نهايات مأساوية لنجوم كوميديا أسعدونا بفنهم

على مدار مشوارهم الفني، رسموا الضحكة على وشوشنا ورسموا معاها ذكريات حلوة بنفتكرها وبنفتكرهم بها، وزيّ ما قدروا يضحكوك قدروا كمان يبكوك، كان لهم نهايات مأساوية بعيدة كل البعد عن اللي كان ظاهر لنا على الشاشة.

عبد الفتاح القصري

صاحب أشهر كلمة في السينما المصرية “كلمتي مش هتنزل الأرض أبدًا.. طب خلاص هتنزل المرة دي”. في صيف 1962، وقف القصري على خشبة المسرح، في مشهد قدام إسماعيل ياسين، وفي وقت ما كان طالع على المسرح، غمض عينه للحظة واحدة وفي اللحظة التانية بيفتح عينه.. لقى الدنيا ضلمت في وشه واكتشف وقتها إنه فقد بصره، وقعد يصرخ ويقول “أنا نظري راح” لدرجة إن الجمهور افتكر إن ده مشهد من المسرحية فكملوا ضحك وتصقيف، بس إسماعيل ياسين أدرك المأساة اللي حلت بصاحبه ووقف المسرحية وأسدل الستار ونقله للمستشفى، واكتشفوا إن ارتفاع نسبة السكر في الدم سبب في فقدان بصره.

الصدمات اللي في حياته ماوقفتش على كده، لأ ده بعد اللي حصل أجبرته زوجته إنه يطلقها وخلته كمان يبقى شاهد على جوازها من صبي كان بيشتغل عنده ومعتبره زيّ ابنه لمدة 15 سنة، ومش بس كده دول قعدوا معاه كمان في شقته، ويقال إنه فضل حبيس غرفة واحدة لحد ما جاله تصلب في الشرايين وفقدان في الذاكرة.

وسائل الإعلام لما وصل لها اللي حصل، النجوم ماري منيب ونجوى سالم بعتوا للسلطة وطلبوا المساعدة، فصرفوا له إعانة شهرية وشقة في الشرابية اللي توفى فيها هناك، أما عن الجنازة فحضرها 6 أفراد؛ أخته والفنانة نجوى سالم وصديقه الترزي وأخر حلاق وعسكري الشرطة.

زينات صدقي

كان لها أسلوب في رمي الإفيه والنكت، أشهر نجمات جيلها في الكوميديا.. في أواخر حياتها نشاطها السينمائي والفن قل جدًا وطبعًا قل معاه الدخل اللي كانت بتاخده، 16 سنة من غير شغل ممكن يعملوا كتير في الإنسان. اتراكمت عليها الضرائب واضطرت تبيع أثاث بيتها علشان تقدر تدفع ديونها.

الرئيس السادات حب يكرمها في يوم من الأيام، ولما قالولها السادات حابب يكرمك رفضت علشان ماكانش عندها لبس يناسب التكريم اللي رايحاه، ويقال إن لما السادات سمع سبب رفضها للحضور “بكى” وحاول يساعدها بطريقة لطيفة إنه يبعت لها هدية بس هي رفضت، واتفاجيء إنها جات حفل التكريم بهدوم بسيطة ومتواضعة، أدى لها شهادة تكريم وصرف لها معاش، والمنتجين وقتها عرضوا عليها شغل بس هي رفضت وقالت “مابخدش شفقة”.

جالها مياه على الرئة ومارضيتش تروح للمستشفى علشان تتعالج وفضلت في البيت لحد ما أتوفت، عملوا مدفن خاص لها اسمه “مدفن عابري السبيل” وكان بيدفن فيه الأشخاص اللي ماعندهمش مدفن.

ميمي شكيب

واحدة من أشهر حموات الوسط الفني، أختها زوزو شكيب وجوزها كان الفنان سراج منير وعملوا مع بعض دويتو في أفلامها، اتشهرت بأدوار الحماة، وكانوا بيسموها دلوعة السينما المصرية من كتر ما كانت بتحب الانطلاق والحياة، بس للأسف نهايتها ماكانتش بتعكس ده خالص؛ اُتهمت زور في قضية “تجارة الرقيق الأبيض” وبرغم إن ظهر برائتها بعد كده، بس الموضوع أثر فيها بشكل نفسي كبير لدرجة إنها دخلت مصحات للعلاج النفسي علشان تتخطى اللي عاشته وقتها ورا القضبان.

ده بالنسبة لحياتها، أما بالنسبة لنهاياتها فكانت للأسف مأساوية أكتر. ماماتتش موتة طبيعية، لأ دي اترمت من بلكونة بيتها في وسط البلد، ولحد دلوقتي وبعد ما عدى أربعين سنة على ذكرى وفاتها، لسه القضية متأيدة ضد مجهول.

