“ماشيين بالعكس”.. ليه مواسم الأعياد هي أكتر أيام السنة كآبة للبعض؟
أكيد عنوان المقالة خضكم، فقبل أي حاجة كل سنة وحضراتكم بألف خير وصحة وسعادة.. وصدقونا إحنا مش بنحب الكآبة ولا بنحاول ندس سم النكد وسط “عسل السعادة” وبهجة الناس بالأعياد والمناسبات اللي جاية.. إحنا كل الفكرة إننا بنتكلم عن مشكلة بعض الناس بيتعرضوا ليها ساعات في المناسبات السعيدة.. بنية الإحساس بالآخرين وإننا نناقش مع بعض الأسباب، وإزاي نلاقيلها حلول. مناسبتين من أهم المناسبات، اللي مش بس الوطن العربي ولكن العالم كله بيستناهم من السنة للسنة، وهما رأس السنة والكريسماس، مجرد ذكر الأعياد دي بس بيحسسونا بجو احتفالي كده وبيرسم ابتسامة على وجهنا، ولكن البعض مننا بتختفي الابتسامة دي عنده بسرعة، وبتيجي مكانها بعض الأفكار السودوية.. فليه ده بيحصل؟
في ظروف مختلفة بتحصل في أوقات معينة من السنة، هي اللي بتفرض على البعض الشعور السلبي ده، ولكن خلينا نتفق قبل أي حاجة، إن مش كل الناس زيّ بعضها ومش شرط كل اللي يمر بنفس الظروف يكونوا ردود أفعالهم واحدة.. ولكن الخلاصة إن كل الأسباب اللي هنتكلم عنها، بتتلخص في شعور “أنا مش هبقى مبسوط في اليوم ده زيّ بقية الناس”.. شعور إنك مختلف وماشي في طريق غير الناس غالبًا بيصاحبه شعور سلبي، فتخيل لو كمان الطريق اللي أنت مش عارف تمشيه مع الناس هو طريق السعادة؟
عدم وجود الناس اللي بتحبهم معاك في اليوم ده
عدم الشعور بالسعادة في الأوقات اللي المفروض إنها سعيدة، أولًا بيعتمد على مفهوم أسباب الفرح عند الشخص، وكمان الظروف اللي حواليه.. فمثلًا اللي بيمر بانفصال سواء كان بطلاق أو فسخ خطوبة أو حتى إنهاء علاقة عاطفية، أو موت الشخص ده بتبقى تقضية العيد من بعدهم صعب جدًا. ولإن جو الأعياد بيعتمد على فكرة “مشاركة الفرحة مع الناس اللي بتحبهم” فمن الطبيعي إن الشخص تيجي على باله أول فكرة، إنه مش هيقدر يفرح زيّ الناس اللي عندها شريك تقضي معاه اليوم ده، وبيبتدي وسواس “أنا هفضل طول عمري لوحدي”، وإن قد إيه اليوم ده كان هيبقى مختلف لو كان لسه الشخص اللي بيحبه موجود وقادر يقضيه معاه.. اللي ممكن تسيطر على عقل الإنسان لو ماكنش واعي للي بيحصل وقادر يسيطر عليه. وممكن مثلًا عدم تواجد الأهل أو الأصحاب المقربيين لأي سبب زيّ إنهم يكونوا برا البلاد أو غيره، اللي برضه هيجيبلك شعور بالوحدة وإنك معرفتش تقضي المناسبة دي بالطريقة اللي كنت راسمها في خيالك.. هنا منقدرش نقولك غير إنك تفكر نفسك إن دي “فترة مؤقتة” وإن اللي جاي أكيد أحلى! وأكيد عندك حاجات تانية تقدر تخليك تقضي عيد جميل (حتى لو ماكنش زيّ اللي أنت بتتمناه).
