جدل وإساءات وتشكيك في مصداقية البرنامج: ليه الناس لسه بتشوف رامز جلال؟
مع انطلاق الموسم الجديد من برنامج رامز جلال للمقالب (رامز نيفر إند)، وكالعادة أثار جدل كبير ما بين هجوم على قسوة المقالب وتشكيك في مصداقية البرنامج كله.
كان أكبر هجوم اتعرض له البرنامج بسبب نزيف الفنان محمد فؤاد أثناء أداء المقلب، وكتب الدكتور أسامة ياسين طه، الطبيب المعالج للفنان، إن اللي حصل ده مش مقبول، لإن فؤاد أعلن في أول خمس دقايق من الحلقة إنه لسه عامل عملية، واعتبر ياسين إن البرنامج مستهتر ومسؤول بالكامل عن المضاعفات اللي حصلت للفنان محمد فؤاد.
وكانت الطريقة اللي اتعامل بها مع الإعلامية ياسمين عز، والقسوة اللي ظهرت في حلقة لاعب النادي الزمالك السابق محمود كهربا، من أسباب انتقاد البرنامج.
تراجع مشاهدات رامز جلال
فضل برنامج (رامز موفي ستار) في أول عشر أيام من شهر رمضان السنة اللي فاتت متصدر قائمة (شاهد) للأكثر مشاهدة، ولكن بعد كده بدأت المشاهدات تقل لأول مرة من 11 سنة، وتراجع مركز البرنامج لحد ما خرج من قائمة الأكثر مشاهدة على المنصة.
فكرة تراجع المشاهدات وهبوط شعبية البرنامج ماكانتش مفاجأة، ولكن المفاجأة اللي طرحت نفسها هو السؤال ليه الناس كانت لسه بتشوف رامز جلال للسنة الـ 11 على التوالي رغم كل الجدل اللي بيثار عليه على السوشيال ميديا والمحتوى المثير للقلق اللي بيقدمه، من أول الطريقة اللي بيتعامل بها مع الضيوف، للاستهجان اللي تم إثارته بخصوص التعليقات اللي فيها قدر من الذكورية وشكل من أشكال التحرش تجاه ضيفاته، للشك في مصداقية المقلب أصلًا.
امتى وليه الناس بدأت تشوف رامز جلال؟
أول مرة ظهر فيها رامز في برنامج مقالب كان في 2011، وكان الموسم الأول اسمه (رامز قلب الأسد) واعتمدت فكرة البرنامج على دخول الضيف أسانسير، ويطلع فيه علشان يحضر مقابلة مهمة وبعدين يتعطل الأسانسير ويتفتح الباب فيلاقي النجم نفسه قدام أسد مربوط. وكانت أول ضحية للمقلب اللا إنساني ده الفنانة مها أحمد، واللي كان باين عليها إنها مرعوبة جدًا وفي حالة ضعف شديدة، ورامز بيهزر على وزنها بطريقة فيها تنمر.
أزمة التجربة اللا إنسانية القاسية اللي بيحط فيها ضيوفه وأزمة التنمر اللي بتطال ضيفاته إلى حد كبير فضلت هي نفس مثار الجدل اللي بيدور حوالين برامج رامز جلال للمقالب على مدار الـ 12 سنة من 2011 للنهارده. الأزمة التالتة هي الشك في مصداقية البرنامج كل سنة بشكل أكبر من السنة اللي قبلها، والناس بدأت تناقش هل الضيوف عارفين إنه بيتعمل فيهم مقلب ولا لا؟ هل الموضوع كله تمثيل؟ ومين بيتعمل فيه المقلب، الضيف ولا المشاهد؟
ورغم كده، فضل برنامج رامز جلال متصدر قائمة المشاهدات على الفضائيات اللي بيذاع عليها، وفضل وقت طويل متصدر قائمة البرامج العشرة الأكتر مشاهدة على منصة (شاهد) للبث المدفوع، بعد ما اشترت المنصة حقوق عرضه. وسبب كبير من شعبية برامج رامز جلال الكبيرة يرجع لارتباطها بوقت الفطار وتعود المصريين على فكرة الفرجة على برنامج مقالب وهما بيفطروا. ودي العادة اللي بدأت مع دخول مفهوم برامج المقالب للتلفزيون المصري، كتاني تلفزيون عربي بعد التلفزيون الجزائري سنة 1970، وبرعاية الأستاذ الكبير فؤاد المهندس، واتذاع أول مقلب في وقت الفطار من رمضان سنة 1983، في برنامج (الكاميرا الخفية).
تاريخ الإنسان المصري مع الكاميرا الخفية
قدم الأستاذ فؤاد المهندس أول حلقات (الكاميرا الخفية) بقوله: “البرنامج اللى بنقدمه النهارده اسمه الكاميرا الخفية، بنخفي الكاميرا، بنخبيها، ونخلي الجمهور هم الأبطال بتوعنا، احنا ماعندناش أبطال ممثلين، وبنحط واحد من الجمهور في موقف معين، ونشوف ردود الأفعال.. البرنامج ده مش برنامج جديد فى العالم، ده موجود بقاله عشرين سنة فى أمريكا وإنجلترا وفرنسا، إنما عندنا جديد شوية”.
