هل تعلم لماذا فبراير 28 يومًا فقط؟ إليك السبب التاريخي!
فبراير… الشهر الوحيد الذي يختلف عن باقي الشهور بعدد أيامه، فتارة يكون 28 يومًا وتارة 29! لكن هل تساءلت يومًا عن السبب وراء ذلك؟
القصة تعود إلى العصور الرومانية، حيث لعبت قرارات الحكام وأحداث التاريخ دورًا في تشكيل تقويمنا الحالي. فما السر الذي جعل فبراير أقصر الشهور؟ إليك الحكاية الكاملة!
لا تفوّت قراءة: عندما يذوب الاختلاف في الحب: حكايات 5 نجوم جمعتهم قلوبهم رغم اختلاف الديانات
لماذا نستخدم التقويم الغريغوري في نظام الأشهر الحالي؟
يستخدم العالم اليوم التقويم الغريغوري، مما يجعلنا نعتقد أن تقسيم السنة إلى أشهر هو نظام ثابت لا يتغير، ولكن الحقيقة هي أن هذا التقسيم لم يكن دائمًا كما نعرفه اليوم.
فقد مر بعدة تطورات تاريخية، بدءًا من التقويم الروماني القديم، مرورًا بالتقويم اليولياني، وصولا إلى التقويم الغريغوري المستخدم حاليا.

ما التقويمات القديمة التي كنا نستخدمها سابقا؟
قبل ظهور التقويم الغريغوري، كان التقويم اليولياني هو السائد، وظل مستخدمًا في بعض الدول، مثل تركيا، حتى عام 1927.
أما قبل ذلك، فقد استخدم الرومان تقويمًا مختلفا تمامًا عن الذي نعرفه اليوم، حيث كان يتكون من 10 أشهر فقط تمتد من مارس إلى ديسمبر، وكانت هذه الأشهر تتألف من 29 أو 31 يومًا بناءً على دورات القمر.
لكن الغريب أن الجزء الأول من السنة لم يكن له أي اسم أو تصنيف، ولم يُعتبر جزءا من التقويم الروماني في البداية، لأن الرومان لم يكونوا بحاجة إليه، إذ لم يكن بالإمكان زراعة المحاصيل أو حصادها خلال هذه الفترة، فاعتُبر غير ضروري.
إضافة شهري يناير وفبراير إلى التقويم الروماني
لاحقًا، قرر الملك الروماني نوما بومبيليوس إعادة هيكلة التقويم وإضافة شهرين جديدين، يناير وفبراير، لتغطية السنة بالكامل، مما جعل عدد الأشهر 12 كما هو الحال اليوم.
لكن نوما كان يؤمن بالخرافات السائدة في عصره، والتي كانت تعتبر الأرقام الزوجية نذير شؤم.
كان التقويم السابق يتكون من 6 أشهر بطول 30 يوما و4 أشهر بطول 31 يوما، ليصل إجمالي السنة إلى 304 أيام.
ولهذا، حرص على أن تكون جميع الأشهر بأعداد فردية من الأيام، 29 أو 31 يومًا، باستثناء شهر واحد فقط كان يجب أن يحتوي على عدد زوجي من الأيام لضبط عدد أيام السنة ليصل إلى 365 يومًا.
لماذا اختير فبراير ليكون 28 يومًا؟
واجه نوما مشكلة حسابية؛ حيث إن مجموع 12 شهرًا من الأعداد الفردية كان سينتج عنه دائمًا عدد زوجي من الأيام، بينما كان من الضروري أن يكون العدد النهائي فرديًا ليحافظ على “التوازن” وفقًا لمعتقداتهم.
لكن نوما كان يرغب في تجنب وجود أعداد زوجية في تقويمه، إذ كانت الخرافات الرومانية آنذاك تعتبر الأعداد الزوجية جالبة للحظ السيئ. لذلك، قام بطرح يوم واحد من كل شهر يحتوي على 30 يومًا، ليجعلها 29 يومًا.
وبما أن السنة القمرية تتكون من 355 يومًا (354.367 يومًا بالتحديد، لكن اعتبارها 354 يومًا كان سيجعل السنة بأكملها “غير محظوظة” وفقًا للخرافات!)، فقد تبقى لديه 56 يومًا ليوزعها على الأشهر الجديدة.
لذلك، كان لا بد من وجود شهر واحد بعدد زوجي من الأيام.
وقع الاختيار على فبراير ليكون هذا الشهر الاستثنائي، حيث كان الرومان يخصصونه لإقامة الطقوس التي تكرم الموتى.
وبما أن الموت هو أقصى درجات سوء الحظ، فقد اعتبروا أنه من غير الضار أن يكون هذا الشهر هو الوحيد الذي يحمل عددًا زوجيًا من الأيام، ليصبح بذلك 28 يومًا فقط.

