قوت القلوب هانم .. كيف كان لها تاريخ مشهود في عالم الكتابة والأدب ورعاية الأدباء؟

في 14 شارع سراي الأزبكية مع تقاطع شارع عماد الدين وشارع الألفي بوسط بالقاهرة سيقع أمام عينك في الطريق تحفة هندسية وأيقونة تراثية لها طابع معماري، وقليلون من يعرفون من هي صاحبة هذا المبنى التى تحمل اسم “قوت القلوب هانم الدمرداشية”

فهي الشاعرة والأديبة المنسية التي ولدت في أواخر القرن التاسع عشر في مصر، سليلة الأسرة الدمرداشية، التي حضرت إلى مصر من أحد أقاليم القوقاز، وكان لقب أسرتها يعرف بـ “تمر تاش” و تحول فيما بعد إلى دمرداش.

حرص والدها على تلقيها تعليمًا جعلها تهتم بالفنون والأدب، فكانت من رواد الأوبرا، تسافر سنويًا للنمسا وفرنسا التي تجيد لغتها وتكتب بها، ورغم النشأة الدينية لقوت القلوب حيث كانت تردد جملتها الشهيرة “ولدت تحت أقدام مئذنة” إلا أنها كانت سيدة متفتحة حرصت على إقامة صالون ثقافى في العهد الملكي يناقش قضايا الأدب، ويجتمع فيه أعلامه، وكانت تقيم مسابقة أدبية بين الأدباء الشباب لتحفيزهم.

أعجب برواياتها عميد الأدب طه حسين، وقال عنها نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل أنها اهتمت بالأدب وكانت تشجع الأدباء، ولهذا دشنت جائزة أدبية سنوية عام 1940 قيمتها 40 جنيهًا، حصل عليها محفوظ عن رواية “رادوبيس” عام 1943.

ومن أشهر أعمالها ليلة المصير المنشورة في باريس ومصادفة الفكر عن دار المعارف باللغة الفرنسية عام 1937، وروايتها الحريم في “جاليمار” الفرنسية، وزنوبة و”الخزانة الهندسية”.

قوت القلوب هانم كانت تقصد العالمية أكثر من المحلية فقد قدمت كتبها للجمهور الفرنسي لاهتمامها بعالم الحرملك المجهول بالنسبة لهم، واهتمامها بالمرأة في مصر والشرق ودفاعها عن معاناة الأنثى في المجتمع، فكانت واحدة من سيدات مصر ممن لهم تاريخ مشهود في عالم الكتابة والأدب ورعاية الأدباء على حد سواء.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ملاذ للفقراء وعابري السبيل: التاريخ يعيد حقبة التكايا في غزة

تعليقات
Loading...