عيادة تجميل للنساء الرافضات للحجاب في إيران: تأهيل اجتماعي أم قمع آخر؟
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت إيران عن إطلاق “عيادة تجميل اجتماعية” في العاصمة طهران. البعض أطلق عليها أيضا اسم “عيادة الصحة العقلية”، والبعض الآخر صنفها بـ”عيادة القمع”.
تهدف هذه العيادة إلى مساعدة النساء اللاتي ينتهكن قواعد اللبس الصارمة التي تفرضها الحكومة الإيرانية.
تعد المبادرة جزءًا من سياسة “الإصلاح الاجتماعي” التي تسعى للتوازن بين تطبيق القوانين الإسلامية الصارمة والتخفيف من القيود الاجتماعية.
ستستفيد العاصمة طهران من ميزانية قدرها 3.5 مليون يورو لدعم هذه العيادة، التي تسعى للتأثير على المجتمع الإيراني.
السؤال المطروح الآن: ما هو الهدف الحقيقي من هذه العيادة؟ وكيف كانت ردود الفعل عليها في المجتمع الإيراني؟
من جانب آخر، ما هي قواعد اللبس التي تفرضها السلطات الإيرانية على النساء؟ وهل يشمل ذلك العقاب في حال عدم الالتزام؟
ما قواعد اللبس في إيران؟
تعتبر قوانين اللبس في إيران من الأكثر تشددًا في العالم، وهي جزء أساسي من النظام الاجتماعي القائم على القيم الدينية الإسلامية.
بموجب هذه القوانين، يجب على النساء ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، كما يشترط أن تكون الملابس محتشمة وتغطي الجسم بالكامل.
يمنع ارتداء الملابس الضيقة أو القصيرة، وقد تختلف شدة تطبيق هذه القواعد بين المناطق، حيث تكون أكثر صرامة في العاصمة طهران مقارنةً بالمناطق الريفية.
ما هدف إنشاء عيادة تجميل اجتماعية؟
الهدف من إنشاء عيادة تجميل اجتماعية هو تقديم خدمات تجميلية للنساء اللواتي جرى ضبطهن وهن يرتدين ملابس تعتبر مخالفة لقوانين الحجاب.
هذه المبادرة جاءت بعد حادثة الطالبة الإيرانية “أهو داريائي”، التي خلعت ملابسها في مكان عام احتجاجًا على “حراس الفضيلة والأخلاق”.
خطوة كهذه تثير جدلاً واسعًا بين الإيرانيين، إذ تطرح تساؤلات حول حدود الحريات الفردية وقيم المجتمع الإسلامي الصارمة في البلاد.
يذكر أن هذه المبادرة تأتي ضمن محاولة لتقديم صورة أكثر مرونة في المجتمع الإيراني، مما يثير نقاشًا حول التوازن بين القوانين الاجتماعية والدينية.
الرافضات لقواعد اللبس: السجن أم العيادة؟
في إيران، تفرض الحكومة على النساء ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وذلك كجزء من تطبيق القيم الإسلامية الصارمة.
تطلب الحكومة من النساء أيضًا بتغطية شعورهن وأجسادهن بما يتناسب مع القواعد التي تحددها السلطات، ويعد هذا جزءًا أساسيًا من قانون اللباس في البلاد.
مع تصاعد الاحتجاجات والضغوط الاجتماعية، ظهرت فكرة عيادة تجميل اجتماعية كحل وسط لإعادة تأهيل النساء اللواتي جرى ضبطهن في حالات انتهاك لهذه القواعد.
تهدف عيادة التجميل الاجتماعية في إيران إلى تقديم خدمات تجميلية للنساء كجزء من سياسة الحكومة لتخفيف التوتر الاجتماعي مع المحافظة على تطبيق القوانين.
عقوبة مخالفة قواعد اللبس: الكوافير
تقدم العيادة خدمات تجميلية مثل التصفيف، والماكياج، واختيار الملابس، بهدف إعادة تشكيل مظهر النساء بما يتماشى مع معايير المجتمع الإيراني أو ما تراه السلطات مناسبًا.
تتعاون العيادة مع أطباء تجميل وموظفي العناية الشخصية لضمان أن النساء يخرجن بمظهر يتوافق مع القوانين الاجتماعية.
وبحسب التقارير، توجه النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللبس إلى العيادة بدلاً من مواجهة العقوبات القضائية.
ردود الفعل: المعارضون
تعتبر بعض النساء أن هذه العيادة تمثل خطوة لفرض معايير اجتماعية جديدة تهدف إلى تجميل القمع. يرون أن النظام يفرض صورة نمطية على النساء، محولًا إياهن إلى “مشروع تجميلي” بدلاً من تمكينهن.
ردود الفعل: المؤيدون
من ناحية أخرى، يعتقد بعض الناشطين أن هذه المبادرة قد تكون محاولة لتخفيف الضغوط الاجتماعية على النساء اللاتي لا يتحملن العقوبات القانونية الصارمة.
بالنسبة للحكومة، تعتبر العيادة خطوة نحو “الإصلاح” بدلاً من العقوبات القانونية، حيث تمثل وسيلة لتقديم “حلول أكثر إيجابية” للنساء المخالفات.
ماذا عن العقوبات للنساء المخالفات لارتداء الحجاب؟
تفرض إيران عقوبات صارمة على النساء اللاتي ينتهكن قواعد اللبس.
وتتراوح العقوبات بين السجن لفترات قصيرة، والغرامات المالية، أو إجبار النساء على حضور دورات تثقيفية تهدف إلى “توعية” النساء حول أهمية الحجاب ولبس الملابس المحتشمة.
وفي بعض الحالات، تُفرض عقوبات اجتماعية مثل منع المرأة من التوجه إلى أماكن معينة أو المشاركة في فعاليات ثقافية.
لكن على الرغم من ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تنظيم مظاهرات واحتجاجات نسائية في إيران، ترفض هذه القوانين الصارمة.
وتعد هذه التحركات جزءًا من سعي النساء للمطالبة بحرية اختيار الملابس، وهو ما قد يسهم في تغيير القوانين في المستقبل.
خطوة تطرح تساؤلات عن المعاناة
تعد العيادة التجميلية التي أطلقت في إيران خطوة مثيرة للجدل، حيث تجمع بين التقيد بقوانين اللبس الصارمة ومحاولة تقديم “حلول” اجتماعية لنساء إيران.
بينما يرى البعض أن هذه المبادرة قد تعزز القمع الاجتماعي للنساء، يرى آخرون أنها قد تكون خطوة مؤقتة نحو تخفيف العقوبات التي قد تؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات.
وفي النهاية، تظل المسألة محط جدل بين الحريات الشخصية والضغوط الاجتماعية.
وتسعى النساء الإيرانيات إلى التعبير عن هويتهن، وتحقيق التوازن بين القيم الدينية والحرية الشخصية.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: