بعد طرح فيلم “أصحاب ولا أعز”: ردود الأفعال بين الإشادة وعدم تقبل الأفكار المطروحة
لفترة مش قليلة، استنى المشاهدين نزول فيلم “أصحاب ولا أعز”، لأكتر من سبب. مش بس لإنه أول فيلم عربي من إنتاج منصة قوية زىّ نتفليكس، لكن كمان لكونه مأخوذ عن الفيلم الإطالي العالمي Perfect Strangers اللي حقق أرقام قياسية كفيلم تم إعادة صناعته لأكتر من نسخة حول العالم اللي وصل عددهم لـ 19 نسخة أخرهم العربية. وفريق العمل القوي، اللي اجتماعهم في لوكيشن واحد وبإمكانيات منصة زى نتفلكس والمنتجين، يخلي أى مشاهد يعلي من سقف توقعاته الضعف.
كان من المتوقع إن يكون فيلم “أصحاب ولا أعز” هو حديث وتريند السوشيال ميديا بعد نزوله، ولكن هل كنا نتوقع كم الجدل والمناقشات المتناقضة اللي هتستمر لساعات على صفحات السوشيال ميديا بخصوص الفيلم؟ الحقيقة إن الآراء كانت متفاوتة جدًا بين إشادات ودعم تام للفيلم بكل ما يحتوي عليه من أفكار ورسائل، وهجوم كبير ورفض قاطع للقضايا المطروحة، وبين رأى متوسط شاف أهمية الفيلم مع رؤية طرق تانية كتير كان ممكن اختيارها، لمناقشة مضمون النص بصورة أفضل وأنسب للمجتمع العربي.
أصحاب بيجتمعوا ليلة خسوف القمر وظهور الجانب المظلم منه، ومعاه بنشوف الجانب المظلم لكل شخصية بنشوفها على الشاشة واللي مظهرهم الخارجي لا يعكس إطلاقًا حقيقتهم وظلمة الأسرار اللي حتى أقرب الناس ليهم مايعرفوش عنها حاجة. ولكن هل كشف الفيلم ده الجانب المظلم للمجتمعات الشرقية واللي كتير من الناس ماكانوش حابين يواجهوه أو يعرفوا عنه حاجة، ولا الفيلم مجرد تقليد أعمى لأفلام غربية بتعكس ثقافتهم، ولا تمت للواقع العربي بصلة؟ دي أهم النقاط اللي تم الاختلاف عليها..
المواضيع ونماذج الشخصيات المطروحة
من الأساسيات اللي تم الاختلاف عليها، هى المواضيع اللي تم تناولها في الفيلم. من البداية، المشاهد الأولى ممكن نقول إنها كانت صادمة لكتير من المشاهدين اللي ماتخيلوش إنهم ممكن يشوفوها في فيلم “عربي”. بنشوف منى زكى قبل نزولها للعشاء مع أصحابها وهى بتخلع ملابسها الداخلية. بتشوف مناقشة صادمة بين أم وبنتها لما بتكتشف الأم وجود واقي ذكري في شنطة البنت اللي عمرها 18 سنة بس. البنت بثقة وبرود شديد بتوضح إنها كبرت وحرة في تصرفتها. ولما بتلجأ الأم للزوج علشان يمنع بنتها، أول تعليق بيقولوه هو إن إزاى الأم تفتش في حاجة بنتها. وبهدوء بيقنع زوجته إن البنت كبرت وما يقدروش يتحكموا في تصرفتها.
بنشوف نماذج كتير صادمة وبدرجات مختلفة. زوجة بتقوم بخيانة جوزها مع شخص على السوشيال ميديا، وبتدافع شخصية منى زكي عن نفسها بحجة إنها ماشافتهوش وإنه مجرد كلام عابر مع غريب علشان تحس بأنوثتها اللي فقدت الإحساس بيها بسبب إهمال جوزها لها. بنشوف درجة خيانة أكبر لما نكتشف إن الشخصية اللي بتقدمها نادين لبكي، بتخون جوزها مع صديقه وزوج صاحبتها اللي قاعدين على نفس الترابيزة وبينهم عشرة طويلة.
بنشوف نموذج الأب المتحرر اللي بنته بتتصل بيه علشان تسأله لو ممكن تبات مع صاحبها وتقيم معاه علاقة ولا لأ، وبمنتهى الرقة والتفهم بيقولها الأب إنها حرة وتاخد القرار اللي هى شايفاه مريح بالنسبة لها. بنشوف كمان إياد نصار الزوج اللي أهمل مراته وبيقوم بمحادثة ستات على الانترنت وبيتم إرساله صور إباحية منهم. نموذج الرجل متعدد العلاقات موجود كمان في الفيلم، الشخص اللي اتجوز من أقل من سنة ومع ذلك بيخون مراته وصاحبه في نفس الوقت عن طريق إقامة علاقة مع نادين لبكي زوجة صديقه، وكمان بنكتشف إنه على علاقة مع أحد زملائه في الشغل اللي بتقوله إنها حامل منه. وأخيرًا بنكتشف إن الرجل الرابع والأخير على الترابيزة مثلي، وبنشوف ردود الأفعال المتفاوتة بين الهجوم والتقبل والتعاطف مع الشخصية.
