في ذكرى 6 أكتوبر: أبطال مجهولين اتسطروا في التاريخ بحروف من دهب
تم تعديله بواسطة: هاشم عبدالحميد
التاريخ دائمًا يكتب عن حكاياتهم وقصصهم ولكن القليل منهم أخد حقه في الشهرة، أبطال مجهولين ولكن الأكيد أن إنجازاتهم تستحق الكتابة في التاريخ بحروف من دهب. وفي ذكرى حرب أكتوبر، نريد تكريم أبطال كانوا مفتاح للنصر بشكل من الأشكال بروحهم وعزيمتهم واجتهادهم وإيمانهم بأن النصر قادم.
عبد الرحمن القاضي – صاحب أشهر صورة في الحرب
المقاتل البطل عبد الرحمن القاضي، ابن مدينة المراغة شمال محافظة سوهاج، صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر. الصورة تم التقطاها لحظة عبور القناة وهدم خط بارليف، صورة وصفت مشاعر حقيقية وصادقة في أهم لحظة في تاريخ مصر وهي لحظة الانتصار، رفع سلاحه وهو ويقول “الله أكبر” بطاقة وفرحة كانت هزت الأرض.
في أوائل أكتوبر 1967، التحق عبدالرحمن بالتجنيد بعد تخرجه، بدأ حياته العسكرية في مركز التدريب واشترك في سلاح المدرعات، وبعدها التحق بتخصص اتصالات سلكية ولاسلكية بسلاح المدرعات. واستقر في الكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة، الموجودة في الكيلو 16، طريق القاهرة السويس، وشارك عبدالرحمن في حرب الاستنزاف.
باقي زكي – صاحب فكرة خراطيم المياه لتدمير خط بارليف
باقي زكي مهندس بالجيش المصري ورئيس فرع المركبات بالجيش التالت الميداني في حرب أكتوبر، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لعمل ثغرات في الساتر الترابي المعروف باسم “خط بارليف” في سبتمبر 1969، وتم تنفيذها في حرب أكتوبر سنة 1973. استلهم الفكرة من قانون “نيوتن التانى“، وليومنا هذا بيتم تدرسيها في الكليات العسكرية.
نجحت فكرته في إزالة 10 ملايين متر مكعب، ومع بداية ساعة الصفر ظُهر يوم 6 أكتوبر 1973 بدأت المدفعية المصرية أضخم تمهيد نيراني في تاريخها وبدأ اقتحام مانع قناة السويس، وبدأ المهندسين العسكريين يواصلون تنفيذ أخطر مهمة قتالية لفتح الثغرات في الساتر الترابي، حتى تستطيع 5 فرق مشاة بكامل معداتها من عبور قناة السويس ورفع العلم المصري شرق القناة وتحقيق النصر. وبذلك هدم إدعاء إسرائيل بإنه “الخط الذي لا يقهر”، لأنه تحول على أيادي المصريين لقطع هشة في ستة ساعات.
استحق اللواء باقي زكي يوسف نوط الجمهورية العسكري في 1974، ومٌنح كمان وسام الجمهورية في 1984، وفي 23 يونيو 2018 رحل عن دنيانا.
محمد العباسي – أول من رفع العلم المصري على أرض سينا
محمد عباسي هو أول جندي تسلق خط بارليف بعد هدمه ورفع عليه العلم بعد وصوله أول نقطة حصينة كانت بين “الكاب” و”التينة”.
ولد العباسي في مدينة القرين بمحافظة الشرقية، وهي المدينة التي قاوم أهلها المعسكرات الإنجليزي. تعلم في كتاب القرية وحفظ القرآن الكريم، وحصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدارس القرين، ومن ثم التحق بالتجارة والزراعة والتحق بالتجنيد خلال حرب أكتوبر.
وقت ساعة الصفر وعبور قناة السويس، كان في صفوف المتقدمين باتجاه دشمة حصينة بخط بارليف، لم يكترث بالألغام والأسلاك وقام بإطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية.
