إعلانات التبرعات في رمضان.. اتبرع ولو بجنيه
بقالنا أكتر من 7 سنين بنشوف ظاهرة إعلانات التبرعات في رمضان وهي بتنمو بشكل متزايد، لدرجة إن الجمعيات الخيرية والمستشفيات بقت تتفنن في شكلها، من نجوم بيغنوا لمشاهير بيطلعوا يقولوا كلمتين، ومع تكلفة الإعلان اللي بتوصل لملايين، بنلاقيهم في آخر الإعلان بيقولوا: “اتبرع ولو بجنيه” طب هو منين بيودي على فين يا جماعة؟ الناس بسبب التزايد ده والتكلفة العالية بتسأل “فلوس تبرعاتنا بتروح فين؟ معقول الفلوس بتترجم لإعلانات على الشاشة في رمضان؟ ولا الإعلانات بتتعمل ببلاش وكل الجهات اللي بتشتغل عليها متبرعة؟”.
وعلى الجانب التاني، بتلاقي بعد الإعلان اللي بيقول لك اتبرع، إعلانات تانية للكومباوندات، بتقول لك عيش في رفاهية ماحصلتش.

الأرقام بتتكلم
في موقع إخباري نشر تقرير قبل كده عنوانه (إعلانات الجمعيات الخيرية تتكلف مليارات الجنيهات لجذب بضعة ملايين لعمل الخير).
تكلفة إعلانات التبرعات في رمضان بتتراوح من 100 إلى 150 مليون جنيه، والدقيقة الإعلانية في التليفزيون ما بين 16 لـ 40 ألف جنيه، وده من كام سنة، وبتيجي في المرتبة التالتة بعد العقارات وإعلانات الطعام والمشروبات، وحجمها بيزيد في شهر رمضان بنسبة 15%، وبتوصل لـ 35% من إجمالي الإعلانات، وده حسب كلام خبراء في مجال الإعلان؛ منهم عمرو قورة، ومحمد جودة نائب مدير عام شركة (ميديا لاين).
طب ليه الظاهرة دي انتشرت في رمضان؟
الدكتور شريف أبو النجا، مدير عام مستشفى سرطان الأطفال 57357، قال في حوار له قبل كده: “بتصرف جنيه بيجيلك 8 جنيهات أو 10، أعمل إعلان ولا ماعملش إعلان! أنا عايش على التبرعات، الدكاترة بتوعنا قفلوا عياداتهم الخاصة، جزء من فلوس التبرعات بنعمل بها إعلانات علشان نجيب غيرها”.
ده اللي أكد عليه الدكتور رضا سكر المدير التنفيذي لبنك الطعام المصري، وقال إن سبب تكثيف الإعلان في رمضان هو دافع اقتصادي بحت، لإنه موسم معروف بكثافة المشاهدة، 70% من التبرعات بتيجي لهم في رمضان، والجهة المعلنة لازم تضمن إن اللي هتدفعه في الإعلان هييجي لها عشر أضعاف.
وده اللي اكتشفوه لما جربوا يعلنوا في الأيام العادية، وقاسوا استجابة الجمهور، وأشار كمان إن القانون بيتيح لهم إنفاق نسبة 20% من ميزانيتهم على المصروفات الإدارية، واللي بيدخل ضمنها الإعلانات والأجور والمرتبات.
وبتقول ريهام سالم المتحدث الرسمي لجمعية رسالة، إن الإعلانات بتبث بكثافة في رمضان لإن المعلنين بيعملوا عروض وباقات اقتصادية بأسعار أقل عن باقي شهور السنة، وبالتالي المؤسسات بتسعى للاستفادة منها.
الجمهور عايز إيه؟

الجمهور عايز شوية شفافية مش أكتر، يعني يبقى عارف الفلوس اللي بيتبرع بها بتروح على الإعلانات ولا بتتصرف فين، وده مش وضع اتهام، ولكن إعلان الميزانية شيء مهم؛ بيتصرف على المرضى قد إيه؟ الرواتب في المؤسسات مبالغ فيها ولا لأ؟
بس رؤساء الجمعيات آراؤهم اختلفت في النقطة دي، في اللي شايف إن مافيش قانون بيلزم الجمعية إنها تعلن عن حصيلة التبرعات، وإنهم ملزمين بتقديم الميزانية السنوية لمراجعتها، وده دليل كافي على التزامهم، وإن الإعلان عن حصيلة تبرعات رمضان حل مش عملي، لإنهم بياخدوا ترخيص بجمع التبرعات على مدار السنة مش رمضان بس، يعني ماينفعش يستقطع شهر رمضان ويطلع ميزانية التبرعات فيه لوحدها.
ازاي ممكن تأثر كثافة الإعلانات على باقي الجمعيات الخيرية؟
في 7 جمعيات بس من بين 22 ألف مؤسسة بتستحوذ على 80% من أموال التبرعات، ووزارة التضامن مش بتدعم غير 1000 منظمة بـ 50 ألف جنيه سنويًا، وبالتالي كثافة الإعلانات بتخلي معظم أموال التبرعات تروح لأماكن معينة والناس تنسى الجهات الخيرية التانية، اللي برضه بيبقوا محتاجين ومش معاهم فلوس لإعلانات، وأكبر مثال على ده مستشفى أبو الريش، مين اللي هيشوف الجهات الخيرية اللي ماتقدرش تعمل إعلان مدته ثانيتين؟
مافيش شك إن الناس بتتسابق على التبرع في رمضان، وأحيانًا الإعلانات بتبقى طريقة مستدامة لجذب التبرعات علشان بتفكر الناس، وسواء بيبقى في خصومات على الإعلان ولا لأ، بس الجمهور محتاج رد على أسئلته، أو ندور على مصادر وطرق تانية بالتعاون مع منظمات الدولة، أو يبقى في صندوق يجمع كل التبرعات اللي بتيجي والدولة هي اللي تبقى متكفلة بتوزيعها على الجهات المستحقة.
بجانب إنك تقدر تقنن الموضوع ويتعمل بطريقة احترافية، بحيث إنه يحقق غرضه ومايجيش على حساب المؤسسات الخيرية التانية، والناس بعدها ماتحسش إن رمضان بس اللي مربوط بالتبرعات.