشرع أنه اعتمد التجنيد الطوعي بدلاً من الإجباري، ومع ذلك شهد الجيش السوري الجديد تدفق آلاف المتطوعين الراغبين في الانضمام إلى صفوفه.
وأوضح الشرع أن سياسة التجنيد الإجباري، التي فرضها النظام السابق بعد اندلاع النزاع عام 2011، دفعت العديد من الشباب السوريين إلى الفرار من البلاد، هربًا من الالتحاق القسري بالخدمة العسكرية.
وفي هذا السياق، تراجعت قوة الجيش السوري بشكل كبير، حيث كان يضم قبل النزاع حوالي 300 ألف مقاتل، لكنه فقد ما يقارب نصف قواته بسبب المعارك والانشقاقات والفرار الجماعي من الخدمة.
اليوم، مع تحول السياسة العسكرية نحو التجنيد الطوعي، يطرح التساؤل: هل سيعيد الجيش السوري الجديد بناء قوته على أسس مختلفة عن الماضي؟
الشرع في البودكاست: عائلتي ستكون حاضرة في المشهد العام
تحدث أحمد الشرع بصراحة عن حياته الشخصية خلال البودكاست، مؤكدًا أن لعائلته حضورًا طبيعيًا في المشهد العام بحكم منصبه، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني مشاركتهم في العمل السياسي.
وأوضح الشرع أن من حق الناس معرفة من هي عائلته، وكيف يعيش حياته بعيدًا عن أضواء السياسة، نافيًا الشائعات التي تداولها الإعلام بشأن زواجه بأكثر من امرأة، ومؤكدًا: “لدي زوجة واحدة وثلاثة أطفال، رغم ما يُشاع عكس ذلك”.
لا تفوّت قراءة: سوريا بين الأمس واليوم: من منارة الثقافة إلى مسرح الصراعات
الشرع: بدأت التفكير في تغيير الوضع السوري منذ سن الـ19
كشف أحمد الشرع أنه بدأ وعيه السياسي مبكرًا، حيث راودته فكرة تغيير الوضع في سوريا منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره.
وأوضح أنه في تلك المرحلة بدأ يدرك حجم الاضطهاد الذي تعيشه البلاد والمنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن الانتفاضة الفلسطينية كان لها تأثير كبير في تشكيل رؤيته السياسية.
وأضاف: “كنت أسير في أزقة دمشق القديمة، أرى التاريخ يتحدث في كل زاوية، لكن في المقابل، كنت أشاهد حال البلد تحت حكم النظام. عندها، أيقنت أن هذا النظام يجب أن يزول”.
![الشرع في بودكاست مع أليستر كامبل](https://ar.scoopempire.com/wp-content/uploads/sites/4/2025/02/image-317-1024x614.png)
الشرع يكشف السر وراء ذهابه إلى العراق
في حديثه خلال البودكاست، كشف أحمد الشرع عن الدوافع التي دفعته للذهاب إلى العراق، موضحًا أن قراره لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجة بحثه عن الخبرة والإمكانات التي لم تكن متوفرة لديه في سوريا.
وقال الشرع: “لم تكن لدينا الإمكانيات أو الخبرة الكافية، فقررت الذهاب إلى أي مكان يمكنني اكتساب الخبرة فيه”.
وأضاف أن توقيت قراره تزامن مع التحضيرات لدخول القوات الأمريكية إلى العراق، وسط حالة من التفاعل العربي والإسلامي الكبير ضد هذا التدخل، ما عزز رغبته في الانخراط في المشهد عن قرب.
وأشار إلى أن أهدافه من الذهاب إلى العراق كانت ذات بُعدين رئيسيين: الأول، اكتساب الخبرة من خلال مشاهدة حرب شاملة عن قرب، والثاني، الدفاع عن أهل العراق في مواجهة الاحتلال.
لا تفوّت قراءة: أين يختبئ ماهر الأسد “الرجل الثاني في سوريا”؟: من قائد في الظل إلى شبح مطارد دوليا
الشرع يروي تفاصيل اعتقاله في العراق وخطط عودته إلى سوريا
استعرض أحمد الشرع خلال البودكاست فترة اعتقاله في العراق، مؤكدًا أن هذه التجربة كانت محورية في نضجه السياسي وتشكيل قناعاته.
