ما مصير طلاب المنح بالجامعات الأمريكية في مصر؟ أزمة التمويل بين قرار ترامب والاستجابة المصرية

في لحظة غير متوقعة، وجد آلاف الطلاب المصريين أنفسهم أمام مستقبل مجهول، بعدما أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID) تعليق تمويل منحهم الدراسية لمدة 90 يومًا.

وجاء ذلك تنفيذًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة تقييم المساعدات الخارجية.

القرار الذي هزّ أوساط التعليم العالي في مصر، أثار حالة من القلق والترقب بين الطلاب وأسرهم، خاصة أن هذه المنح كانت بوابتهم لتحقيق حلم الدراسة الجامعية.

وفيما تسابق الحكومة المصرية الزمن لإيجاد حلول عاجلة، ظل السؤال معلقًا في مخيلة نحو آلاف الطلاب لمدة يومين فقط: هل يستيطع تحمل النفقات الدراسية أم أن الأزمة ستترك آثارًا لا تُمحى على مستقبلهم الأكاديمي؟

لم يمر يومان على القرار الأمريكي، وسارع المجلس الأعلى للجامعات إلى صدور قرار حاسم يطمئن الجميع بتحمل تكاليف النفقات الدراسية لطلاب المنح الأمريكية في مصر.

قرار مفاجئ بعد تنصيب ترامب: كيف بدأت القصة؟

بعد ساعات من توليه الحكم، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بتعليق برامج المساعدات الخارجية التنموية، بهدف إعادة تقييم مدى كفاءتها ومدى اتساقها مع سياسته الخارجية.

من المسؤول عن مراجعة برامج المساعدات الخارجية؟

وفقًا للمذكرة الصادرة، جرى إيقاف جميع المنح والمساعدات الأجنبية فورًا.

ويتولى وزير الخارجية الجديد، ماركو روبيو، مراجعة هذه البرامج خلال 85 يومًا، ليقرر بعدها استمرارها أو تعديلها أو إنهاءها بالكامل.

ما حجم المساعدات الخارجية الأمريكية وتأثيرها على الدول المستفيدة؟

بلغت المساعدات الخارجية الأمريكية ذروتها عند 3% من الناتج المحلي خلال خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع مرور العقود، استقرت عند أقل من 0.33% من الناتج المحلي الإجمالي.

وبلغت في عام 2023 نحو 60.4 مليار دولار، أي ما يعادل 1% من ميزانية الولايات المتحدة.

أكبر الدول المستفيدة من المساعدات الأمريكية

تصدرت أوكرانيا قائمة الدول الأكثر تلقيًا للمساعدات عام 2023، بحصولها على 17.2 مليار دولار.

وجاءت إسرائيل بالمركز الثاني بـ 3.3 مليار دولار، ثم الأردن بـ 1.69 مليار دولار.

كما حصلت مصر على 1.5 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أبرز الدول المتأثرة بقرار تعليق المساعدات.

تداعيات القرار: طلاب المنح في مصر يواجهون أزمة غير مسبوقة

مع تعليق التمويل، وجد مئات الطلاب المصريين الملتحقين ببرنامج الوكالة الأمريكية أنفسهم في مواجهة مصير مجهول.

وتصاعدت المخاوف من عدم قدرة الطلاب على استكمال دراستهم الجامعية.

منذ يوم السبت الماضي، انتشرت شكاوى الطلاب في وسائل الإعلام المصرية، إلى جانب تصدر وسوم مثل (#أنقذوا_مستقبلنا) و(#أزمة_طلاب_المنحة) على منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة للضغط من أجل إيجاد حلول عاجلة.

اجتماعات حكومية لبحث الحلول: ما مصير طلاب المنح في الجامعات المصرية؟

عقد المجلس الأعلى للجامعات في مصر اجتماعًا طارئًا، برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس، والدكتور إيهاب عبدالرحمن، وكيل الشؤون الأكاديمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وذلك لمناقشة تداعيات قرار تعليق التمويل الأمريكي على 1077 طالبًا مستفيدًا من منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وبلغ عدد الطلاب المستفدين من المنح في مرحلة البكالوريوس 1077، منهم 877 طالبا موزعين على الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية، و200 طالب فقط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

التزام الجامعات بتغطية المصروفات الدراسية

وأعلن وزير التعليم العالي أن الجامعات المصرية ستلتزم بتغطية كافة المصروفات الدراسية التي كانت مخصصة من قبل الوكالة الأمريكية حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني، وذلك حفاظًا على مستقبل الطلاب.

كما أكد أن الوزارة مستمرة في دعم هؤلاء الطلاب لمواجهة أي تحديات مستقبلية.

الجامعة الأمريكية تتحمل نفقات طلابها

وأكد المجلس أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة ستتحمل نفقات 200 طالب مستفيد من المنحة خلال الفصل الدراسي الثاني، مع استمرار التنسيق مع الوزارة لضمان عدم تأثر الطلاب بقرار تعليق التمويل.

نفي شائعات إخلاء طلاب المنح من السكن الجامعي

ردًا على ما جرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول إخلاء طلاب المنح من أماكن إقامتهم لمدة 90 يومًا، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، الدكتور عادل عبدالغفار، صحة هذه الادعاءات.

وشدد على أن إدارة الجامعة الأمريكية تعهدت بتحمل كافة نفقات الطلاب.

وأضاف: “لدينا عدد محدود من طلاب الماجستير في الجامعات الأمريكية، لا يتجاوز 7 طلاب، ونتابع عن أوضاعهم في جامعاتهم”.

الجامعات المصرية تضمن استقرار العملية التعليمية

وطمأن المتحدث الرسمي الطلاب وأولياء الأمور، مؤكدًا أن جميع الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية ستتحمل كامل التكاليف الدراسية والإقامة للطلاب المستفيدين من المنح، مما يضمن عدم تأثرهم بالقرار الأمريكي واستمرار مسيرتهم التعليمية دون عوائق.

جامعة عين شمس تعلن تكفلها بطلاب المنح الدراسية

في خطوة داعمة للطلاب المتضررين من تعليق التمويل الأمريكي، أعلن رئيس جامعة عين شمس، الدكتور محمد ضياء زين العابدين، أن الجامعة ستتحمل كافة المصروفات الدراسية لطلاب المنح، شريطة التزامهم بالنجاح الأكاديمي وفقًا للقواعد الجامعية.

رسوم دراسية تفوق قدرات الأسر المتوسطة

أكد مينا عادل، طالب بكلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الخيارات المطروحة أمام الطلاب المتضررين صعبة ومكلفة للغاية.

وأضاف أن معظم الطلاب ينتمون إلى أسر متوسطة لا تستطيع تحمل تكاليف الدراسة، حيث تتجاوز الرسوم السنوية في الجامعة الأمريكية مليون جنيه.

لا تفوّت قراءة: مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن: كيف جاءت أبرز ردود الفعل العربية؟

وقف الدعم الشهري يزيد من معاناة الطلاب

ومن جانبه، قال يوسف (اسم مستعار)، طالب بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية، إن إدارة الجامعة لم تخبرهم بتفاصيل الأزمة إلا عبر “إيميل رسمي”.

كما جرى تجميد المبلغ الذي كان يحصل عليه كدعم شهري، والذي يُقدر بنحو 6,000 جنيه، مما زاد من الأعباء المالية.

لا تفوّت قراءة: خطة ماسبيرو 2030: لماذا اختار أحمد المسلماني “موليوود” بدلًا من “النيل”؟

تعليقات
Loading...