القاهرة مدينة ضخمة ومتشعبة بيعيش فيها أكتر من 20 مليون إنسان، وتُعتبر واحدة من أكتر المدن المليانة بالسكان في أفريقيا والشرق الأوسط. بدأ تاريخها سنة 969 ميلادية، لما بناها قائد الجيوش جوهر الصقلي بأمر من الحاكم الفاطمي المعز لدين الله.
من بداية نشأتها لحد النهارده كانت القاهرة سجل تاريخي غني بأحداث وتفاصيل اجتماعية وسياسية وثقافية كتير، ونشأت فيها أحياء كتير وكل حي منهم اتحول لسجل تاريخي منفصل بيحكي عن حيوات وثقافات مختلفة انصهرت مع بعضها وشكلت منتجات ثقافية مصرية أصيلة؛ واحد من المنتجات الثقافية دي هو أسماء الأحياء. وفي المقال ده هنتكلم عن أصل أسماء أحياء القاهرة، يلا بينا!
أصل تسمية حي خان الخليلي
اتأسس شارع خان الخليلي على إيد واحد من أمراء السلطان برقوق هو الأمير المملوكي “جهكرس الخليلي”، واللي بناه على أنقاض مقبرة الزعفران اللي يرجع تاريخها لعصر الخلفاء الفاطميين في مصر من سنة 1382 ميلادية، وكان مدفون فيها الخديوي المعز لدين الله الفاطمي، وعند تأسيس خان الخليلي تم نقل رفاته لخارج أسوار القاهرة.
ولإن شارع خان الخليلي كان من بداية نشأته مركز تجاري مهم وفيه محلات كتير، اتسمى على اسم مؤسسه وبقى الناس بيقولوا عليه “خان الخليجي” وكلمة خان هي كلمة فارسية معناها الدكان أو الحانوت اللي بيتم فيه البيع والشراء والتجارة.
أصل تسمية حي الفسطاط
كلمة الفسطاط في اللغة العربية معناها “الخيمة”، ,وترجع تسمية الحي بالإسم ده لسنة 20 هجرية لما فتح عمرو بن العاص مصر، وكان عايز يبني عاصمة للدولة الجديدة تكون مقر للحكم.
بيقول المؤرخ القزويني في كتاب” آثار البلاد وأخبار العباد” إن عمرو بن العاص أمر بنصب فسطاطه (خيمته) فجاء طير وعمل عش على فسطاط الخيمة، ولما لقى عمرو بن العاص العش أمر بترك الخمية مكانها لحد ما البيض يفقس وفراخ الطير تسيبه. واتبنت المدينة حوالين الخيمة واتسمت بالفسطاط.
وبيقول أبو منصور الثعالبي في کتابه “فقه اللّغة“، إن الفسطاط هو كلمة عربية تطلق على المدينة، وبيقول الرسول في حديثه الشريف: “عليكم بالجماعة فإن يد الله على الفسطاط”. أي مع المدينة اللي فيها مجتمع من الناس، وبالتالي أطلق العرب على المدينة اللي بنوها في مصر “الفسطاط”.
بيقول مصطفى صبحي، مدير عام المتابعة والفسطاط بمناطق آثار مصر القديمة، إن بعض المؤرخين بيرجحوا إن أصل الكلمة يوناني هو (فسطاطوم) وكان اسم الحصن أو الخندق أو المدينة اللي عند بابليون، وحرف العرب الكلمة لـ(فسطاط).
أصل تسمية حي العباسية
في كتاب عباس الطرابيلي “شوارع لها تاريخ” بيحكي إن الناس كانت بتسمي منطقة العباسية “أرض الطبالة”، وكانت من أجمل وأغنى مناطق القاهرة. في سنة 1849 ميلاديةـ بنى الخديوي عباس حلمي الأول قصر ضخم في المنطقة الهادية اللي كان اسمها “أرض الطبالة”، ومن وقتها بدأ الناس يقولوا عليها “العباسية” نسبة للخديوي عباس حلمي الأول، وحوالين القصر ده بنى الناس بيوت وحوانيت واتحولت لحي كامل.
أصل تسمية حي الزمالك
اتذكر في كتاب “جزيرة الزمالك.. القيمة والتراث”، اللي أصدره الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ويٌعتبر أول إصدار للجهاز من سلسلة ذاكرة المدينة، إن محمد علي باشا بنى قصر في المنطقة الشمالية من جزيرة في وسط النيل، أما حاشيته فبنوا مجموعة من العشش قريبة من القصر بتاعه علشان يصيفوا فيها، وكانت العشش دي موجودة في المنطقة الجنوبية من الجزيرة.
لما جات الحملة الفرنسية على مصر كانت المنطقة الجنوبية مليانة عشش بيسكنها الفلاحين الفقراء، وفي احتمال إن اسم الزمالك جيه في الوقت ده، لإن كلمة زمالك في اللغة الألبانية، اللي كانت لغة محمد علي، بتترجم للعربية بمعنى العشش المصنوعة من الخوص والقش، واحتمال يكون الاسم مشتق من الكلمة التركية “زملك” ومعناها العشة وجمعها “زمالك”.
أما المؤرخ المصري، سامي أمين، فذكر في كتابه “تقويم النيل”: “سمي هذا الحي بالزمالك لأن إسماعيل باشا كان يقيم حول قصره بالجزيرة، حراسًا يقيمون في خيام من الطراز ذي الزملك.”
أصل تسمية حي المعادي
في كتاب “المعادي: صعود وهبوط ضاحية القاهرة: 1878-1962″، للكاتبة الأمريكية أناليس ديفريس، بتوضح إن أصل كلمة معادي هو جمع كلمة “معدية”، وكانت المعادي أرض زراعية بيقوم على فلاحتها سكان منطقة طرة، ووقت الحصاد كانوا بياخدوا المعديات علشان ينقلوا المحصول من أراضيهم للجيزة بغرض البيع.
أما تاريخ نشأة المعادي كحي سكني فيرجع لسنة 1903 ميلادية، وكانت قرية زراعية وكانت المراكب بتعدي بين شطين النيل فيها كتير، ومن هنا بقى اسم القرية قرية “المعادي” يعني قرية المراكب.
في سنة 1903، انشأ الخديوي إسماعيل الأولى مدينة حلوان علشان تكون مشتى العائلة الملكية والأثرياء، وده كان سبب رئيسي خلى منطقة المعادي محطة رئيسية في الوصول لحلوان بالذات بعد إنشاء القطار اللي بيوصل لحلوان، وبالتالي بقت المعادي حي رئيسي مهم من أحياء القاهرة.
أصل تسمية حي المقطم
في آراء كتير بتجادل في سبب تسمية جبل المقطم بالاسم ده، فـفي ناس بتقول إن الجبل اتسمى كده علشان أطرافه متقطعة “متقطمة”، وناس بترجح رواية الجغرافي والمؤرخ ياقوت الحموي في كتابه “معجم البلدان” اللي قال إن المقطم جاي من القطم؛ يعني القطع، وده لإن الجبل كان منقطع ومافهوش أي شجر أو نباتات، وبالتالي سموه مقطمًا.