المقارنات الغير عادلة
طب أنا واحد زيّ الفل وكل اللي بحبهم حواليا.. بس بصيت على story صحابي اللي سافروا يقضوا الكريسماس في أمريكا وسط التلج وشجرة الكريسماس اللي بجد! واللي بيعمل shopping واللي أهلوا جابوله عربية هدية. وأنا فين؟ هنا لازم الواحد يقف واقفة مع نفسه ويمارس شعور الامتنان أو الـ”gratitude” بإنه يركز على اللي موجود معاه ويحاول يستثمر كل الحاجات اللي في إيده علشان يقضي أجمل يوم ممكن.. ودايمًا افتكر إن مش كل اللي بتشوفه على السوشيال ميديا حقيقي، لإن الناس بتختار كويس أوي إيه اللي تشاركه مع الناس وإيه اللي تخبيه، فلو عرفت المشاكل اللي ممكن تكون بتحصلهم وأنت مش عارف، ممكن تكتشف إنك في الحقيقة أكتر واحد محظوظ فيهم!
وجود أزمات مالية
الاحتفالات الكبيرة والأعياد، بتحتاج فلوس كتيرة برضه، علشان نقدر نوفر مقومات الاحتفالات القوية اللي بنرسمها في خيالنا. هنروح المطعم ده ونجيب الهدية دي ونسافر علشان نقضي الـ New year بره البلد. وكل ده طبعًا محتاج فلوس كتيرة. ولو أنت متعود على نمط معين في تقضية الأعياد ولأي سبب حصلك ظرف مادي متعثر خلاك مش قادر تعمل الحاجات دي كلها، ده ممكن يصيب الشخص بالإحباط. بس الخبر السعيد هنا، إن السعادة عمرها ما بتكون بالفلوس!
رفع سقف التوقعات
وهنا بنقصد وضع توقعات مبالغ فيها من النفس، عارف أحلام أنا على آخر السنة هكون جيبت شقة وعربية ولفيت العالم وقابلت توم كروز؟.. مش دايمًا بنعرف ننجزها كلها في سنة واحدة، بس انت تقدر تحققهم كلهم أكيد إحنا مش بنشكك في ده! بس يا سيدي لو معرفتش تنجز كل اللي كنت بتحلم بيه، مش لازم تنكد على نفسك وتحس إن ده بيفكرك بفشلك زيّ الأستاذ أحمد صيام في فيلم جاءنا البيان التالي.. قدامك العمر كله إن شاء الله تحقق اللي بتحلم بيه!
وجود ذكرى مؤلمة ليها علاقة بالعيد ده
هنا بتكون المشكلة مش في الظروف الحالية، ولكن بيبقى غالبًا في ذكرى سيئة مرتبطة مع اليوم ده في ذهن الشخص، سواء في أيام الطفولة ولا على كبر وسواء كان فاكرها ولا لأ. وتزامن حدوث الصدمة دي وارتباطه بيوم معين، بيخلي الشخص تلقائيًا يحس بشعور سلبي وعدم ارتياح لما بيفتكر المناسبة دي. وهنا اللي نقدر ننصحكوا بيه هو إنكم تتكلموا مع متخصص في المشكلة دي علشان تقدروا تتغلبوا عليها، وتتبسطوا في أيام العيد المبهجة!
فومو
للي ميعرفش “فومو” بشرح بسيط هو الخوف من إن يكون بيفوتك حاجات حلوة. طبعًا دي من أخف المشاكل اللي ممكن تواجهها، ولكن ده ميمنعش إنها مشكلة برضه في الآخر. شوية من صحابك هنا وشوية هناك، ده غير الـ plans اللي مع أهلك.. الواحد لازم يضحي هنا ويقرر هيختار إيه ويسيب إيه! ولو أنت شايف إن دي مشكلة تافهه، فلازم نقولك إن في ناس المشكلة دي بجد بتسببلهم توتر جامد. فلو عندك المشكلة دي، كل اللي نقدر نقولهولك إنك تحاول تاخد الأمور ببساطة.. وتمسك العصاية من النص.