5 جرايم قتل جماعي في قنا خلال كام شهر: إيه هي الدوافع والمسببات؟
يوم الاتنين الماضي حصلت جريمة صادمة في قرية أبو مناع في مركز دشنة بمحافظة قنا، حيث فتح مزارع يبلغ من العمر 37 سنة النار على أسرته وقام بقتل 5 منهم هما: والده واخواته الأربعة وأصاب والدته بإصابات خطيرة انتقلت بعدها للعناية المركزة.
وكان دافع الجريمة هو خلاف على الميراث حيث اعترف القاتل بفتح النار على أسرته بسبب شعوره بالظلم وأكد إن والده ماكانش بيراعي إنه صاحب أسرة ومعاه أطفال، وعلشان كده قرر يتخلص من الأسرة بالكامل.
يسري البدري، مساعد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، وصف الجريمة للإعلامي المصري عمرو أديب في مداخلة هاتفية في برنامج الحكاية، ووضح إن قوات الشرطة بتوجه حملات أمنية مكثفة على منطقتي مركز دشنا ونجع جمادي وبالذات قُرى “أبو حزام” وقريتي “حمرة دوم” و”أبو مناع” اللي وصفهم البدري ببلاد الدم والنار نظرًا لإرتفاع منسوب الجريمة فيهم بشكل كبير، وأكد على وجود مذابح صادمة تكررت في تلك المناطق من محافظة قنا خلال الشهور الماضية.
علشان نفهم دائرة العنف والجريمة المتمركزة في قٌرى مركزي دشنا ونجع حمادي عملنا بحث عن الجرايم اللي تم ارتكابها في المنطقة دي خلال الأشهر الماضية وهنستعرض معاكم أبرزها في المقال ده.
يوم الاتنين 14 فبراير الماضي نشرت جريدة “تحيا مصر” خبر عن قتل تلات أشخاص وإصابة شخصين تانيين بأعيرة نارية في نجع عبدالقادر في قرية أبو مناع بحري التابعة لمركز دشنا، وقالت التحريات إن القاتل فتح النار على أسرته وقتل والده وزوجته وأصاب والدته بجروج خطيرة ماتت على إثرها، وأصاب أخته وزوجها وتم نقلهم للمستشفى.
أكدت التحريات إن القاتل كان مدمن على مخدر الشابو وحاول أهله يقنعوه بالعلاج أكتر من مرة، وفي المرة الأخيرة حاولوا يمسكوه بالعافية علشان ينقلوه لطبيب يساعده في العلاج ففتح النار من بندقية آلية على الأسرة بالكامل في لحظة هياج وانفعال شديد.
في شهر مايو الماضي ألقت قوات الأمن القبض على شخصين متهمين في جريمة تانية نتجت عن اشتباكات مسلحة بين عيلتين في قرية “حمرة دوم” في مركز نجع حمادي في محافظة قنا وراح ضحيتها أربعة قتلى وإصابة شخصين بسبب خلافات على أرض زراعية.
في قرية الدم والنار “حمرة دوم” وبعد أيام قليلة من الجريمة السابقة وقعت جريمة تانية راح ضحيتها أربعة قتلى، بينهم واحدة ست وشاب كان محكوم عليه بالمؤبد وخافت عيلته تنقله المستشفى للعلاج فيتم القبض عليه.
بدأت الاشتباكات بخناقة ما بين مجموعة من الستات على مشاكل عادية بين الجيران ولكن تصاعدت المشكلة بسرعة بعد تدخل الرجال فيها وحصل اشتباك مسلح ما بين الجموع انتهى بالجريمة المروعة دي.
في يونيو 2021 حدثت اشتباكات بين عيلتين في قرية أبو حزام التابعة لمركز نجع حمادي في محافظة قنا وكانت النتيجة هي جريمة قتل جماعي بسبب خلافات بين العيلتين حيث قام القاتل بفتح النار بطريقة عشوائية على سيارة ميكروباص مليانة ركاب وكانت النتيجة مقتل 11 شخص، وإصابة 7 أخريين.
أسباب ارتفاع منسوب الجرايم في القُرى دي خلال الأشهر الماضية
تواصلنا مع مصدرين من العاملين بالمجال الصحي في محافظة قنا، المصدر الأول من سكان مركز دشنا، والمصدر الثاني من سكان قرية “أبو مناع” في نفس المركز، وسألناهم عن تعليقهم على الجرايم الجماعية الصادمة اللي حصلت في قنا خلال الأشهر الماضية وعن أسباب الجرايم دي من وجهة نظرهم.
قال المصدر الأول إن مفهوم الثأر منتشر في الصعيد ومحافظة قنا واحدة من المحافظات اللي نسبة جرايم الثأر فيها مرتفعة جدًا، وأكد إن الأسلحة الآلية موجودة بوفرة في الصعيد وده اللي بينتج عنه جرايم القتل الجماعي اللي بنسمع عنها مؤخرًا، وقال المصدر: “السلاح الآلي منتشر جدًا في الصعيد، اعتبره زيّ واحد رايح يجيب كونجستال من الصيدلية، بيتباع بسهولة ووفرة، والناس في الأرياف هنا بتمشي بالآلي في الشوارع عادي، ولكن الفترة الأخيرة بدأ الموضوع يتلم شوية بفضل الحملات الأمنية”.
ووضح المصدر الثاني إن جرايم الثأر تعتبر شئ عادي ومعتاد في قُرى محافظة قنا ولكن ارتفاع منسوب الجريمة مؤخرًا يرجع لدخول مخدر الشابو اللي وصفه بإنه نسخة رديئة من مخدر الكريستال ميث وبالتالي آثاره الجانبية وشدة أعراض الإنسحاب أقوى بكتير، وقال: “شباب كتير بقت بتاخد الشابو. مخدر صعب وبيدمر الدنيا، وتلاقي تصرفات هستيرية عنيفة وتحولات في شخصية الإنسان بطريقة شديدة الدرامية”.
وعن جريمة الشاب اللي قتل والده ووالدته وزوجته قال المصدر الثاني: “كان شخص وديع جدًا وطيب وبار بوالدته، لكن الشابو دمره، بيقول لي المحامي بتاعه إنه بعد ما ارتكب الجريمة دي وهرب اتصل بيه بيسأله إيه اللي حصل، وقاله عايز أحضر جنازة أمي، ماكانش فاهم ولا عارف إيه اللي صدر منه”.
وأكد المصدر الأول: “في طلب زايد في مراكز وقُرى قنا على أمبولات الميداثيتك، ودي أمبولات بتسخدم كمهدئ ومنوم، والناس بتاخدها علشان تهدي مدمنين الشابو في محاولة لعلاجهم، وأهو بنحاول مع الشباب اللي ضاع ده”.
ووضح المصدر الأول : “في أم لشاب مدمن شابو تواصلت معايا علشان أوفر لها أمبولات الميداثيتك وكانت في حالة هستيرية وحكت لي إن أبنها كان ساحب عليها السكين وبيهددها يقتل أسرته بالكامل لو ماجبوش له المخدر، وهدد بقتل نفسه وحاجات غريبة”.
قال لنا المصدر الثاني إن ظهور مخدر الشابو في الصعيد بدأ من حوالي سنتين ومن وقتها وانتشر بطريقة سريعة جدًا وأصبح في عدد كبير من الشباب مدمنين عليه، ووضح إن انتشاره في محافظة أسوان أسوأ بكتير من قنا، وإنه رغم إن مافيش جرايم مرتبطه به في أسوان إلا إن حالات التجارة فيه والتعاطي والإدمان عليه هناك وصلت لنسب مخيفة جدًا.