في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.. كيف تحول من يوم في السنة لانتفاضة يومية؟

يحتفل العالم في يوم ٢٩ نوفمبر من كل سنة باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعد ما دعت للاحتفال به الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة ١٩٧٨.

الاحتفال باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى كان يعتبر مناسبة جيدة وفرصة لإلقاء الضوء على القضية الفلسطينية وتطوراتها وحشد الآراء السياسية كأداة قوية لدعم الشعب الفلسطينى، باعتبارها واحدة من أهم القضايا الوطنية العربية، ولكن ما حدث اليوم وما يحدث يوميًا منذ يوم السابع من أكتوبر سنة 2023 أصبح مختلف.

تضامن وانتفاضة يومية

بعد عملية طوفان الأقصى وبعد ما ردت عليهم إسرائيل بعملية السيوف الحديدية التي تحولت فيما بعد لحرب إبادة ممنهجة على قطاع غزة بأكمله، وخلفت الكثير من الشهداء معظهم من النساء والأطفال والخسائر المادية، التي تحتاج لسنين وسنين لترميمها وجرائم ترقى وتفوق لمستوى جرائم الحرب، واستهداف للكيانات التي من المفترض أن تكون كيانات محمية وفقًا للقانون الدولي كالأطباء والصحافة.

كل ما حدث هذا ومع كل جريمة حرب ترتكب وسط صمت العالم، ومع كل دليل إدانة جديد يظهر جعل من كل يوم يطلع فيه النهار يوم تضامن جديد مع الشعب الفلسطيني، وليس من الجانب العربي فقط بل من الجانب العالمي أيضَا.

سقوط الأقنعة وانقلاب الرأي العام

سقطت الكثير من الأقنعة التي كانت ترتديها الأنظمة الغربية ويصدقها العالم والرأي العام الغربي على وجه الخصوص، وبعد ما انكشفت كل حيلهم ومحاولاتهم المستمرة لتزييف الحقائق وتحولت السوشيال ميديا لمنصة داعمة تملك قوة كلمتها بعيدًا عن التضييق الالكتروني، انضم رأي عام عالمي جديد بعد ما عاش ولامس وعاصر ما كان يحدث يوميًا وما تحاول الرواية الإسرائلية دائمًا في تزييفه، وانقلب على إسرائيل.

فأصبحنا نتضامن يوميًا وكل ساعة بكل الأشكال والوسائل والطرق مع الشعب الفلسطيني، وأصبح هناك انتفاضة جديدة، مع ظهور أشكال مختلفة مع تطور إمكانيات السوشيال ميديا، وأصبح كل شخص في مهنته وفي طريقه متضامن على طريقته، مسيرات تجوب شوارع العالم بأعداد لم نراها من قبل تصل للآلاف في مدن لم تبرز دعمها مطلقًا على مدار تاريخ القضية.

وتضامن من أشخاص سياسيين في أماكن حساسة يعبرون عن آرائهم بشكل يعرضهم للفصل أو الإبعاد، لاستخدام كل أشكال الفن، للمواطن البسيط االذي لا يملك شيء بإيديه غير الدعاء أو أن يقاطع أي شيء يحاول أن يساهم بشكل ولو بسيط في دعم الكيان.

إضافة على ذلك التضامن الذي طال الأجيال الجديدة، فربحنا جيل من الأطفال كنا نخشى عليه أن ينسى، وبعد أن كانت فلسطين مسألة “مثيرة للخلاف منذ عقود”، وكان في الأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، الرأي العام في دول أوروبا الغربية غير مبال بهذه القضية، ومعظمهم يقولون إن الصراع لم يكن مهمًا لهم، تغير بنسبة كبيرة كل هذا وانتصرت الرواية الفلسطينية وأصبحت بكل اللغات وأصبح يوم التضامن العالمي يوم متكرر وليس يوم في السنة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: شجر الزيتون: مصدر رزق ورمز صمود شعب ومعركة صراع مع الهوية

تعليقات
Loading...