المتحف المصري الكبير: 10 معالم سياحية لا تفوّت مشاهدتها عند فتح الأبواب في 3 يوليو 2025
منذ أن وُضع حجر الأساس في عام 2002، على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة الشاهقة، ظل المتحف المصري الكبير حلمًا ثقافيًا ينتظر التحقق.
سنوات من التخطيط والإنشاء والعمل الدؤوب، تكللت بافتتاح تجريبي في أكتوبر 2024، سمح للجمهور بتذوق لمحات جزئية من هذا المشروع السياحي الطموح، دون أن يُحسم بعد موعد الافتتاح الكامل.
واليوم، وبعد أكثر من عقدين من الترقب، حُدد أخيرًا الثالث من يوليو 2025 كيوم يُدوَّن في سجل الثقافة العالمية.
في هذا اليوم، تفتح أبواب أحد أضخم المتاحف الأثرية في العالم، ليقدّم تجربة غامرة تمتد عبر أكثر من 700,000 سنة من الحضارة المصرية المتنوعة، من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، بتقنيات عرض متطورة ومساحات مصممة بعناية تسرد القصة كما لم تُروَ من قبل.
ومع اقتراب هذه اللحظة التاريخية، يتطلّع الزوّار من كل أنحاء العالم لاكتشاف أبرز ملامح المتحف الجديد.
من القاعات العملاقة المخصصة للملك توت عنخ آمون إلى السلالم الكبرى التي تأسر الألباب، إليك 10معالم سياحية لا ينبغي أن تفوّت مشاهدتها عند افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا.

لا تفوّت قراءة: أسرار لم تُروَ من قبل: ماذا وجد مستر بيست داخل أهرامات الجيزة بعد 100 ساعة؟
روعة تصميم المتحف المصري الكبير: هندسة مستوحاة من الأهرامات
بعد 21 عامًا من البناء، يقف المتحف المصري الكبير شامخًا، منافسًا في عظمته مع جيرانه القدماء أهرامات الجيزة الشهيرة.
ومن الناحية المعمارية، يجسّد المتحف رؤية عصرية لروح التصميم الفرعوني، ممزوجة بأحدث تقنيات البناء المستدام والمتناسق مع البيئة الصحراوية.
وصممه مكتب “هنيجان بنج” الأيرلندي، حيث جاء شكل المبنى على هيئة هرم مائل، يشبه في تكوينه تجمعًا من الأهرامات الحديثة.
علاوة على ذلك، جرى محاذاة الجدران الرئيسية مع هرمي خوفو ومنقرع، ليحاكي التصميم مشهدًا بصريًا متصلاً بجغرافيا المكان.
يُزين المدخل هرم شفاف من حجر الألباستر، بينما تنتشر المثلثات في أنحاء المجمع، بعضها ظاهر والآخر مدمج ضمن التفاصيل المعمارية.
إلى جانب ذلك، يضم المتحف نموذجًا مصغرًا لتصميمه، مع نافذة بانورامية تمنح الزوار إطلالة خلابة على الأهرامات الثلاثة نهارًا.
لا تفوّت قراءة: أهرامات الجيزة من نافذة غرفتك: 10 فنادق تقدم لك تجربة لا تنسى
المسلة المعلقة في المتحف المصري الكبير: تحفة فرعونية تحلق فوق الزوار

أول معلم سياحي في المتحف المصري الكبير يقع أمام المدخل الرئيسي، ليشد أنظار الزوار منذ اللحظة الأولى. طولها 16 متراً، ويبلغ وزنها بالقاعدة الأثرية نحو 110 أطنان.
المسلة المعلقة تحمل اسم الملك رمسيس الثاني، وجرى اكتشافها مقطعة إلى جزأين في تانيس بدلتا النيل الشرقية.
بعد ترميم دقيق، ترتفع المسلة الآن على منصة تتيح للزوار المرور تحتها، والاستمتاع بجمال قاعدة هذا الهيكل الشاهق.
وتتيح للزائر لأول مرة رؤية الخرطوش الذي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني والموجود أسفل قاعدة المسلة والذي ظل مخفياً لأكثر من 3500 عام هي عمر المسلة.
تمثال الملك رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير: رمز القوة والعظمة الفرعونية
عند دخول المتحف، يستقبل الزوار تمثالًا شاهقًا لرمسيس الثاني، يبلغ ارتفاعه 11 مترًا ومصنوعًا من الجرانيت الأحمر، نقل عام 2006 من ميدان رمسيس ليكون رمزًا افتتاحيًا.
يزن التمثال 83 طنًا، ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام، ليحكي قصة تاريخية عميقة من قلب مصر القديمة.
اكتشف في أوائل القرن التاسع عشر بقرية ميت رهينة، وكان مكسورًا إلى ست قطع، مما استدعى جهود ترميم متواصلة عبر العقود.
في عام 1955، أُعيد تركيب التمثال في ميدان باب الحديد بالقاهرة، الذي أصبح يُعرف لاحقًا باسم ميدان رمسيس.
وفي 2006، نُقل إلى الجيزة، حتى وصل أخيرًا إلى المتحف المصري الكبير عام 2018 ليُعرض بفخر أمام الزوار.
لا تفوّت قراءة: ما لا تعرفه عن الفراعنة: 10 حقائق مذهلة من مصر القديمة قد تسمعها لأول مرة
الرحلة إلى الأبدية: ممر الملوك تماثيل تعيد أمجاد الفراعنة