رياض القصبجي

“هو بعينه بغباوته بشكله العكر” “شغلتك على المدفع بروروم؟ “، مجرد ما تسمع الكلمتين دول بتفتكر امتى وفين سمعت الكلام ده ومين اللي قاله، رياض القصبجي اللي عمل دويتو مايتنسيش مع إسماعيل ياسين في أفلامه، هما الاتنين كانوا بيضحكونا من قبل حتى ما ينطقوا، بس انتهت حياة الشاويش عطية بعد ما أصاب بشلل نصفي بسبب ارتفاع في ضغط الدم وفضل الباقي من حياته ملازم للفراش، كان بيرجع له الأمل في التمثيل في فترة من الفترات القليلة اللي صحته كانت بتتحسن فيها، وفعلًا راح يمثل في مرة بعدها في فيلم الخطايا، ودخل الأستوديو وهو ساند على أخته بس وقع على الأرض وماقدرش يكمل.

اتقال إنه كان زعلان وواخد على خاطره علشان إسماعيل ياسين ماكانش بيسأل عليه، وفي جنازته في شبرا مامشيش ورا نعشه غير 18 شخص بس من أهله وجيرانه، ويقال إن أهله ماكانش معاهم تمن الدفنة فاتبرع بها المنتج جمال الليثي.

حنان الطويل

ميس إنشراح؛ أشهر مُدرسة فرنساوي في مدرسة عاشور وصاحبة جملة “البيت ده طاهر، وهيفضل طول عمره طاهر”، برغم إنها ضحكتنا في أدوار كتير، بس حياتها كانت صعبة ونهاياتها كمان.

في الأول هي أتولدت كـ”طارق” ولقت نفسها بتكبر في جسم مش مندمج معاها وبدأت أعراض اضطراب الهوية الجنسية تلاحقها وقررت إنها تصارح أهلها إن عندها رغبة في عمل عملية تحول جنسي، والنتيجة إن أهلها اتبروا منها.. بس عملت العملية ورجعت بدأت حياة جديدة من طارق لـ”حنان الطويل”، وبدأت تدخل في عالم السينما وأخر دور عملته كان “عسكر في المعسكر” سنة 2003.

اتقال إن جيرانها قدموا فيها بلاغ وقالوا إنها بتعاني من مشاكل نفسية، والنتيجة إنها دخلت مستشفى الأمراض العقلية في العباسية، أما عن نهايتها كانت في 2004 بس في روايات كتير اتقالت على السبب ورا موتها المفاجيء، بس السبب الحقيقي ورا موتها ماحدش يعرفه، في ناس بتقول إنها ماتت بسبب أزمة قلبية جات لها في مستشفى الأمراض العقلية، وفي ناس بتقول وقت خضوعها لجلسة كهرباء عالية في المستشفى، وناس بتقول إنها أقدمت على الانتحار بعد ما يأست من معاملة الناس.. أيًا كان سبب موتها ومهما حاولنا نتعب نفسنا إننا نلاقي إجابة، كلها نهايات حزينة.

لما تييجي تبص على النجوم دي وتشوف حياتهم اللي كانت ظاهرة للناس وحياتهم ونهايتهم في الواقع، هتعرف إن مش دايمًا اللي بيظهر على الشاشة حقيقي وإن ورا الضحكة دي حكايات وأوجاع كتيرة، بس هما سابوا ذكرى حلوة للناس تفتكرهم بها.

إسماعيل ياسين

“عيني علينا يا أهل الفن يا عيني علينا، ناكل قر ونشبع زن وقلع عينينا يا عينى علينا،” جملة من مونولوج شهير غناه أبو ضحكة جنان وصفت حال نجوم كتير بيظهروا للناس عكس اللي بيعيشوا فيه، وإسماعيل واحد منهم.

في حوار لزوجة إسماعيل قالت “في الفترة دي حصله ركود جامد، ماكانش فيه فلوس زائد الضرائب، كان له في البنك 300 ألف جنيه، راح البنك علشان يسحبهم لقاهم 2 جنيه، أخدوا منه الفلوس و300 ألف جنيه دول وقتها كانوا مبلغ كبير، ماستحملش وجاله شلل نصفي مؤقت.”

وأخر ليلة في حياته كان بيقدم عرض في المسرح بس ورا الكواليس كان بيعيط، ولما سألته سعاد مكاوي “مالك يا إسماعيل؟” قالها “متضايق شوية”. في روايات اختلفت على نهايته، في ناس بتقول يومها طلب من ابنه الوحيد أيس كريم ولما رجع طلب إنه يقعد على كرسي قدام البيت ومات عليه، وفي رواية تانية على لسان حلمي بكر إنه راح له البيت لقاه مرمي على الأرض ومعاه بنته بالتبني وكانت بتعيط.

وعلى لسان الماكيير، محمد شعوب، في برنامج “ممنوع من العرض”، قال ماحضرش في جنازته غير 10 ولا 15 واحد؛ فطين عبد الوهاب، وست واحدة اللي كانت ماشية في جنازته وهي هند رستم، وأحمد رمزي. حياته كانت مرارتها أقسى من المر نفسه ولما شاف حلاوتها كانت حلاوة تسعد الغير ماتسعدوش هو، وحلمي بكر قال في نفس البرنامج إنهم ماكانوش لاقيين مدفن له وواحد من زمائله اتبرع إنه يتدفن في مدافن العيلة وهو مدفون لحد دلوقتي فيه.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في ستين ألف سلامة.. عن المشخصاتي الأسطورة نجيب الريحاني في ذكرى رحيله

تعليقات
Loading...