خطة ماسبيرو 2030: لماذا اختار أحمد المسلماني “موليوود” بدلًا من “النيل”؟
تحوّل الحلم الذي لطالما دافع عنه الكاتب أحمد المسلماني منذ أواخر التسعينيات إلى واقع جديد يغير ملامح الإعلام المصري.
ومن خلال خطة ماسبيرو 2030، أعلن أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن تحديثات جديدة تضمنت تغيير اسم قناة “النيل سينما” إلى “موليوود” ودمج “النيل كوميدي” و”النيل دراما” في قناة واحدة باسم “موليوود دراما”.
وهذه الخطوة أثارت تفاعلًا واسعًا وجدلاً بين مؤيد ومعارض، حيث صرّح المسلماني قائلاً: “ندرك تمامًا أن تغيير الاسم لا يكفي، وأن النجاح الحقيقي يعتمد على المضمون الذي سنقدمه للجمهور”.
لكن السؤال الذي ظل يشغل الأذهان: ما السر وراء اختيار اسم “موليوود”؟ ولماذا أثارت هذه التعديلات حفيظة البعض؟ وكيف رد المسلماني على الانتقادات التي وُجهت لخطة تطوير الإعلام المصري؟
اكتشف التفاصيل الكاملة والقصة وراء هذا التحوّل المثير في مستقبل ماسبيرو.
لا تفوّت قراءة: ذكريات السينما تعود من جديد: 6 أفلام ناجحة قديمة تبهرنا بجزء ثانٍ طال انتظاره
لماذا اختار أحمد المسلماني اسم “موليوود”؟ رؤية جديدة للإبداع المصري
أكد أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن مصر تمتلك تاريخًا عريقًا في مجالات البث والإبداع.
ومنذ أكثر من 65 عامًا بدأت مصر البث التليفزيوني، بينما يعود تأسيس صناعة السينما إلى ما يزيد على 90 عامًا. أما البدايات الأولى للإذاعة المصرية فتعود إلى قرابة 100 عام.
وفي سياق آخر، فإن المسرح الحديث في مصر نشأ قبل نحو 180 عامًا، ما يجعل الإبداع الفني المصري مدرسة إقليمية رائدة ذات تأثير عالمي.
من “هوليوود الشرق” إلى “موليوود”
أوضح المسلماني أن هذه الأرقام التاريخية تؤكد مكانة مصر الإبداعية، وهو ما دفعه إلى المطالبة بتعديل الاسم الشهير لصناعة الفن والإبداع في مصر من “هوليوود الشرق” إلى “موليوود”.
وأشار إلى أن التسمية الجديدة تعكس هوية مصر الثقافية والفنية بشكل أفضل، بعيدًا عن الاقتباس المباشر من الغرب، مع التركيز على خصوصية التجربة المصرية في السينما والمسرح والإعلام.
خطوة نحو الريادة الإقليمية والعالمية
ومن خلال هذا التحول في التسمية، تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها كقوة إبداعية على المستويين الإقليمي والدولي.
وهذه الخطوة ليست مجرد تغيير شكلي، بل هي بداية لإعادة تقديم مصر كمنارة للفن والإعلام تستحق تقديرًا عالميًا يوازي عراقة تاريخها الفني.
رؤية مستقبلية مع خطة ماسبيرو 2030
اختيار اسم “موليوود” يتماشى مع خطة ماسبيرو 2030 التي تهدف إلى تطوير الإعلام المصري وتعزيز تأثيره الإقليمي.
وأكد المسلماني في تصريحاته أن “تغيير الاسم وحده ليس كافيًا، بل يتطلب المضمون الفني والإعلامي جهدًا كبيرًا لتحقيق النجاح”.
هذه الخطوة قد تكون البداية لعصر جديد من الإبداع المصري، مستلهمًا تاريخه العريق وموجهًا أنظاره نحو المستقبل.
لماذا أثار اسم “موليوود” الجدل؟ رفض الإعلاميين وتمسكهم بـ”النيل”
انتقادات من خبراء الإعلام والفن
لاقى تغيير أسماء قنوات النيل إلى “موليوود” انتقادات من شخصيات إعلامية وفنية بارزة.
ومن بين المعترضين، المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، الذي أبدى تحفظه على الفكرة.
