مسخ أم تطور تكنولوجي؟ بيع بصمات صوت الفنانين للذكاء الاصطناعي
للموسيقى والغناء نصيب من سحر أدوات الذكاء الاصطناعي التي سهلت ما كان شبه مستحيل في السابق، فمن خلالها يمكنك أن تسمع صوت الراحلة أم كلثوم يوضع على أغنية جديدة لم تغنها، أو تشاهد عبد الحليم حافظ يمثل فيلمًا بعد وفاته، والجديد هو بيع بعض الفنانين العرب الذين على قيد الحياة بصمات صوتهم لشركات الذكاء الاصطناعي لاستخدامها بعد وفاتهم بحيث لن يتوقف إنتاج أغنيات جديدة للمطرب بعد رحيله.
بين مؤيد للتطور التكنولوجي ومعارض للاستنساخ
البعض رأى أنها خطوة للانتفاع بعد وفاتهم ومنح العائد كإرث للورثة وبهذا سيظل الفنان في ذكرى الجمهور حتى ولو لم يغني تلك الأغاني وأنه في أي حال من الأحوال لا أحد سيتوقف أمام الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أمرًا واقعًا ولكن بعض الموسيقين كان لهم رأي أخر.
منهم الموسيقار شادي مؤنس الذي رفض سماع صوت أحد بعد وفاته ووضع أغنيات جديدة عليها، أو استخدام بصمة صوته على أشياء لم يغنيها لأنها من الممكن أن تستخدم بشكل غير مناسب ومن وجهة نظره أن الاستخدام الوحيد الذي يمكن أن يلجأ فيه لاستنساخ الصوت هو على سبيل المثال عند عمل تتر أو أغنية جديدة يسمع الأغنية على أكثر من مطرب قبل التعاقد معه لبيان مدى مناسبته لها من عدمه، ففي هذه الحالة يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا.
ورفض الموسيقار صلاح الشرنوبي الفكرة باعتبارها شكل من أشكال التقمص، ووجد أن الطريقة الأنسب لإعادة إحياء أصوات الفنانين الراحلين تأتي عبر تقنية (هولوجرام)، التي تقدم الصوت والشكل بصورة قريبة من الواقع دون تلاعب فالرموز الفنية تشكل ثروة ثقافية وذخيرة فنية للوطن العربي ويجب الحفاظ عليها.
ولكن هل التدخل التقني قد يشوه أصالة الفنان أو يقلل من رونقه؟ وما طبيعة الأغاني التي ستنتج من أشخاص رحلوا عن عالمنا؟ هل ستكون مجرد مسخ مجردة من الأحاسيس؟ هل ستنجح الأغنية إذا توفر فيها عنصر الصوت فقط بدون آهات وشجن وعرب وتقسيمات الفنان؟ هل ستنجح التجربة أم تفشل؟ ولماذا لا يكتفي الفنانون بما قدمونه خلال حياتهم؟.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: دندرة: أول فرقة موسيقية عربية بالذكاء الاصطناعي