يمتد “الدرج العظيم” على جانبيه صف من التماثيل الضخمة لملوك مصر العظام، الذين جسدوا تاريخ الحضارة الفرعونية.
تضم التماثيل ملوكًا كبارًا مثل رمسيس الثاني، ميرنبتاح، أمنحتب الثالث، وسنوسرت الأول، إلى جانب آلهة بارزة كحورس برأس الصقر، وسخمت، والدة إله الحرب ماحيس.
يبرز سنوسرت الأول جالسًا على العرش، مع نقوش دقيقة تبرز ملامحه النحيلة وأهميته كمؤسس الأسرة الثانية عشرة.
كما يقف تحتمس الثالث، الملقب بـ”نابليون مصر”، في وضع العزم، رمزًا لأقصى توسع الإمبراطورية المصرية.
يعرض أيضًا تمثال مزدوج لأمنحتب الثالث وزوجته تي، يعكس مكانة المرأة ودورها في بلاط المملكة الحديثة.
لا تفوّت قراءة: هل تخفي أهرامات الجيزة مدينة ضخمة مدفونة على عمق 1200 متر؟
تنسيق المعروضات: رحلة عبر عصور التاريخ المصري بالمتحف المصري الكبير
تنظيم مئات الآلاف من السنين من القطع الأثرية ليس بالأمر السهل، لذا اعتمد المتحف المصري الكبير ترتيبًا زمنيًا واضحًا يسهّل على الزوار التتبع.
تقسم صالات العرض إلى ثلاث مساحات زمنية رئيسية، تبدأ من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني-الروماني، لتأخذك في رحلة ممتدة عبر الحضارة المصرية.
علاوة على ذلك، تقسّم كل صالة إلى ثلاث مناطق موضوعية تناقش الحياة اليومية، الطبقة الملكية، وأنظمة المعتقدات التي شكّلت المجتمع القديم.
تتنوع المعروضات بين تماثيل رخامية فرعونية، ونصب غرانيتية ضخمة، وقطع حجرية منحوتة مثل قرود البابون، إلى جانب أدوات وقطع جنائزية تحكي قصصًا من أعماق التاريخ.
كل قطعة أثرية تمثل حلقة هامة في سرد الحضارة، لتكوّن معًا متحفًا متكاملاً يعكس عمق وتراث مصر عبر العصور.
مقبرة توت عنخ آمون: كنوز الملك الصغير الأسطورية
لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922، تعرض أكثر من 5 آلاف قطعة من مجموعة توت عنخ آمون كاملة في قاعة واحدة بالمتحف المصري الكبير.
تولى الملك الشاب الحكم في سن التاسعة، ورغم فترة حكمه القصيرة، أثرى التاريخ بإحياء الدين والفن المصري القديم.
يتألق القناع الذهبي الشهير، المصنوع من ذهب خالص يزن أكثر من 11 كجم ومرصع بحجر اللازورد، كرمز للحماية في الحياة الآخرة.
أما العرش الذهبي فيصور لحظة إنسانية نادرة، حيث تدهن الملك زوجته “عنخ إسن آمون” بالعطور.
تعرض عربتان حربيتان مكسوتان بالذهب مع أسلحة وسهام من الخشب والعاج، مؤكدتين دور الفرعون كملك محارب.
بالإضافة إلى ذلك، صناديق مزخرفة تحتوي على مجوهرات وألبسة مطرزة وأدوات تجميل وخواتم وجعارين سحرية.
يربط العرض بين الطقوس الجنائزية ومفهوم الحياة الآخرة، ويبرز كيف أُعدّ توت عنخ آمون للخلود.
لا تفوّت قراءة: اكتشف أفضل 8 فنادق بالقرب من المتحف المصري الكبير بالهرم
مركب الشمس: شعائر الرحلة السماوية للملك خوفو
يعرض داخل مبنى مستقل في المتحف المصري الكبير مركب الشمس الأول للملك خوفو، الذي نُقل عام 2021 عبر تقنية متطورة.
صنع المركب من خشب الأرز اللبناني، بطول يزيد عن 43 مترًا، ويُعد من أقدم وأكمل القطع الخشبية التاريخية المكتشفة.
تم اكتشاف المركب مفككًا إلى 1224 قطعة عام 1954 في حفرة مغلقة بجوار الهرم الأكبر، ليُدفن مع الملك في رحلته إلى العالم الآخر.
يعرض المركب وسط إضاءة تحاكي ضوء الفجر، مع شروحات تفاعلية تبرز دور المراكب الشمسية في العقيدة المصرية القديمة.
توضح هذه المراكب كيف كان ينتقل الملك في رحلته السماوية برفقة إله الشمس “رع” نحو الخلود.
لا تفوت قراءة: 10 عجائب مذهلة لن تجدها إلا في المتحف المصري الكبير: وجهة لا تنسى للسائح الأجنبي
الحياة اليومية: لمحات من عالم المصري القديم

