مهرجان القاهرة السينمائي: تاريخ طويل من الفن والفاشون والنميمة والسياسة والخناقات
بداية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43 قربت، وهو يعتبر أول مهرجان سينمائي في مصر والشرق الأوسط، ويتميز بقيمته الفنية الكبيرة على مستوى العالم، وكل المصريين بيفضلوا متابعين أخباره ما بين نميمة وخناقات وريد كاربت وجوايز وتكريمات الفنانين.
عملنا بحث عن أخبار مهرجان القاهرة من أول دوراته في 1976 لحد النهارده علشان نعرف المجلات والصحف والميديا كانت بتتناول أخبار المهرجان ازاي. أكتر حاجة لفتت نظرنا إن تغطية الصحف والمجلات للمهرجان ماتغيرتش كتير ما بين الماضي والحاضر. اللي كان بيتقال عن مهرجان القاهرة السينمائي فى دوراته الأولى هو تقريبًا نفس اللي بيتقال في الميديا عن دوراته الحالية وعن مهرجانات تانية زيّ الجونة والإسكندرية. الأخبار ركزت على النميمة والحكايات وسهرات وحفلات المهرجان من أول دوراته.
الفاشون والأزياء والفساتين كانت حاضرة من أول دورة وأخبارها كانت بتتصدر الصفحات الأولى في الأخبار، والخناقات ما بين الفنانين والنقاد كانت فضايح، والنزاعات ما بين الفنانين وبعض على الجوايز كانت ممكن توصل لخناق وخصام لمدى الحياة.
أول دورات مهرجان القاهرة السينمائي: الفنانين العالميين والفولكلور المصري
يوم 16أغسطس 1967 كان أول دورة في مهرجان القاهرة، وكان صاحب الفكرة والمروج لها هو الكاتب الصحفي كمال الملاخ، واتكفلت “الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما” بتنظيم المهرجان اللي اتجهز في حوالي تلات شهور بس، وبدأ التجهيز في شهر مايو من نفس السنة.
المهرجان أخد لقب “دولي” من أول دوراته باعتراف دول عملاقة في السينما العالمية زيّ الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا واليونان ويوغوسلافيا والمجر والسويد، ودول عربية زيّ تونس والجزائر، وشاركت الدول دي بأفلام في المهرجان.
جايزة المهرجان اتسمت في الصحف والمجلات بـ “أول أوسكار مصرية” وكانت عبارة عن تمثال للملكة الفرعونية حتحور والملكة نفرتيتي، واشتغل عليهم المثال المصري العظيم منير زكي.
حضرت أول دورة الممثلة الإيطالية المشهورة كلوديا كاردينالى، اللي قالت للصحافة خلال المهرجان إنها اتعلمت التمثيل من عمر الشريف، وانبهر كل المصريين وقتها باعتراف الممثلة العالمية إن الشريف يعتبر أستاذها.
ساعد عبدالحليم حافظ النجم العالمي عمر الشريف في دعوة ممثلين عالميين للمهرجان زيّ الإيطالية كاردينالي، والهولندية فان ميلردى، والفلبينية شاريتو سوليس، واستخدم المهرجان الفولكلور المصري في تنظيم أحداث المهرجان، فكان بائع العرقسوس بالصاجات مستني النجوم والمدعوين الأجانب، والروائي المصري الكبير يوسف السباعي كان في انتظار الوفود العربية، وشاركت دولة السودان بأول إنتاج سينمائي ليها على الإطلاق وهو فيلم “فرس الزيني”.
الفن واللعب مع السياسة: فنانين من أجل الوطن
في مذكرات الفنان المصري سمير صبري، اللي قدم أول دورة في مهرجان القاهرة بيقول إن غرض تأسيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان سياسي. كمال الملاخ كان بيحلم يأسس مهرجان مصري سينمائي عالمي قبل إسرائيل اللي كانت في الوقت ده بتحاول تاخد موافقة الاتحاد الدولي للمنتجين علشان تعمل مهرجان خاص بيها. قرر الملاخ يسبق إسرائيل بأول مهرجان سينمائي في الشرق الأوسط وحصل على موافقة الاتحاد الدولي للمنتجين، وبدأت سباق مع الزمن علشان يطلع بمهرجان محترم في أقل وقت ممكن، تلات شهور بس.