ولفت البعض إلى أن اسم “موليوود” ليس جديدًا، إذ يستخدم منذ سنوات للإشارة إلى الإنتاج الفني في إحدى الولايات الهندية، مما قد يثير اللبس ولا يعكس الهوية المصرية.
وعلى الجانب الفني، علّق الفنان صبري فواز قائلاً: “تطوير الإعلام خطوة واجبة، لكن الحفاظ على هوية ماسبيرو وقنوات النيل ضرورة ملحة. الأسماء مثل (موليوود) تحمل طابعًا تجاريًا قد لا يتماشى مع الهوية المصرية”.
وأضاف أن التركيز يجب أن يكون على معالجة المشكلات الأساسية بدلًا من إجراء تغييرات سطحية.
أبعاد اقتصادية وتسويقية
ومن جانبه، أشار الدكتور حسن مكاوي، عميد كلية الإعلام السابق، إلى أن تغيير أسماء القنوات قد يؤدي إلى خسائر مالية.
واعتبر أن اسم “نايل” أصبح علامة تجارية قوية للإعلام المصري جرى بناؤها على مدار سنوات طويلة، ومن الأفضل استغلال هذا الاسم لتعزيز التسويق.
مشكلات أعمق من الأسماء
ورأى آخرون أن مشكلات التلفزيون الرسمي أكبر من مجرد تغيير المسميات. إذ إن الأزمة الحقيقية تكمن في تطوير المحتوى وجعل القنوات أكثر جذبًا للمشاهدين.
وأشاد البعض بفكرة دمج القنوات، معتبرين أنها خطوة إيجابية لتركيز الجهود على تحسين جودة المحتوى.
أهمية أرشيف ماسبيرو
واقترح منتقدون آخرون التركيز على أرشيف ماسبيرو وترميمه، مشيرين إلى أن هذا الأرشيف يمثل تاريخ دولة كاملة، ويمكن أن يعود بفوائد مالية ضخمة إذا جرى استثماره بالشكل الصحيح.
وأكدوا أن إحياء هذا الإرث أفضل من محاولات التغيير التي تركز على الشكل دون المضمون.
بين مؤيد ومعارض، يبقى السؤال: هل سيكون “موليوود” بداية جديدة للإعلام المصري أم خطوة مثيرة للجدل بلا جدوى؟
المسلماني يفتح باب الحوار: استعداده لمناقشة “موليوود” ومستقبل الإعلام المصري
أنا لحد امبارح كنت فاكر موضوع موليوود ده هزار مش خبر حقيقي…. ده قنوات النيل و ماسبيرو دول الحاجة الوحيدة اللي حلوة فيهم بوضعهم الحالي اسمهم …
احنا عندنا كنز اسمه ارشيف ماسبيرو اللي بيقع منه بس كده و وبيفتكروه و بيتعرض على ماسبيرو زمان بتاريخ دول كاملة ….. الكنز ده لو اترمم واتعرض يخليك تعمل اربعين قناة بإسم ماسبيرو وتجيب عليه اعلانات اكتر من القنوات اللي بتعرض مسلسلات وبرامج حديثة….Posted by Ahmed Elmalah on Monday, January 27, 2025
دعوة للنقاش وتقدير للاختلاف
أكد أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، استعداده الكامل للحوار مع معارضي قرار تغيير اسم قنوات النيل إلى “موليوود”.
وشدد على أن النقاش حول الاسم الجديد يأتي ضمن رؤية أشمل لتطوير الإعلام الفني في مصر، تتماشى مع خطة ماسبيرو 2030.
وأشار المسلماني إلى أنه يحترم جميع الآراء النقدية التي طرحت من زوايا مهنية وإعلامية، معتبرًا أن التنوع في وجهات النظر جزء من الحوار البناء الذي يسهم في الوصول إلى حلول تعزز مكانة الإعلام المصري.
قرار مدروس ومشاورات واسعة
وأوضح المسلماني أن اختيار اسم “موليوود” لم يكن قرارًا عفويًا، بل جاء بعد استشارات مطولة مع عدد كبير من المتخصصين والمثقفين رفيعي المستوى.
وأضاف: “القرار لم يخذ بشكل فردي، بل ارتكز على نقاشات معمقة تهدف إلى تقديم رؤية جديدة للإبداع المصري تعكس خصوصيته وتواكب تطلعات المستقبل”.
