قد يتفاجأ البعض حينما يسمع أن هناك أناس يشتهون أكل التراب أو الطين أو الطوب الأحمر، أو أشياء من هذا القبيل، إنها حالة مرضية تعرف باسم “اضطراب الأكل القهرى” أو “البيكا”، هذه الحالة تجبرك وتقهرك لتناول هذه المواد.
واختلف العلماء حول أسباب هذا الاضطراب لدى الإنسان، وما الذي يدفعه لأكل مثل هذه المواد، ففريقًا يُرجع هذه الحالة لأسباب صحية ناتجة عن نقص الحديد في الدم، وآخرون يرون أنها حالات نفسية.
أسباب وعلاج اضطراب “بيكا”
يقول الدكتور رفعت السيد، أخصائي الصحة النفسية، أن أكل التراب والطين وكل هذه الأنواع من الأشياء الغير قابلة للأكل، هو مرض نفسي يدفع المريض لتناول مثل هذه الأشياء الغريبة، وقد يؤدي لمشاكل في المعدة كالإمساك.
ويوضح السيد في تصريحات لـ” سكوب إمباير”، أن السبب في هذا المرض يرجع إلى شيئين، الأول عضوي، كنقص في الحديد والزنك أو الأنيميا، والثاني نفسي، وتكثر عن المصابين بالتوحد لأن في الغالب يكون لديهم مشاكل في التكامل الحسي.
ويشير السيد، أن علاج هذا النوع من الأمراض، يتطلب الذهاب للمختصصين في الطب النفسي إذا كانت الأسباب نفسية، أما إذا كانت الأسباب عضوية، فيجب تنظيف الجسم من هذه المواد، لإنها لا تُهضم وقد تسبب مشاكل صحية.
اضطراب غذائي ضعيف الانتشار
من جهته، يقول أخصائي التغذية إسلام الغوري، إن اضطراب بيكا يلجأ خلاله الأشخاص لتناول مواد غير غذائية، وهذا الاضطراب الغذائي ضعيف الانتشار، ويرجع تسميته ب، “بيكا” نسبة إلى طائر الغراب، الذي يأكل كل شيئ.
ويضيف أن اضطراب بيكا يصيب في الغالب بين فئة الأطفال والنساء والحوامل وبعض فئات الخلل العقلي.
دراسة تؤكد فائدة أكل التراب
ووفقًا لدراسة نشرها موقع “هيلث دي نيوز”، في وقت سابق، أن أكل التراب مفيد خصيصًا لمن ينقص جسمه الحديد والزنك والكالسيوم، وكذلك يحول أكل التراب دون انتشار الطفيليات والسموم في الجسم، وله تأثير إيجابي على حالة جهاز الهضم.
ولفتت الدراسة إلى أن البشر أكلوا التراب منذ آلاف السنين وهي ظاهرة موجودة في كل الحضارات، وضمت الدراسة 480 تقريرًا عن ثقافات مختلفة تتناول أكل التراب.
وتوصل الباحثون إلى أن البشر تناولوا التراب حتى في ظل وجود أنواع أخرى من الطعام، وغالبًا ما تناولوا الطين الذي لا يحتوي على الكثير من المعادن إذ لم يأكلوه بسبب فوائده الغذائية.
أمر رائج لدى النساء
وأكد الباحثون على أن التفسير الأرجح هو أن البشر أكلوا التراب لأنه يحمي من بعض أنواع الجراثيم والطفيليات، وهو أمر رائج بدرجة أكبر لدى النساء الحوامل والأطفال الذين يعتبرون أكثر عرضة للجراثيم.
وأشارت إحدى المشاركات في الدراسة، الباحثة سيرا يونغ، إلى أن دراستهم يمكن أن تساهم في إنهاء النظرة السلبية إلى أكل التراب ووصمة بأنه ظاهرة غريبة، والتعامل معه كونه ظاهرة منتشرة في الكثير من أنحاء العالم وتحصل خلال فترة محددة يكون الإنسان فيها ضعيفاً.