إذا كان هناك شيء يهيمن حاليًا على ساحة المشروبات، فهو مشروب الماتشا. كل تمريرة على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف عن شخص يشرب مسحوقًا أخضر أو يقوم بتحضيره أو يلتقط صورة بجانبه، ولكن هل سيظل يتصدر المشهد حتى بعد ظهور مشروب هوجيتشا الياباني الذي أصبح يمثل هوسًا جديدًا؟
على الرغم من أن كلاهما يأتي من نفس النبات، إلا أنهما يختلفان في النكهة، اللون، محتوى الكافيين، طريقة التحضير، وفي التجربة بأكملها
لا تفوّت قراءة: هل تشعر بالنعاس بعد وجبتك الدسمة؟ اكتشف الأسباب وطرق التخلص من الكسل والتعب
كيف بدأ مشروب الهوجيتشا يبرز على الساحة؟

يعد اليابان موطنًا لعدة أنواع شهيرة من الشاي الأخضر الذي كان جزء لا يتجزأ من الثقافة اليابانية على مدى مئات السنين، بدءًا من شاي جيُوكورو الفاخر وصولًا إلى الماتشا المعروف عالميًا.
ولا تزال هناك ابتكارات في طرق الإنتاج والتحضير حتى اليوم. ومن بين هذه الإضافات الحديثة، يبرز شاي الهوجيتشا.
الهوجيتشا هو نوع من الشاي الأخضر الياباني، يكتب باليابانية هكذا 焙じ茶 أو ほうじ茶، يعتقد أنه نشأ في كيوتو في عشرينيات القرن الماضي، لذا فهو وافد جديد نسبيًا إلى مشهد الشاي الياباني.
لا تفوّت قراءة: لماذا يعشق جيل زد مشروب الماتشا؟ اكتشف فوائده الصحية المدهشة
ماتشا vs هوجيتشا: ما الفرق بينهما؟

يشير البعض إلى الهوجيتشا بـ”الماتشا الأسود” أو “هوجيتشا ماتشا”، فكلمة هوجي تعني “التحميص”، وتشا تعني “شاي”.
الفرق الحقيقي يبدأ من طريقة التصنيع. فكلاهما يبدأ بنفس الطريقة: يتم تبخير أوراق الشاي الأخضر لإيقاف الأكسدة والحفاظ على لونها الأخضر.
بالنسبة للماتشا، يتم تحويل الأوراق إلى مسحوق ناعم أخضر زاهي باستخدام أحجار الطحن.
أما الهوجيتشا، فيُحمص ببطء على حرارة عالية، وغالبًا ما يستخدم في تحضيره الأوراق، السيقان، الأعواد أو الأغصان.
وهذا ما يمنحه نكهة مدخنة ومحمصة، ولونًا بنيًا مائلًا إلى الحمرة.
لا تفوّت قراءة: من الماتشا إلى البوبا.. مشروبات خطفت قلوب جيل Z!
أيهما أعلى في مستوى الكافيين.. الماتشا أم الهوجيتشا؟

أحد أكبر الفروقات هو أن محتوى الكافيين الهوجيتشا أقل من الماتشا بنسبة ملحوظة.
نظرًا لأن حرارة التحميص تساهم في تقليل الكافيين الموجود في الأوراق. بالإضافة لاستخدام أجزاء من النبات تحتوي طبيعيًا على كافيين أقل بما يصل إلى 20 مرة من الماتشا.
ففي المتوسط، يحتوي الماتشا على 3.2 جرام من الكافيين لكل 100 جرام. بينما يحتوي الهوجيتشا فقط على 0.13 جرام لكل 100 جرام.
وهذا يجعله مثاليًا للتمتع به في المساء، في حين يظل الماتشا مشروبًا مفضلًا للصباح بفضل خصائصه المنشطة.
من حيث النكهة، يتميز الماتشا بمذاق عشبي، نباتي، وأحيانًا مر – خصوصًا عند تحضيره بماء ساخن جدًا. بينما يتمتع الهوجيتشا بطعم حلو بفضل التحميص ويوصف غالبًا بأنه أكثر قبولًا وراحة في الطعم.
لا تفوّت قراءة: للرجال بعد الأربعين: 10 عادات لصحة أقوى وحياة أطول وتدعمها الأبحاث العلمية
ما طريقة تحضير الهوجيتشا؟
يُباع الهوجيتشا إما كأوراق كاملة أو مسحوق، ويمكن تحضيره بالفرشاة أو بالنقع في إبريق شاي.
لتحضير لاتيه الهوجيتشا بمسحوق الشاي:
ابدأ بوضع 1 إلى 2 جرام من مسحوق الهوجيتشا في كوب، ثم أضف 100 مل من الماء الدافئ (حوالي 80 درجة مئوية) وامزج جيدًا حتى تحصل على خليط ناعم وسلس.
في وعاء آخر، سخّن 200 مل من الحليب (حليب بقري أو نباتي) مع التقليب حتى يسخن دون أن يغلي.
بعد ذلك، صب الحليب فوق مزيج الهوجيتشا، وأضف التحلية التي تفضلها
تحضير الهوجيتشا باستخدام الأوراق:
ضع ملعقة صغيرة من أوراق الهوجيتشا في كوب أو إبريق صغير، وأضف إليها 100 مل من الماء الساخن. اترك الأوراق منقوعة لمدة 3 إلى 5 دقائق ثم صفها.
أضف 200 مل من الحليب الدافئ والمخفوق، ثم لّ المشروب حسب الرغبة عسل أو السكر، وقلب حتى تتجانس النكهات.
عند مزج الهوجيتشا مع الحليب، يصبح لاتيه الهوجيتشا. وعلى عكس لاتيه الماتشا، صاحب النكهة النباتية الأكثر وضوحًا. يضفي لاتيه الهوجيتشا نكهات دافئة وناعمة من الكاكاو والدخان والمكسرات.
لا تفوّت قراءة: ما أضرار وضعية الجلوس “رجل على رجل” (تقاطع الساقين)؟ وكيف تجلس بطريقة صحية؟
ما فوائد شرب الهوجيتشا؟

مثل أنواع الشاي الأخضر الأخرى، يقدم الهوجيتشا مجموعة من الفوائد الصحية، منها تعزيز عملية التمثيل الغذائي مما قد يساعد في الحفاظ على وزن صحي، تحسين الهضم، دعم صحة القلب.
بالإضافة إلى تقوية جهاز المناعة وتحسين مظهر البشرة بفضل مضادات الأكسدة التي تحارب الشيخوخة، حماية الأسنان من خلال البوليفينولات (مركبات كميائية توجد على الأطعمة النباتية) الموجودة في الأوراق.
استخدمات مختلفة للهوجيتشا والماتشا

يمكن تحويل كل من الهوجيتشا والماتشا إلى أنواع مختلفة من المشروبات؛ مثل لاتيه الهوجيتشا، والموهيتو الخالي من الكحول، والماكياتو، وكذلك ليمونادا الماتشا، والسموثي، والصودا.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم كل منهما كمكون في الحلويات والمخبوزات مثل الآيس كريم، البسكويت، والكيك.
وقد يبدو الأمر مفاجئًا للبعض، لكن يمكن استخدامهما أيضًا في صناعة المكرونة!