وكشف أن والده كان لاجئًا سياسيًا في العراق، وأنه تعرض للاعتقال في وقت مبكر، حيث جرى نقله بين عدة سجون عراقية، قائلًا: “جرى أَسري وإرسالي إلى سجن أبو غريب الشهير، حيث كان المعتقلون يُعذبون، ثم إلى سجن بوكا، وبعده إلى سجن كوبر في بغداد، وأخيرًا إلى سجن التاجي قبل الإفراج عني”.
وأوضح أنه خلال فترة احتجازه، صادف العديد من الأفكار المتطرفة داخل السجون، لكنه رفض الانخراط في الحرب الطائفية التي اجتاحت العراق آنذاك.
وأضاف: “كنت أسمع أفكارًا غريبة داخل السجن، وكنت أرفض الحرب الطائفية، بل إن بعض الأطراف داخل المعتقل كانت تنظر إليّ بعين الريبة لأنني لم أتبع نهج داعش لاحقًا”.
وأشار الشرع إلى أنه خلال فترة السجن، بدأ التخطيط للعودة إلى سوريا، معتبرًا أن إطلاق سراحه جاء في توقيت مصيري، حيث قال: “صدفةً، جرى الإفراج عني قبل يومين فقط من بدء الثورة السورية، وكان ذلك نقطة تحول في مساري”.
جيش بدأ بـ6 أشخاص فقط وتحول إلى قوة بالآلاف
عند عودته إلى سوريا، أكد أحمد الشرع أنه وضع شروطًا صارمة لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي.
وأوضح: “أولًا، لن نكرر تجربة العراق في سوريا. وثانيًا، لن نشارك في أي حرب طائفية، بل سيكون تركيزنا الوحيد على قتال النظام”.
وبدأ الشرع مع فريق صغير لا يتجاوز ستة أشخاص، لكنه سرعان ما شهد نموًا هائلًا خلال عام واحد، حيث قال: “بدأنا بستة أشخاص فقط، لكن خلال عام، أصبحنا خمسة آلاف، وانتشرنا في مختلف المحافظات السورية”.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة في العراق تفاجأ من سرعة انتشار حركته، وحاول فرض نموذجه، لكنه رفض ذلك بشكل قاطع، مضيفًا: “رفضت تطبيق تجربة العراق في سوريا، فحصل الافتراق بيننا، واندلعت حرب كبيرة بيننا”.
لا تفوّت قراءة: كواليس مثيرة تذاع لأول مرة: كيف هرب بشار الأسد من سوريا في 8 ديسمبر؟
“لم أكن مهووسًا بالسلطة.. ولم أطمح للرئاسة من البداية”
في رده على اتهامات بالسعي للسيطرة المطلقة، أكد أحمد الشرع أن القيادة مسؤولية وليست هوسًا بالسلطة، موضحًا: “الأمر لا يتعلق بالتحكم المطلق، بل بضمان عدم وقوع الفوضى وإدارة الأمور بحكمة”.
وعند سؤاله عما إذا كان يطمح للرئاسة منذ البداية، نفى ذلك تمامًا، مشددًا على أن هدفه الأساسي كان خدمة الناس وليس السعي إلى منصب معين.
وأضاف: “لم يكن طموحي منصبًا سياسيًا، بل كان هدفي تحقيق تغيير حقيقي على الأرض”.
الشرع يرد على تصريحات ترامب بشأن غزة: “جريمة لا يمكن أن تنجح”
وفي تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سكان قطاع غزة خارج أرضهم، انتقد الرئيس السوري أحمد الشرع الفكرة بشدة، مؤكدًا أنها غير أخلاقية ولا سياسية.
وقال الشرع: “ليس من الأخلاق البشرية ولا السياسية أن يتصدر ترامب لإخراج الفلسطينيين من أرضهم”.
كما شدد على أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا لن تنجح، مضيفًا: “لا توجد قوة تستطيع إجبار أهل الأرض على مغادرتها.. إنها جريمة كبيرة جدًا، لا يمكن أن تحدث، ولا أعتقد أنها ستنجح”.