تعرض قاعات المتحف جانبًا مختلفًا من الحضارة، متمثلًا في حياة المصريين اليومية ومقتنياتهم الخاصة.
تشمل المعروضات أدوات الزراعة الخشبية وأدوات من البردي التي استخدمت في شؤون الزراعة.
كما تعرض أوانٍ فخارية لتخزين الحبوب واللبن، بعضها يحمل بصمات أصابع صانعيها، ما يضفي بعدًا إنسانيًا فريدًا.
كما تجد لعب الأطفال ودمى وأدوات مدرسية من ألواح حجرية وأقلام، تعكس نظام التعليم في تلك الحقبة.
تعرض أيضًا نصوص طبية وجراحية مكتوبة بالهيروغليفية، أبرزها بردية “إدوين سميث” التي تصف عمليات جراحية دقيقة.
لا تفوّت قراءة: “أنا شربت حشيش يا سعاد”.. أشهر 10 إفيهات لعادل إمام لا تنسى
التقنيات الحديثة بالمتحف المصري الكبير: تجربة تفاعلية تتجاوز المشاهدة
يعتمد المتحف المصري الكبير على تقنيات عرض مبتكرة تجمع بين الإضاءة، الصوت، والصور ثلاثية الأبعاد لتعزيز تجربة الزائر.
كما تتيح هذه التقنيات التفاعلية للزائر الانغماس الكامل، مما يحول الزيارة إلى رحلة حقيقية عبر الزمن.
على سبيل المثال، يمكن للزوار باستخدام نظارات الواقع الافتراضي حضور مراسم دفن أحد النبلاء أو متابعة خطوات عملية التحنيط بدقة.
بهذه الوسائل الحديثة، يصبح التاريخ حيًا ينبض أمام العين، بعيدًا عن العرض التقليدي.
المتحف كمدينة أثرية متكاملة: تجربة متكاملة للزائر
يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة 500 ألف متر مربع، ليكون مدينة أثرية متكاملة بكل تفاصيلها.
يضم المتحف مركز ترميم آثار يعد الأكبر في الشرق الأوسط، متخصص في الحفاظ على الكنوز التاريخية.
كما يوجد متحف للأطفال يستخدم الوسائط الحسية لتبسيط التاريخ وإشراك الأجيال الصغيرة.
كما يضم مكتبة أثرية وبحثية تحتوي على آلاف المراجع الرقمية والمطبوعة لدعم الدراسات العلمية.
يحتوي المتحف على مدرج ثقافي ومعارض فنية مؤقتة تدمج بين الحضارة الفرعونية والفنون المعاصرة.
طريقة الحجز والزيارة للمتحف المصري الكبير: خطوات سهلة لاستكشاف المتحف

لحجز تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير، يمكن للزوار الدخول إلى الموقع الرسمي واختيار عدد التذاكر ونوعها حسب الفئة العمرية والجنسية.
تتم عملية الدفع إلكترونيًا عبر الموقع مباشرة، مما يضمن سهولة وسرعة إتمام الحجز.
تتراوح أسعار التذاكر كما يلي: 100 جنيه للأطفال وكبار السن فوق 60 عامًا، و200 جنيه للبالغين المصريين، و1000 جنيه للزائرين الأجانب.