في قلب حي مصر الجديدة، وتحديدًا عند ٢ شارع الثورة بميدان الكوربة، يلفت الأنظار مقهى مميز بواجهته الصفراء واسمه المختلف: Socks Café.
للوهلة الأولى، قد يبدو مجرد مكان أنيق لتناول القهوة والحلويات. لكن ما أن تدخل إليه، تدرك أن التجربة أعمق من مجرد مقهى عادي.
فالمكان لا يقتصر على المذاق والديكور، بل يقدّم رسالة ملهمة تقوم على الدمج، والتمكين، والإنصاف لأصحاب متلازمة داون.
إنه أكثر من مقهى، إنه مساحة إنسانية تمنح الشباب الفرصة لصناعة البهجة وتغيير الصورة النمطية في المجتمع.
لا تفوّت قراءة: أفضل تجارب اليوجا على شواطئ الساحل الشمالي لعشاق الصفاء الذهني
لا تفوّت قراءة: حقوق الموظفين 2025: دليل الإجازات والبنود الجديدة في قانون العمل الجديد
البداية.. تجربة أم تحولت إلى مشروع يحمل رسالة إنسانية
تعود فكرة Socks Café إلى تجربة شخصية مؤثرة عاشتها إحدى الشريكات المؤسِّسات، وهي أم لطفل يبلغ 13 عامًا مصابًا باضطراب طيف التوحد.
بعد سنوات من القلق والبحث، أدركت الأم حجم التحديات التي تواجه أطفالها وأمثالهم، سواء في التعليم أو لاحقًا في فرص العمل.
تقول الأم: “كنت أبحث عن مكان يشعر فيه ابني بالقبول، يشارك فيه بقدراته لا بإعاقته، وحين لم أجده.. قررت أن أصنعه.”
من جهة أخرى، نشأ الشريك الثاني في أسرة لديها ابنة من ذوي متلازمة داون، مما جعله واعيًا بأهمية الدمج والمساواة في المجتمع.
وهكذا، من التقاء التجربتين، وُلد المشروع: مقهى راقٍ في الضيافة، لكنه يحمل رسالة أعمق تقوم على التمكين والإنصاف والإنسانية.
لا تفوّت قراءة: إجراءات جديدة بالسفارة الأمريكية.. خطوات الحصول على تأشيرة أمريكا لغير المهاجرين من مصر 2025
فريق استثنائي من 16 فردًا.. بيئة عمل ملهمة في Socks Café
يتميز Socks Café بأن كامل فريقه مكوّن من 16 فردًا من ذوي القدرات الخاصة، يعملون بروح واحدة وإصرار لافت على إثبات الذات.
يضم الفريق شبابًا من المصابين بالتوحد، وآخرين من ذوي متلازمة داون وتحديات متنوعة. لكن ما يوحدهم هو الشغف والثقة في قدراتهم.
صُمم المكان بدقة ليكون بيئة داعمة. عند المدخل، لافتتان بعنوان What to Say وWhat You Don’t Say توجه الزوار للتفاعل بلطف واحترام.
اللافتة الأولى توضح قواعد بسيطة: التحدث بهدوء، التبسم، والتحلي بالصبر. بينما تحذر الثانية من رفع الصوت أو التدخل دون إذن.
المهام موزعة بدقة بحسب المهارات. فهناك من يتقن إعداد القهوة، من يبدع في خدمة العملاء، وآخرون مسؤولون عن الكاشير أو تنظيم المكان.
إضافة إلى ذلك، ساعات العمل مرنة وتراعي الحالة النفسية والجسدية لكل فرد، مما يعزز راحة الفريق واندماجه.
كما يجرى تقديم تدريبات عملية ونفسية مستمرة، هدفها تطوير المهارات وتعزيز الثقة بالنفس، لضمان تجربة عمل عادلة وداعمة.
لا تفوّت قراءة: ما هو سبب حادث انقلاب قطار مطروح في مصر؟ كامل الوزير يكشف التفاصيل الكاملة لأول مرة
لا تفوّت قراءة: وزير التربية والتعليم: دمج مناهج الذكاء الاصطناعي في التعليم المصري من العام الدراسي 2025 – 2026
وجه مألوف يرحب بك دائمًا.. يحيى نجم Socks Café وعاشق تامر حسني
من أبرز الوجوه في Socks Café يحيى، الشاب الودود الذي يستقبل الزوار بابتسامة صافية تضيف دفئًا إنسانيًا لتجربتك منذ اللحظة الأولى.
يحيى معروف بحضوره العفوي وحبه الكبير للفنان تامر حسني، إذ يحدث الزبائن دائمًا عن إعجابه به ويشاركهم بعضًا من أغانيه المفضلة.
بهذا الأسلوب البسيط، يمنح يحيى الزائرين شعورًا خاصًا، ويجعل من كل زيارة للمقهى تجربة مليئة بالبهجة والإنسانية.
لا تفوّت قراءة: استجمام وراحة تامة.. دليلكِ إلى الشواطئ النسائية في الساحل الشمالي
لا تفوّت قراءة: من القدس إلى هوليوود.. فيلم “فلسطين 36” يروي ثورة 1936 في سباق الأوسكار
الزبائن.. شركاء في تجربة Socks Café الإنسانية
رواد Socks Café ليسوا مجرد زبائن عابرين، بل غالبًا ما يتحولون إلى داعمين دائمين، يعودون بدافع الإعجاب بالمبادرة ورسالتها الملهمة.
فبعضهم جاء أول مرة بدافع الفضول، لكن التجربة الإنسانية الفريدة جعلتهم يواصلون الزيارة ويشاركون في دعم الفريق.
التفاعل داخل المقهى قائم على الاحترام والتقدير المتبادل، مما يخلق جوًا من الراحة والتقبل يميز المكان عن أي مقهى آخر.
لا تفوّت قراءة: 3 أسماء عربية تتصدر قائمة TIME100 AI 2025.. من هم أقوى مؤثّري الذكاء الاصطناعي؟
رسالة تتجاوز القهوة.. Socks Café يثبت أن الاختلاف قوة لا عائق
بالنسبة للشريكة الأم، يمثل كل يوم في Socks Café خطوة جديدة نحو حلم أن يعيش ابنها مستقبلًا يُحتفى فيه باختلافه لا يُخفى.
أما الشريك الثاني، فيرى أن هذا المشروع دليل واضح على أن الاختلاف ليس عائقًا، بل قوة حقيقية عندما يتوافر الدعم والفرص العادلة.
لا تفوّت قراءة: حقن أوزمبيك ومونجارو للتخسيس.. ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عنها بعد 8 أسابيع؟
أكثر من مجرد مقهى.. Socks Café في الكوربة تجربة إنسانية ملهمة
تحول Socks Café في ميدان الكوربة إلى أيقونة صغيرة لروح مصر الجديدة، حيث يلتقي العمل بالأمل وتُعاد صياغة مفاهيم الخدمة والنجاح والدمج.
زيارة واحدة كفيلة بتغيير نظرتك. فأنت لا تكتشف القهوة فقط، بل تكتشف الحياة من منظور مختلف مليء بالإنسانية.
وإذا مررت بمصر الجديدة، لا تفوّت الفرصة لتجربة هذا المكان الفريد. قد تأتي من أجل القهوة، لكن ستغادر ومعك رسالة إنسانية عميقة.
