أمريكا: الهدنة بين الرغبة المعلنة لوقف الحرب والمخفية في استمرارها
أعلنت الولايات المتحدة “تحقيق تقدم” في المباحثات التي تستضيفها القاهرة سعيًا للتوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة، وطلبت من تل أبيب إبداء مرونة ومن حماس المشاركة في التفاوض، وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات وهو ما حدث، ولكن تبدو أن رغبة وقف إطلاق النار ضد المصالح العليا لأمريكا داخل المنطقة العربية، وعلى الجانب الآخر يغفل البعض عن استفادة أمريكا اقتصاديًا من آثار هذه الحرب عبر صفقات السلاح التي تعقدها مع الكيان المحتل، وأعلنت “رويترز” عن مصدرين أمنيين مصريين: “جولة مباحثات القاهرة انتهت دون تقدّم”، وربما هذا الواقع فعلًا أو مرآة الواقع، فأثناء انعقاد مجلس الهدنة كانت تتبادل لبنان مع الكيان المحتل الصواريخ، لذا؛ ربما ما يعبر عن العشر شهور الماضية هو رغبة معلنة بلا فعالية وأخرى مخفية وبفعالية شديدة.
رغبة معلنة بلا أي فعالية
الرغبة التي تعلنها أمريكا وتؤكد برغبة شديدة على إكمالها هي التوصل لوقف إطلاق النار، ولكن الأمر يبدو عكس ذلك، فمثلًا خلال العشر شهور دعمت أمريكا الكيان المحتل بأسلحة برقمٍ لم تشهده هذه الصفقات في تاريخ البلدين على الإطلاق، لذا، ما يهم الولايات المتحدة هو أن تحفظ ماء الوجه بعدما ما شهد العالم بأجمعه، فضيحة تعاملها مع المظاهرات الداعمة لفلسطين على أراضيها وفي جامعاتها، ولكن تمر انعقادات لا نهائية للبحث عن الهدنة والولايات المتحدة تخفي أعينها عن المطالب الإسرائيلية والتي تدرك تمامًا صعوبة تنفيذها من جانب حماس، ولكن سيشدد مستشار الأمن ووزير الخارجية على ضرورة تنفيذ الهدنة وتسريعها وكأننا نعيش في فيلم أمريكي رديء الصنع قارب العام ولم يفكر أي أحد من صناعه تغيير أي مشهد فيه، وكأن المشاهدين حمقى لن يلحظوا سوى ما يعلن ولن يدركوا ما يخفى عنا.
رغبة مخفية بفعالية شديدة
تظهر الرغبة المخفية بفعالية شديدة فيما تكشفه بعض التقارير، عن الدور الجديد الذي تلعبه واشنطن في مساعدة إسرائيل على البحث عن زعيم حماس “يحيى السنوار” وغيره من قادة الحركة، حيث أشار إلى أنها قدمت لها رادارًا يخترق الأرض لتحقيق هذا الغرض.وبالنسبة إلى إسرائيل، يعدّ السنوار (61 عامًا) أحد أكثر المطلوبين لديها في العالم.
وفي يناير الماضي، اعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون أنهم حصلوا على فرصة غير مسبوقة لمطاردته. فقد أغارت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على مجمع أنفاق متقن في جنوب قطاع غزة يوم 31 يناير بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن “السنوار” كان مختبئًا هناك.وقد اتضح أن زعيم “حماس” كان مختبئاً بالفعل هناك، لكنه غادر المخبأ الموجود تحت مدينة خان يونس قبل أيام قليلة فقط من الغارة الإسرائيلية، تاركًا وراءه وثائق وأكوامًا من الشواقل الإسرائيلية يبلغ مجموعها نحو “مليون دولار”.واستمرت عملية المطاردة، مع ندرة الأدلة القاطعة على مكان وجوده، ويترتب على ذلك هو تأكيد أن أمريكا وإسرائيل لديهم هدف واحد وهو القضاء على المقاومة، لذا مفاوضات الهدنة، لن تحقق أي شيء إلا عندما يتأكد الجانبين على القضاء على المقاومة والشعب الفلسطيني على الحد سواء، لب المفاوضات قائم على فرض وصاية على محور “فيلادلفيا” وبالتحديد هذا لمنع أي مصدر تسليح للمقاومة.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: توترات الشرق الأوسط: مفاوضات وقف إطلاق النار إلى أين؟