هل اكتشف الآثريين مدينة ناتونيا الملكية الضائعة في العراق؟
على مدار 13 سنة من 2009 ولحد النهارده كان فريق من الآثريين الألمان والعراقيين بيشتغلوا عن التنقيب عن الآثار في منطقة كردستان في العراق. وأثبتت آخر الصور اللي التقطتها الدرونز (الطائرات الصغيرة بدون طيار) عن وجود بقايا قلعة ضخمة تم بناءها من ألفين سنة تحت جبل عميق في المنطقة اسمه جبل زاغروس.
القلعة الحجرية المكتشفة واللي سماها الآثريين رابانا-مارغولي، بتتكون من أسوار ضخمة بغرض التحصين طولها حوالي 4 كليومتر، وتحتوي على منطقتين صغيرتين للسكان (مستوطنتين) بالإضافة لنقوش على الصخور ومجمع ديني.
ويعتقد الباحثين اللي شغالين على الكشف الآثري ده النهارده إنه بقايا مدينة “ناتونيا” االلي كانت تابعة لحكم سلالة من حكام المنطقة القدماء اسمهم الباراثيين.
اكتشف علماء الآثار أول ذكر للمدينة دي على سبع عملات معدينة نادرة، درسوا تفاصيلها اللي كشفت عن مدينة اتسمت على اسم ملك هو “ناتونيسار”، ووضحت التفاصيل إن المدينة دي موجودة على ضفاف نهر موجود في المنطقة هو نهر الزاب السفلي، واللي كان معروف قديمًا باسم نهر كابروس.
بيقول مايكل براون، خبير آثار الشرق الأدنى والتاريخ البدائي وما قبل التاريخ في جامعة هايدلبرغ بألمانيا، واللي بيشتغل على التنقيب في المنطقة إنهم اكتشفوا منحوتات في مدخل القلعة لملك من ملوك حدياب، وهي المملكة القديمة شبه المستقلة اللي كانت موالية لسلالة حكمت المنطقة واسمهم البارثيين، والاعتقاد ده جاء بناءًا على شكل لبس الملك اللي تم تصويره على المنحوتة، وبالذات القبعة.
بيقول براون إن القلعة ممكن تكون المدينة الملكية اللي اسمها “ناتونيا”، أو “ناتونيساروكيرتا”، اللي كانت جزء من مملكة حدياب، ولكن لحد لحظة كتابة المقال مافيش دليل أكيد على نظريته، ووضح براون لموقع CNN إن مدينة ناتونيا المفقودة اتعرفت من خلال العملات المعدنية النادرة اللي وجدها الآثريين قبل كده، ومافيش أي مرجع تاريخي واضح بخصوصها.
ووضح براون إن كون الموقع قريب من نهر زاب السفلي بالإضافة للصور الملكية اللي اكتشفوها منحوتة، بتكشف عن علاقة بين الموقع الأثري المكتشف والمعلومات اللي استنتجوها قبل كده من العملات المعدنية.
وقال براون إن القلعة دي هي أحسن مكان ممكن نقول عليه إنه المدينة المفقودة، واللي المفروض تكون في مكان ما في المنطقة، وأضاف إن صورة الملك الموجودة على المنحوتة ممكن تكون لمؤسس “ناتونيا”، إما “ناتونيسار” نفسه أو واحد من سلالته المباشرة.
وعلشان القلعة موجودة عند تقاطع ما بين منطقة مرتفعات ومنطقة أراضي منخفضة، بيقول الآثريين إنها غالبًا تم استخدامها لأغراض مختلفة زيّ التجارة مع قبائل البدو الرعويين في المنقطة، أو بغرض تكوين علاقات دبلوماسية، أو بهدف الضغط العسكري.
ووضح براون إن بناء قلعة بالضخامة دي في العصور القديمة استلزم جهد كبير جدًا للتخطيط والبناء والصيانة، وده اللي بيأكد إنها اتبنت لأغراض النشاط الحكومي.