بعد العبور ومن فرحته الشديدة، نادى على قائد الكتيبة وقال له “مبروك ياناجي مبروك يا ناجي”، وكانت رتبته مقدم في الجيش، فرد عليه وهو في قمة الفرح “مبروك ياعباسي وارفع علم مصر يابطل”، وقام بإنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري فوق أول نقطة مصرية تم تحريرها.
أحمد إدريس – صاحب فكرة الشفرة النوبية لخداع إسرائيل
في وقت الحرب، كانت هناك مشكلة مع الجيش المصري؛ فك الشفرات، ووقتها طلب السادات تقديم حلول، فاقترح عليهم أحمد إدريس، وهو واحد من المجندين، فكرة اللهجة النوبية لإنها بدون حروف، ووصل الاقتراح للسادات ووافق عليه، ومن بعدها انتقل أحمد إدريس ومعه 300 نوبي لقيادة الجيش، وبدأوا في تسمية المعدات باللغة النوبية، وتم اعتماد الشفرات وكل الرسائل بالنوبية ليوم النصر.
وروى أحمد إدريس قبل رحيله قصة الشفرة لقناة إكسترا نيوز المصرية إن الرئيس السادات بعد توليه السلطة بتلات شهور أبلغ قادته عن المساعي الإسرائيلية لفك الشفرات المصرية وطلب منهم التوصل لحل المشكلة، وتصادف هذا الكلام مع حضوره في نفس المكان، وهذا ما دفعه للتدخل وقالهم “الحل بسيط وهو استخدام اللغة النوبية”. وتابع إدريس إن قائده سأله عن فكرته بدقة فجاوب بإن اللهجة النوبية لهجة غير مكتوبة، ولو تم الإرسال والاستقبال بالنوبية لم يكن هناك أي مجال لفك الشفرة.
محمد عبدالعاطي – الملقب بصائد الدبابات
محمد عبد العاطي هو أشهر صائد دبابات، اسمه ضمن الموسوعات الحربية، بعد ما استطاع تدمير أكتر من 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973، وكان أول فرد في مجموعته يعبر خط بارليف.
اتولد عبدالعاطي من قرية “شيبة قش”، والتحق بالقوات المسلحة فى 15 نوفمبر 1969 بعد ما أنهى دراسته، وكان قدره أن يتم تجنيده في وقت كانت فيه البلاد تقوم بالتعبئة الشاملة استعدادًا لمعركة التحرير. في البداية انضم لسلاح الصاعقة، وبعدها أتنقل لسلاح المدفعية ليبدأ مرحلة جديدة من حياته بالتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد فى الصاروخ “فهد” .
التحق البطل عبدالعاطي باللواء 112 مشاة في الكتيبة 35 مقذوفات، وكان اليوم التالت في الحرب “8 أكتوبر” هو يوم مجده في واحدة من المعارك البرية على بعد 80 كيلو فى سيناء. وقام عبدالعاطي بإطلاق أول صاروخ ونجح فى إصابة الدبابة الأولى حتى وصل رصيده ل 13 دبابة في نصف ساعة ، وبسببه قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية مكانها.
في اليوم الرابع، فوجئ عبدالعاطي بقوة إسرائيلية مدرعة لمهاجمتهم فواجههم بسلاحه وأطلق الصاروخ الأول على مجنزة وأصابها، واصطاد الدبابات ووصل رصيده فى اليوم ل 17 دبابة. وفي 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربية مجنزرة وبذلك رصيده من تدمير دبابات الصهاينة 23 دبابة و3 مجنزرات.
البطل حصل على وسام نجمة سيناء من الطبقة التانية وتوفى في سنة 2001 ولُقب بـ”صائد الدبابات”.
وبرغم مرور 50 سنة، سيظل هناك جنود مجهولة دائمًا وراء انتصارات أكتوبر، سنحاول تسليط الضوء عليهم لإن الحكايات لم تنتهي بعد.