كيف تسعى إسرائيل لمحو الهوية والتاريخ والرمزية والحكايات في غزة؟
استهدافات طالت عائلات بأكملها، عائلات محيت من السجلات أصبح لا وجود لها في غزة، والأصعب أنك إذا بحثت أكثر في هذه العائلات تجد أنها عائلات عمرها قرون وربما كتبت في التاريخ، مما جعل البعض يربط أن القصف الذي طال المباني والبيوت ليس قصفًا عشوائيًا وإنما قصف محدد وموجه لعائلات بعينها.
مثلما يفعلوا أيضَا مع أي محاولات لهدم أي رمزية فلسطينية حتى أثناء قطف الزيتون، فكانت هناك سلسلة من الاعتداءات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون على المزارعين الفلسطينيين، حيث استهدفت الاعتداءات تحطيم أشجار الزيتون ومهاجمة المزارعين ومنعهم من جني المحصول.
غير أن هذه الأشجار تعود ملكيتها لأهالي القرية، وتزيد أعمارها عن 25 عامًا، إلا أن رمزيتها أهم بكثير بالنسبة للشعب الفلسطيني فهو رمز للمقاومة والصمود وتجذر الفلسطيني في أرضه وهو واقف في شموخ مثل هذه الشجرة التي تمثل أيضَا نسبة كبيرة من زراعتها في مساحات الأراضي، ومثلما صنعوا إبادة للمعالم التاريخية فهدموا آلاف المساجد والكنائس والأسواق الآثرية وحرقوا آلاف الوثائق والأوراق الأرشيفية التي توجد منها نسخة واحدة في هذه الأماكن.
غير أن الإعمار يحتاج لمليارات فهناك أشياء لم ولن تتضمن هذا الإعمار فالتاريخ ما هو إلا أماكن تبني لتبقى والأشخاص تبقى لتروي الحكايات والتاريخ والرمزيات تقول أن هناك أشخاص كانوا هنا.. ومع كل هذا فالحرب ليست كما تروج لها إسرائيل بإنها للدفاع عن نفسها أو لتحرير الأسرى أو التخلص من عناصر المقاومة فقط ولكن هدم ومحو للهوية للتاريخ.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كيف هدم مشهد اغتيال السنوار الرواية الإسرائيلية؟