وكانت حلقات البرنامج بتعتمد على مبدأ خلق تجربة اجتماعية غريبة تقدر تستفز رد فعل من إنسان عادي باعتباره بطل القصة، زيّ إنك تبقى ماشي وتلاقي ناس ماشية وراك وبيعملوا نفس اللي بتعمله، تقف يقفوا، تمشي يمشوا، تكلمهم مايردوش، أو إنك تبقى بتاكل في مطعم وتلاقي حد قعد جنبك وبياكل معاك. وكانت المواقف بسيطة وآدمية وبتحول المقلب لبورتريه حقيقي لفرد من الشارع عايش تجربة حقيقية بالنسبة له، بس بالنسبة للمشاهد فهي مقلب خفيف وهزار.
آدمية البرنامج وبساطته وخفة دمه خلته يعيش في أذهان المصريين، وينتقل بعد الفنان الكبير فؤاد المهندس لفنانين تانيين، لحد ما نوصل لأكتر برنامج كاميرا خفية اتشهر في مصر، وهو برنامج إبراهيم نصر، اللي بدأ في التسعينيات واستمر لمدة عشر مواسم في عشر سنين وفضل ناجح والعرب بيحبوه، لإنه فضل ملتزم بنفس مبدأ أول موسم يقدمه المهندس، من البساطة والإنسانية وتقديم تجربة إنسانية حقيقية في إطار كوميدي.
مع التزام إبراهيم نصر بمبادئ المهندس، قدر يضيف للكاميرا الخفية شخصيته الفذة، واستعمل كل قدراته الإبداعية في خلق تجربة مختلفة وساخرة من الواقع. لبس شخصية واحدة ست (زكية زكريا) واللي طباعها غريبة وفيها قدر من التهويل، واستغل قدراته علشان يخليها شخصية محبوبة جدًا، وعاش الشخصية بقدرات تمثيلية جميلة داخل الحلقات ومع الضيوف.
قدراته الفنية وصلته لشهرة وشعبية كبيرة دخلته عالم صناعة التليفزيون والسينما بأدوار بطولة، ودي مش حاجة غريبة على نصر، اللي كان مميز جدًا في مشاركته في مسرح الجامعة، اللي اتخرج منها سنة 1973.
تراجع المبدأ والسقوط في هوة السخافة
برامج رامز جلال مشيت على مبادئ مختلفة في المقالب عن المبادئ اللي بدأت بها برامج المقالب، فاعتمد على تجربة مرعبة ومهينة للضيف، بدل ما يكون تجربة إنسانية تختبر رد فعل إنساني حقيقي، والأهم من كده إنه لم يعد يضع رجل الشارع العادي كبطل للمقلب، وبقى بدل كده بيجيب نجوم ومشاهير علشان يعمل فيهم المقلب، وبالتالي البرنامج فقد بساطته وعلاقته الحميمة مع المشاهد.
وقال الأستاذ إبراهيم نصر في آخر لقاء تليفزيوني له مع وائل الإبراشي في (الـ 10 مساءً)، إنه اتعرض عليه يشارك في حاجة من برامج المقالب الجديدة وإنه رفض، ووصف النوع الحالي من برامج المقالب بالعبث والإهانة.
وفي اللقاء ده، قال إبراهيم نصر رأيه في مقالب رامز جلال: “دي مش برامج مقالب، ومالهاش علاقة ببرامج الكاميرا الخفية، ومش كوميدية، ولكن بتعتمد على الرعب والتخويف، وده شيء سخيف”.
في لقاء عبير جمال مع نصر اللي تم نشره في (مجلة الدستور) قال إنه وقف برنامج (زكية زكريا) لما كتب طارق الشناوي في (روزاليوسف) فى صفحتها الأولى إن إبراهيم نصر قدر يخرق القاعدة وكتب عن الأسباب اللي خلته تفوق، وقال نصر إنه بعد ما قرأ الموضوع حس بكم المسؤولية اللي على كتافه، وأضاف إنه بطبيعته بيبذل كل مجهوده حتى فى أصغر الأدوار اللي بيقدمها، ومايعرفش يعمل الكوميديا المبتذلة ولا يقدم إفيهات جنسية، وأكد إنه علشان كده كان من الصعب عليه يكمل من غير ما يقدم شيء جديد.
ماذا قال طارق الشناوي عن رامز موفي ستار؟
في لقاء الناقد الفني طارق الشناوي مع مجلة مصراوي، قال رأيه في برامج رامز جلال اللي أكد إنه تراجع السنة اللي فاتت ببرنامجه (رامز موفي ستار).
وأضاف: “قولتله من سنتين.. يا رامز أنت وصلت لمرحلة التشبع، وبالتالي مافيش حاجة بعد التشبع، ووصل بالتيمة دي من الرعب لأقصى ما يمكن، هو بيلعب بها من خلال الضيف اللي بيكون معاه في البرنامج، وبعضهم بيبقى عارف، والبعض الآخر من تجربتي مش بيكون عارف إنه مقلب، والبعض الثالث قد يعلم بأنه مقلب في منتصف اللعبة”.
ووضح: “رامز جلال شخص ذكي، وكنت أتمنى إنه يقدر يعرف كل ده من السنة اللي فاتت، وحتى البرنامج بتاعه السنة اللي فاتت كان في مكانة متقدمة”، وأكد الشناوي إن برنامج رامز في السنة دي خسر المشاهدات وكان لازم يوقف قبل ما يوصل للمرحلة دي ويشوف التراجع ده.