مهرج غزة الحزين: عندما تستحيل الضحكة على صانع الضحكات
علاء مقداد أو كما يطلق عليه الأطفال عمو علوش، عاش طوال حياته يحاول رسم الابتسامة على وجوه الأطفال الفلسطينين خلال عروضه حتى في أوقات الحروب، لكن الأمر هذه المرة اختلف كليًا لأن غزة تتعرض لإبادة جماعية لا حرب، ليقرر التوقف عن تقديم العروض الترفيهية فترة من الوقت بسبب ظروف التهجير، حيث اضطر إلى النزوح أكثر من مرة حتى استقر هو وأسرته داخل خيمة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
عمو علوش Clown Aloosh
فنان فلسطيني غزاوي بيهوّن على أطفال غزة و بيقدملهم فقرات تحسسهم إنهم أطفال في ظل المجزرة اللي بتحصل هناك.
عمو علوش ، و هو في العرض، و هو لابس لبس المهرجين .. منهار مش قادر يتحمل كم الهم و الألم ، مش قادر يخبي
الحزن و الهم و المُصاب أكبر من أي قلب.. pic.twitter.com/kAeWec5Wpl
— يوسُف 🇵🇸🍉 (@Foul_Medammes) February 28, 2024
ولكن الأطفال دومًا ما يطلبون منه إضحاكهم وتقديم حفلات وعروض ترفيهية، وكان جوابه لهم أنه سيقوم بذلك بعد انتهاء الحرب، لكنه قرر في النهاية استئناف تقديم الحفلات في محاولة لترميم أوجاعهم، فقام بصناعة زيه الخاص بشخصية المهرج، ليبدأ يجوب مخيمات النازحين لرسم الابتسامة على وجوههم، ولكن في مرة من المرات التقطته عدسات الكاميرا وهو يبكي بحرقة شديدة أثناء عرض من عروضه، ليبدو لك خلال الصورة وأن قدرته على الإضحاك قد نفذت وأصبح قلبه منهك.
وقصة هذه اللقطة أو الصورة تعود إلى رؤيته لطفلة في إحدى حفلاته تضحك رغم فقدانها لجميع أفراد أسرتها، تلك الطفلة تذكرها عندما قام سابقًا بانتشالها من تحت الأنقاض ونقلها إلى مستشفى الشفاء بعد قصف منزل عائلتها، وعندما شاهدها تضحك رغم أوجاعها وأنه السبب في رسم الابتسامة على وجهها من جديد، خانته دموعه ولم يملك نفسه فأجهش بالبكاء.