نحو حوار أوسع عن الإعلام الفني
وفي ختام تصريحاته، دعا المسلماني إلى فتح نقاش أوسع حول مستقبل الإعلام الفني في مصر.
وأشار إلى أن التحديات التي يواجهها ماسبيرو تحتاج إلى تضافر الجهود لتطوير المحتوى وتحقيق الاستدامة في المنافسة الإعلامية الإقليمية والدولية.
هل ينجح هذا الحوار في تقريب وجهات النظر وإعادة صياغة خطة التطوير؟ يبقى الإعلام المصري أمام اختبار جديد في رحلته نحو التغيير.
المسلماني: “موليوود” حلم قديم يتجدد ولم يُلغِ “النيل”
حلم من التسعينيات يتحقق
برر أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قراره بتغيير اسم “النيل سينما” إلى “موليوود” بأنه تجسيد لحلم شغله لسنوات طويلة.
وأوضح أن اسم “موليوود” طرح لأول مرة في أواخر تسعينيات القرن الماضي، في مقال نشره بدورية النداء الجديد التي كان يرأس مجلس إدارتها الدكتور سعيد النجار.
وأضاف المسلماني أنه أعاد الكتابة عن الفكرة في عام 2014 عبر مقال بعنوان “موليوود.. السينما والقوة الناعمة في مصر”، نشر في جريدة المصري اليوم.
وأكد أن فكرة الاسم كانت حاضرة قبل استخدام اسم مشابه في مدينة آسيوية، ما يبرز أصالة الفكرة وسياقها المصري.
“النيل” لم تُلغَ بالكامل
وفي رده على الانتقادات حول التخلي عن اسم “النيل”، أوضح المسلماني أن قنوات “النيل” لم تُلغَ بالكامل، مشيرًا إلى استمرار وجود قنوات مثل “النيل للأخبار”، “النيل للرياضة”، و”النيل لايف”.
وبيّن أن الهدف من تغيير اسم بعض القنوات هو تقديم هوية جديدة تبرز الإبداع الفني المصري وتعزز قوته الناعمة.
رؤية نحو المستقبل
وبهذا القرار، يسعى المسلماني إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على إرث “النيل” وبين تقديم رؤية إعلامية حديثة قادرة على مواكبة التحديات وإبراز الإبداع المصري للعالم.
لكنه في الوقت ذاته يفتح الباب لمزيد من النقاش حول هذه الخطوة ومدى تأثيرها على مستقبل الإعلام المصري.
“ماسبيرو” بين التحديات والإصلاحات: كيف يواجه المسلماني الخسائر ويتطلع للمستقبل؟
خسائر ضخمة تتطلب إصلاحات جذرية
واجهت “الهيئة الوطنية للإعلام” خسائر تجاوزت 10 مليارات جنيه في الحساب الختامي للعام المالي 2022-2023، وفق القانون رقم 73 لسنة 2024 الذي نشرته الجريدة الرسمية.
المسلماني على رأس الهيئة: بداية الإصلاح
وتولى أحمد المسلماني رئاسة “الهيئة الوطنية للإعلام” في نوفمبر 2024.
ومع تسلمه المنصب، بدأ باتخاذ قرارات إصلاحية كان أبرزها نقل الإعلانات من “إذاعة القرآن الكريم” إلى إذاعات أخرى.
وهذا القرار لقي إشادة من رئيس الوزراء، واعتبر خطوة إيجابية لتعزيز موارد الهيئة المالية وتوزيعها بشكل أكثر كفاءة.
“عودة ماسبيرو”: رؤية لتطوير الإعلام
وفي اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء، أكد المسلماني التزامه بإعادة هيكلة منظومة العمل داخل “ماسبيرو” تحت شعار “عودة ماسبيرو”.
وأوضح أن الهدف من هذا الشعار هو تقديم رسالة إعلامية جادة وهادفة تعيد الثقة إلى الإعلام الرسمي، وتجعله قادرًا على المنافسة في ظل التحديات الراهنة.
خطوة نحو الاستدامة الإعلامية
وتشير هذه التحركات إلى محاولة جادة لإنقاذ “ماسبيرو” من أزماته المالية المتراكمة وتحويله إلى مؤسسة إعلامية مستدامة.