لا تفوّت قراءة: “طوفان” عودة الغزويين إلى شمال غزة: 10 مشاهد إنسانية لا تُنسى خطفت قلوبنا
إصلاحات يوليوس قيصر وبقاء فبراير كما هو
فيما بعد، قام يوليوس قيصر بإجراء تعديلات جذرية على التقويم ليعتمد على حركة الشمس بدلًا من القمر، مما أدى إلى ظهور التقويم اليولياني.
ثم خضع هذا التقويم لمزيد من التعديلات بأمر من البابا غريغوريوس الثالث عشر عام 1583، ليصبح التقويم الغريغوري الذي نستخدمه اليوم.
لكن رغم جميع هذه الإصلاحات، ظل شهر فبراير بطوله الفريد البالغ 28 يومًا ثابتًا، باستثناء السنوات الكبيسة، حيث يحصل على يوم إضافي ليصبح 29 يومًا.
لماذا تحتوي السنة الكبيسة على 29 يومًا في فبراير؟
تحدث السنة الكبيسة كل أربع سنوات لتعويض الفارق بين السنة الشمسية (365.242 يومًا) والتقويم العادي الذي يعتمد على 365 يومًا فقط.
التقويم الغريغوري المستخدم في معظم أنحاء العالم يشير إلى أن الأرض تدور حول نفسها كل 24 ساعة وتدور حول الشمس كل 365 يوما.
وتستغرق دورة الأرض حول الشمس 365.24 يوماً، ولتصحيح هذا الوضع أضيف يوم آخر كل 4 سنوات كي يبقى التقويم متماشيا مع المواسم الشمسية.
ولهذا السبب، يضاف يوم إضافي إلى فبراير كل أربع سنوات، ليصبح 29 يومًا في السنوات الكبيسة.
تفسير السنوات الكبيسة، ولماذا 2025 ليست واحدة منها
في السنة الكبيسة، يحتوي شهر فبراير على 29 يومًا، ولكن لماذا؟ يعود السبب إلى مدار الأرض حول الشمس، والتقويم الغريغوري، والتعديلات التي بدأها الرومان.
لماذا تحتوي السنوات الكبيسة على يوم إضافي؟
نعرف جميعًا أن فبراير يحتوي على 28 يومًا في السنوات العادية، لكنه يمتد إلى 29 يومًا في السنوات الكبيسة.
وفي عام 2024، كانت السنة كبيسة، مما جعل فبراير يضم 29 يومًا، في حين أن 2025 ستكون سنة عادية، وسيعود فبراير إلى 28 يومًا فقط.
يرجع السبب في ذلك إلى طبيعة دوران الأرض حول الشمس والتعديلات الحسابية التي أدت إلى إنشاء التقويم الغريغوري الذي نستخدمه اليوم.
مدار الأرض حول الشمس وتأثيره على التقويم
يقول الدكتور مينجاي كيم، الباحث في قسم الفيزياء بجامعة وارويك في المملكة المتحدة: “تلعب السنوات الكبيسة دورًا حاسمًا في الحفاظ على توافق تقويمنا مع دوران الأرض حول الشمس”.
- يستغرق المدار الفلكي للأرض، المعروف بالسنة المدارية، حوالي 365.24 يومًا لاستكمال دورة كاملة حول الشمس.
- هذا الرقم أطول قليلًا من السنة التقويمية العادية التي تبلغ 365 يومًا، مما يؤدي إلى تراكم فرق زمني على مر السنين.
- بدون تصحيح هذا الفارق، سينحرف التقويم تدريجيًا عن الفصول الفلكية، مما يتسبب في تغير طويل الأمد في تواريخ الفصول والمواسم الزراعية.
كيف نشأت فكرة السنوات الكبيسة؟
لفهم تاريخ السنوات الكبيسة، يجب العودة إلى الرومان، حيث وضع يوليوس قيصر عام 46 ق.م التقويم اليولياني.
يقول الدكتور جيمس ماكورماك، الباحث في مجموعة الفيزياء الفلكية بجامعة وارويك: “اقترح يوليوس قيصر إضافة يوم إضافي إلى أقصر شهور السنة (فبراير) كل أربع سنوات لتصحيح الفرق الزمني المتراكم”.
لكن المشكلة أن هذا الحل كان إفراطًا في التصحيح؛ إذ اعتُبر أن السنة الشمسية تستغرق 365.25 يومًا، بينما هي في الواقع 365.2422 يومًا.
- أدى هذا الفرق الطفيف إلى تباعد التقويم اليولياني عن السنة الشمسية بمعدل 11.2 دقيقة سنويًا.
- بحلول أواخر القرن السادس عشر، كان هذا التراكم قد تسبب في انحراف التقويم عن السنة الشمسية بفارق 13 يومًا.

كيف تعرف إذا كانت السنة كبيسة؟
يمكن تحديد السنوات الكبيسة بسهولة باتباع القواعد التالية:
- أي سنة تقبل القسمة على 4 تعتبر سنة كبيسة.
- لكن السنوات التي تنتهي بصفر (القرون الجديدة) يجب أن تكون قابلة للقسمة على 400 لتكون كبيسة.
مثال على ذلك:
- السنوات 1700، 1800، و1900 لم تكن سنوات كبيسة لأنها ليست قابلة للقسمة على 400.
- العام 2000 كان سنة كبيسة لأنه قابل للقسمة على 400.
- العام 2100 لن يكون سنة كبيسة لأنه غير قابل للقسمة على 400.