في ذكرى وفاته، ازاي عبّر نجيب محفوظ عن الحارة المصرية؟
النهارده بيصادف ذكرى وفاة واحد من أهم الأدباء، نجيب محفوظ اللي وصل للعالمية بأدبه وبكتاباته، ساب لينا كنوز وأعمال لسه عايشة معانا وبنفتكرها، أول أديب مصري أخد جائزة نوبل بسبب أعماله الصادقة واللي عبرت في كل سطر فيها عن حال المجتمع المصري. وعن الطبقات المهمشة فيه، ويمكن كان سبب ده إنه اتولد في حي الجمالية أعرق وأقدم أحياء القاهرة القديمة، واللي خلى عنده تيمة في أعماله الأدبية ومدخل دايمًا بتسند عليه وهو فكرة “الحارة المصرية”.
هنلاقيها واضحة في معظم أعماله تقريبًا واللي عبرّت برضه عن الطبقات المتوسطة والمهمشة في المجتمع المصري، بس محفوظ ماكنش بياخد الحارة كمجرد مكان علشان يرصد فيه الأحداث وخلاص!
لأ ده عمل منها حالة مختلفة، خلاها هى الموضوع والهدف اللي بيدور حوله الرواية، التفاصيل اللي كان بيوصف فيها الشوارع والبيوت والأزقة والقهاوي، خلت القاريء يبقى عنده فضول إنه يشوف الأماكن دي على الحقيقية، خصوصًا إنه كان بيختار أماكن بتوصف تاريخ مصر في بيوتها ومبانيها، زيّ منطقة الحسين في رواية قصر الشوق واللي كانت بتتكلم عن حال أسرة مصرية بسيطة في فترة ثورة 1919.
ورواية السكرية وبين القصرين اللي كانوا على اسم حارتين موجودين في أعرق شوارع القاهرة القديمة في حي الحسين وخان الخليلي، ورواية اللص والكلاب اللي كانت متاخدة من قصة حقيقة حصلت في حارة من الحارات المصرية، ورواية الحرافيش اللي كانت أحداثها في حي الجمالية وكانت بتتكلم عن أجيال عاشت في الحارة لمدة 100 سنة، وعن فكرة الفتوة والصراع بين الخير والشر في الحارات القديمة.
نجيب محفوظ عبرّ عن هموم وأحلام وعادات وتقاليد ومشاكل الطبقات الكادحة في مصر من خلال عيون الحارة، ماسبش تفصيلة في الحارة المصرية غير واتكلم عنها في كل رواية من رواياته، نقدر نوصفه بإنه كان عاشق لكيان ومفهوم الحارة، كان بيعتبرها رمز لمصر كلها، لإن مصر زمان ماكنتش فيها كل المدن الجديدة اللي طلعت دلوقتي، كان معظمها حواري كانت بتوصل لبعضها.
التفاصيل اللي غرق في وصفها نجيب وصلت رواياته للعالمية وهى اللي خلته ياخد جائزة نوبل، كان فيها الطابع المصري الأصيل واللي اختفى مع مرور الزمن، ورواياته لحد دلوقتي لسه بتحقق مبيعات كأنها بتتعرض لأول مرة، الحارة كانت بمثابة عالم نابض بالحياة وبالأشخاص والعلاقات صّور من خلالها نجيب الواقعية المصرية وكأن الحارة عالم صغير جوا عالم كبير.