بيتعرض خلال شهر رمضان الحالي المسلسل السوداني (ود المك)، اللي بيناقش قضية فساد بعض رجال الدين، ورغم إن المسلسل حقق مشاهدات وصلت لعشرة مليون على قناة البلد الفضائية السودانية، فشبح المنع من العرض بيهدد العمل.
وانتشرت مقاطع فيديو من المسلسل على منصات التواصل الاجتماعي، بالذات التيك توك وفيسبوك، بسرعة كبيرة، وحققت نسبة مشاهدات وإعجابات ومشاركات كبيرة، ولكن الجدل اللي أثاره محتوى المسلسل خلق محورين في السودان.
محور بيناصر المسلسل وبيدافع عنه بشغف، والمحور التاني بينتقد المسلسل وبيهاجمه بشدة وبيطالب بإيقافه، وظهر الشيوخ في المساجد خلال خطب الجمعة الموافقة 31 من مارس، وهما بيهاجموا المسلسل وبيحشدوا الآراء السلبية ضده.
وبالفعل، ماتعرضتش الحلقة التاسعة من المسلسل يوم الجمعة، ونشر مصعب عمر المعروف بـ (زول سغيل) بطل ومنتج مسلسل (ود المك) على صفحته الشخصية على فيسبوك في نفس اليوم، اعتذار عن عرض الحلقة، وقال: “نعتذر عن بث الحلقة لأسباب خارجة عن إرادتنا”.
وفي نفس الوقت، كتبت مدير عام قناة البلد الفضائية السودانية فاطمة الصادق على صفحتها على فيسبوك: “بخصوص حلقة يوم الجمعة وبعد اتصال مع المخرج هيثم الأمين، طلب من القناة إعادة حلقة امبارح لعدم جاهزية حلقة اليوم”.
وكتب مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عن تقديم بلاغات جنائية في النيابة ضد صُناع المسلسل، ولكن المصادر القانونية أكدت إن البلاغات دي، لو كانت الأخبار عنها حقيقية، فهي مجرد وسيلة لتخويف صناع المسلسل وإجبارهم على إيقافه، ولكن مافيش نص قانوني يجرم العمل الفني نفسه.
وبعد تأخر الحلقة التاسعة من المسلسل، زادت حدة الصراع بين مناصرين المسلسل والمهاجمين، وقال المهاجمين إن المسلسل بيشوه صورة رجال الدين، في حين أكد المناصرين إن شخصية (شيخ الرفاعي) الفاسد، موجودة بالفعل في مجتمعاتنا وماحدش يقدر ينكر الحقيقة دي، وجادل المناصرين إن تجسيد شخصية رجل دين فاسدة في الدراما مش معناه استهداف رجال الدين أو المتدينين عمومًا.