أربعة أطفال غزاويين، عاهد عاطف بكر وزكريا عاهد بكر (10 سنوات) ومحمد رامز بكر (9 سنوات) وإسماعيل محمد بكر (11 سنة) كانوا يلهون على رمال شاطئ البحر، هربًا من حر الصيف وانقطاع التيار الكهربائى عن منازل غزة لساعات طويلة، هاجمتهم قذيفة إسرائيلية أولى، لكنها اخطأت في الإصابة، لتلاحقهم قوات الاحتلال بقذيفتين، نالت من أجسادهم وحولتها إلى أشلاء متناثرة، واختلطت دماؤهم برمال البحر في يوليو 2014.
تلك الحادثة سببت غصة في قلب كل من عاصرها وعاصر الأطفال الناجين الذين رووا اللحظات المرعبة، توقعنا أن لن يكون هناك اسوأ من تلك المشاهد، ولكن تكررت الغصة من جديد وأعادت إحياء الذكريات السيئة في 2024 والأسوأ أنك شاهدت اللحظات الأخيرة مع أربع شباب مدنيين في خان يونس ذهبوا لرؤية حال منازلهم، مسيرة إسرائيلية تأكدت أنهم مدنيين ثم لاحقتهم وقصفتهم، استشهد منهم 2 في الحال وواحد منهم كان قد ابتعد قليلًا وركض لينجوا ولكن تم قصفه وأصبح أشلاء، والأخير لم يحاول الركض استسلم ومشى في هدوء وزحف على بطنه لأنه يعلم مصيره ليلحق بأصدقائه الثلاث.
التحقيق في حادثة أطفال غزة في 2014 انتهى ببراءة العسكريين الإسرائيليين ومضى التقرير للقول أن الرصد الجوي كشف عن وجود عدد من الأشخاص، يعتقد أنهم مسلحون، يدخلون المنشأة، وأن الأمر صدر بضربهم “بعد التيقن من عدم وجود مدنيين في المنطقة”، أما عن حادث الأربعة مدنيين فإسرائيل فتحت التحقيق وأشارت من بعيد أن قواتها “واجهت في كثير من الأحيان إرهابيين متنكرين في زي مدنيين في المنطقة”.. الحجة واحدة والغصة واحدة، فهل تنجح إسرائيل تلك المرة في تبرئة جنودها؟