هاميلتون سابقًا وهند حاليًا: مبنى شاهد على استغاثات ونداءات للعالم
“هاميلتون” أو “قاعة هند” حاليًا كما أطلق عليها طلاب جامعة كولومبيا، حتى لا ننسى الطفلة الفلسطينية التي استغاثت بالعالم وليس الهلال الأحمر وحده، ما حدث داخل القاعة من احتجاجات أعاد للإذهان وقائع تاريخية سابقة في هذا المبنى بالتحديد وفي الغالب أيضًا حدثت في الفترة ما بين شهر أبريل ومايو.
نبدأها مع شهر أبريل 1968، عندما احتلها المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام والعنصرية، وأعادوا تسميتها بـ”كلية الحرية مالكوم إكس”، ذاك الأمريكي الأفريقي المناضل والذي ذاع صيته خارج أسوار السجن، كما كان مدافعًا عن حقوق السود الأمريكيين، وقاد احتجاجات ضد إرسالهم إلى فيتنام، وبعد مكوث الطلاب لأيام داخل القاعة لم تجد الشرطة سبيلًا سوى الدخول للمبنى عبر أنفاق تحت الأرض ليخرجوا الطلاب منها.
وفي أبريل 1972، أغلق الطلاب الأبواب على أنفسهم داخل القاعة لمدة أسبوع خلال الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام، وأغلقوا الأبواب بالسلاسل عندما طلب منهم المسؤولون المغادرة.
وفي 1985، حاصر الطلاب القاعة، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي كانت تمارس الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ووقتها قاموا بتغيير تسمية المبنى من “مالكوم إكس” إلى “قاعة مانديلا”، تكريمًا لنيلسون مانديلا زعيم تحرير جنوب إفريقيا، وفي 1992، حاصرها الطلاب مجددًا احتجاجًا على خطط الجامعة لتحويل المسرح وقاعة أودوبون، إلى مجمع أبحاث للطب الحيوي.
وبعد أربع سنوات طالبوا بإنشاء قسم للدراسات العرقية في الجامعة وقاموا بإضراب عن الطعام، وبعد 3 سنوات، من تاريخ الاحتجاجات، وافقت الجامعة على إنشائه.
وصولًا إلى الآن، بداية من شهر أبريل لمايو، حيث أعادت القاعة الأمجاد والتاريخ بالاحتجاج داخلها لمطالبة الجامعة بسحب استثماراتها التي تدعم الإبادة على قطاع غزة، وبعد تمكن الطلبة من السيطرة على المبنى، قاموا بتغيير اسمها للمرة الثالثة في تاريخها إلى “هند”، واحدة من أيقونات الحرب على غزة.. لتظل القاعة التي تجاوز عمرها قرن شاهدة على نداءات واستغاثات العالم.