كان من أصعب خطوات إقامة المهرجان هو التمويل، لكن عبدالحليم حافظ كان داعم قوي جدًا للفكرة، وقدم حفلات كتير وخلى أرباحها كلها لإقامة المهرجان، وساعدت في كده المطربة وردة، اللي عملت كمان حفلات واتبرعت بأرباحها للمهرجان.
الراقصة نجوى فؤاد سمعت بالخبر، وكانت في الوقت ده متجوزة المنتج اللبناني سامي الزغبي اللي كان يملك فندق شيراتون القاهرة، وأقنعته يدعم المهرجان ويستضيف فقراته الصباحية في الفندق مجانًا.
كان المفروض يحيي المهرجان في أول دوراته عبدالحليم حافظ بس حالته الصحية كانت متدهورة جدًا وقتها وماقدرش يعمل كده، واختار شادية علشان تنوب عنه، ووصاها تغني أغنية “ليالي العمر معدودة”، وهي بتغني بعت حافظ يجيب عقد ورد من بره الفندق وطلع على المسرح لبسه لها وباس إيدها.
رجال وبدل في مهرجان القاهرة: معركة البدل السموكن
كان حسين فهمى بيرفض يلبس بدل كاملة وبيظهر على الريد كاربت بقمصان مفتوحة لحد نص صدره، أما سمير صبرى فكان ملتزم بموضة السكارف اللي جوا جاكيت البدلة، وكانت الناس شايفة ده جنون وفضلت الناس تتحاكي عن فرقع لوز بتاع الوقت ده، اللي كان بيلبس سكارف جوا جاكت البدلة.
كان كمال الشناوي أغرب واحد بيلبس بين الفنانين، بسبب بدلاته المطرزة واللي فيها خرز وبتلمع. وبعد 12 سنة من أول دورة للمهرجان جه حسين فهمي رئيسًا للمهرجان وخلى لبس البدل الإسموكن “اللي بديل طويل” إجبارية على كل الفنانين الرجال، والفنانين دخلوا في خناقة كبيرة مع فهمي، واللي سمتها الصحف والمجلات في الوقت ده “معركة الإسموكن”.
الفاشون على الريد كاربت من أول دورة في مهرجان القاهرة
من أول دورات المهرجان وكانت الأزياء واحدة من أهم عناصر المهرجان، وكانت عروض الفساتين على الريد كاربت في قاعة فندق شيراتون في الإيفنتات المسائية، وكان اسمها “عروض السواريه”، وكانت الفساتين في أغلبها سواريه بذوق فرنسي، وكان معظمها مكشوف على الكتفين والرجلين، وماكانتش موضة الصدر المكشوف منتشرة في مصر، والوحيدة اللي لبست فستان مكشوف الصدر كان الإيطالية كلوديا كاردينالي.
مهرجان القاهرة السينمائي مش أول مهرجان سينمائي في مصر
اكتشفنا إن كان في مهرجان تاني قبل 1976، مصر استضافت مهرجان للسينما قبل مهرجان القاهرة بـ 40 سنة، وكانت أول دوراته في 1936، لكنه استمر لدورتين بس وماكملش بسبب الأزمات السياسية وأزمات الحرب اللي سيطرت على الشرق الأوسط وقتها.
كانت جماعة الاقتصاد القومي هي اللي نظمت المهرجان علشان كانت شايفة إن السينما عنصر مهم جدًا في اقتصاد مصر، وكانت عايزة تدعم الصناعة دي، فنظمت ندوة بسيطة في مكان عام ودعت كل صناع السينما اللي ألقوا خطب بتدعم صناعة السينما.
مجلة الكواكب، بتقول في عددها الصادر سنة 1956 إن عبدالرحمن باشا رضا كان أول رئيس لمهرجان سينمائي في مصر، واستغل علاقاته بالطبقة العليا في مصر علشان ينظم المهرجان ويدعوا صناع السينما والفنانين، وكان الحضور في دار سينما الأزبكية يوم 23 يناير 1936. المهرجان ده اتعمله دورة تانية في 1936 ووقف. في 1956 اتعمل مهرجان تاني للسينما في القاهرة واتوزعت فيه جوايز على الفنانين وصناع السينما لكنه ماكملش بسبب العدوان الثلاثي والأزمات السياسية، وماتعملش مهرجان تاني للسينما لحد 1976 وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.