انقطاع شامل للكهرباء وسط استغاثات بعد نفاذ الوقود.. لبنان في ظلام تام
بعد استنفاذ جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها من قبل مؤسسة كهرباء لبنان من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها، دخلت لبنان في الثقب الأسود وأصبحت منذ أمس في ظلام دامس، عندما أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انقطاع التيار الكهربائي عن جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية وبينها المطار والمرفأ والسجون.
وقالت المؤسسة خلال بيان لها أن آخر مجموعة وحدات إنتاجية بمعمل الزهراني، الذي يزود البلاد بالكهرباء، خرجت عن الخدمة جراء نفاد الوقود المشغل لها، وأوضحت أن توقف التغذية الكهربائية شمل مرافق رئيسية في البلاد، منها مطار رفيق الحريري الدولي، ومرفأ بيروت، والسجون، ومرافق الصرف الصحي، وضخ مياه الشرب.
المشكلة بدأت قبل عامين، حيث ارتفعت وتيرة انقطاع التيار الكهربائي في لبنان بشكل كبير، بسبب معاناة الحكومة من ضائقة مالية نتج عنها عدم قدرتها على توفير النقد الأجنبي لاستيراد الوقود، وكانت بالتزامن مع تبعات انفجار المرفأ وانهيار العملة.
حيث كان حجم إنتاج الطاقة في لبنان يراوح بين 1600 و2000 ميجاوات يوميًا إلا أن شح الوقود في السنوات الماضية خفض الإنتاج تدريجيًا إلى مستويات غير مسبوقة، كما كان يعتمد لبنان بصورة أساسية على معملي دير عمار والزهراني في إنتاج الكهرباء، وتصل قدرتهما الإنتاجية إلى 900 ميغاوات، فيما الحاجة الفعلية هي 3 آلاف ميغاوات.
فأصبحت الحاجة أكبر من الإنتاج، وأصبحت المنازل والشركات في لبنان إلى حد كبير على المولدات تعتمد على المولدات، على الألواح الشمسية للحصول على الطاقة، ولذلك حدثت الأزمة.
وبعد الأزمة الحالية قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، إن بلاده تنتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 أغسطس، ووقود من العراق من المتوقع وصوله مطلع سبتمبر المقبل، على أمل أن يخففوا من حدة الأزمة.