مفيش شك إن النماذج والمواضيع المطروحة intense، وعلشان كده تباينت ردود الأفعال وكان في مشاعر مختلطة تجاه الفيلم. فكان في هجوم على جرأة المواضيع اللي شافوا إنها لا تليق أبدًا مع المجتمع العربي اللي لا يقبل بأى من النماذج اللي موجودة في الفيلم. شافوا إن الفيلم بيدس أفكار مسمومة مكنش يجرؤ حد يناقشها زمان، وإن حتى لو النماذج والقضايا دي فعلًا موجودة في المجتمع، فمش من المفترض إننا نسلط ضوء إيجابي عليها ونـ normalize حدوثها علشان مايفسدش المجتمع ويستحل القيام بالحاجات دي.
على عكس رأى مشاهدين تانيين اللي شافوا إن الفيلم بيناقش واقع بيعيشوا كتير من العائلات العربية، وإن الناس بس اتعودت تدفن راسها في الرمل وتغض الطرف عن الواقع لمجرد إنه لا يتماشى مع مباديء أو أفكار البعض. ولكن مدى قبح وجرأة المواضيع المطروحة، مش هتقلل من حقيقة وقوة وجودها في واقعنا. وإن الناس ممكن تتقبل مشاهدة الأفكار دي في أفلام غربية، ولكنها لم تتقبل الفيلم ده لمجرد إنه بيقول نفس المشاكل المجتمعية بس “باللغة العربية”.
لغة الحوار والألفاظ المستخدمة
على الطاولة بنشوف أكتر من حوار جريء زى الحديث عن frequency القيام بالعلاقات الزوجية بين الأزواج، القيام بعمليات في الصدر والمزاح عن الموضوع بطريقة مباشرة وممكن يعتبرها البعض جارحة. بيتم كمان تناول موضوع الصحة العقلية والذهاب لطبيب نفسي بشكل سريع وكمان المثلية الجنسية.
كون إن ده بيت عربي بيتكون من عائلات مصرية ولبنانية، خلى بعض المشاهدين مايقبلوش كم الألفاظ الخارجة اللي اتقالت أثناء الحديث، والجرأة في مشاركة بعض المواضيع مع الأصحاب واللي طالما اعتبرناها خاصة ومايصحش خروجها بين الزوجين، والخمرة اللي جزأ لا يتجزأ من القعدة بتاعتهم. ده خلى ناس كتير تهاجم الفيلم من النقطة دي.. خليتهم يصنفوه كفيلم خارج لا يليق بالمُشاهد العربي. ومن الناحية التانية قال البعض الأخر إن الحوار كان واقعي لمحادثة أفراد في سن الأربعين وإن استخدام الكلام ده كان ضروري لنقل محادثات واقعية بتم بين الأفراد.
قصة الفيلم
نقطة تانية تم الاختلاف عليها هى القصة نفسها. فكتير قالوا إن ده يُعتبر “إعادة صناعة” أكتر من إنه فيلم له قصة فريدة، لأن النسخة العربية لـ perfect strangers تم نسخها وتطبيقها نصًا بالفصلة والنقطة. فالوقوع في فخ الفوتوكوبي للنسخة الأصلية خلى البعض يهاجم الفيلم ويبرر عدم اتساقه مع قيم المجتمع العربي المحافظ، ببساطة لإن صناع الفيلم ماجتهدوش بما يكفي لتمصير أو تعريب الفيلم علشان يناقش قضايا تهم المجتمع اللي بيعبر عنه وبيخاطبه.
ولكن من الناحية التانية، قال كتير من الناس إن التشابه الكبير بين النسخة الأصلية والعربية “أصحاب ولا أعز”، لا يتعارض أبدًا مع كون الفيلم مبهر وشيق، وإن المواضيع اللي اتطرحت في الفيلم بتحدث فعلًا في الوطن العربي وكمان تم مناقشة كتير من مواضيعه في أفلام سابقة.
هجوم ودفاع عام
على السوشيال ميديا، شوفنا هجوم كلي وضمني على الفيلم بشكل عام، اللي شافوا إن نتفلكس هى المتحكم الرئيسي اللي وظف قضايا الفيلم علشان تتماشى مع الـ agenda بتاعتهم وقناعات وتوجهات الغرب. شافوا إن القصة والسيناريو والحوار عرض كل ما هو ممنوع ومنافي للمجتمع العربي، وإن كان ممكن يستغنوا عن بعض اللقطات والمواضيع علشان تتماشى مع العائلات العربية. وشافوا إن طريقة عرض بعض القضايا زىّ العلاقات الغير شرعية والمثلية الجنسية، كان فيها نوع من محاولات التبرير والتعاطف.
أما المؤيدين فشافوا إنه فيلم مهم تناول مواضيع موجودة بالفعل وإن حتى لو ده لا يمثل كل فئات المجتمع، فبيعبر عن البعض منهم اللي يستحق الكلام عنهم. وقال مخرج الفيلم إن “أصحاب ولا أعز” مش بيشجع ولا بيمنع حد من أى حاجة، وإنه مجرد سرد لوقائع بتحصل، بصرف النظر عن الأراء الشخصية عنها.
وقال البعض كمان إن ببساطة ده فيلم على منصة مدفوعة، وإن اللي يحس إن الفيلم لا بتماشى مع قناعاته الشخصية مايشفهوش وخلاص، من غير ما يهاجم الفيلم أو صُناعة.