بيحتفل العالم كله، والعالم العربي بالأخص، بالذكرى الـ 111 لمولد أديب نوبل، نجيب محفوظ، الرجل اللي سجل حكايات الحارة المصرية في أعمال أدبية رائعة، وصلت لكل لغات العالم، واتحولت لأعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية كتير.
أنتج محفوظ مجموعة متنوعة من الأعمال الغزيرة، واللي أثرت اللغة العربية بأدبيات من طراز عالمي، قدرت تحقق بنيان سردي ومحتوى إنساني رشح صاحبه لأسمى جائزة أدبية في العالم، وبالتالي أصبح محفوظ هو الأديب العربي الوحيد اللي حصل على جائزة نوبل في تاريخها.
وفي ذكرى ميلاده، انفردت جريدة القاهرة، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بنشر وتحقيق 4 مسودات و6 نصوص، بيُنشروا لأول مرة، وبخط يد نجيب محفوظ نفسه.
وفي الإصدار نفسه، المنشور بتاريخ 13 ديسمبر 2022، بتتناول الجريدة حوار مع ابنة محفوظ، بتكشف فيه عن نجاة المخطوطات المحفوظية من يد “ملك التمزيق”، وبيأكد الناشرين إن نصوص محفوظ المنشورة لأول مرة، بتؤكد إنه كتب “أصداء السيرة الذاتية” و”صدى النسيان” قبل محاولة الاغتيال.
وبين المسودات اللي بينفرد إصدار القاهرة بخروجها للنور، مقال ماتنشرش لمحفوظ بيوضح فيه رأيه في خطاب مبارك بعد زلزال 1992، والمقال المنشور بعنوان “استبدال الفساد بالنساء”، واللي بيوضح وجهة نظر الكاتب ويبرئه من تهمة إزدراء المرأة.
وفي الحوار مع أم كلثوم، ابنة نجيب محفوظ، وضحت أسماء ناس كانوا قريبين من والدها واستفادوا من وجودهم في مساحته الشخصية، ورغم كده أخطؤوا في حقه.
ننصحك وبشدة إنك تجيب الإصدار الجديد من جريدة القاهرة، وتقرأ النصوص والمسودات واللقاءات الصحفية المنشورة لأول مرة لنجيب محفوظ وعنه، في ذكرى ميلاده، تقدر تلاقيها في فروع قصور الثقافة ومكتبات الهيئة العامة المصرية للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة.
خريطة لقراءة نجيب محفوظ
المسودات والنصوص الجديدة اللي اتنشرت للمرة الأولى في جريدة القاهرة، بتقدم لنا كمجمهور إضافة للثروة الأدبية اللي تركها محفوظ، وبتغري من قرأ كل أعمال محفوظ بتجربة عمل جديد بعد عشرات السنين من آخر عمل جديد ينشر للأديب.
أما لو كنت لم تقرأ لنجيب قبل كده، فعندنا نصيحة ممكن تخليك تستمتع بقراءته أكتر، والنصيحة البسيطة دي بتبدأ بحكاية، زيّ حكايات محفوظ حصلت في حارة مصرية، كان عندي 14 سنة تقريبًا، وكان خالي معجب متطرف بأعمال نجيب محفوظ، ووقتها كنت لسه بتعرف على اسم محفوظ للمرة الأولى، واخترت أشهر وأكتر رواياته المثيرة للجدل، أولاد حارتنا.
ولما قرأت الرواية ماحبتهاش، حسيتها مملة، ومافهمتش اللغط الكبير المُثار حواليها، ولكن خالي دافع عن كاتبه المفضل وادعى إن الرواية معجبتنيش لإني قرأت نجيب محفوظ بالطريقة الغلط، فما هي الطريقة الصحيحة؟
قال خالي إن علشان نفهم عبقرية نجيب محفوظـ لازم نبدأ قراءته من البداية، بأول أعماله التاريخية ونمر بالمسرحيات وبعدها الروايات الواقعية زيّ الثلاثية، وبعدها نختم بروايات الحداثة والرمزية زيّ ثرثرة فوق النيل وأولاد حارتنا.
يتوافق مع الادعاء ده قول أديب المصري إبراهيم عبد المجيد: “عمل نجيب محفوظ في الرواية العربية اللي اتعمل في الرواية العالمية.. فبدأ بالرواية التاريخية في “كفاح طيبة”، ثم الرواية الواقعية “زقاق المدق”، وبعدها عمل ثلاثيته، وبعدين دخل في الحداثة من خلال أولاد حارتنا”.
وعلشان كده لما بدأت قراءة نجيب محفوظ من كتاباته الأولى وتقدمت معاه بالترتيب الزمني، لاحظت تغير أسلوبه السردي والبنائي، وعشت نضجه الأدبي لحظة بلحظة، زيّ ما تشوف طفل بيكبر قدامك وبيتحول من طفل لمراهق ويصبح بعدها شاب وثم رجل عجوز حكيم، وقتها هتفهم بجد عبقرية نجيب محفوظ.