في ذكرى احتلال الإنجليز لمصر.. عن حرس الملك ووطنية أحمد عرابي وأخطائه

في 13 سبتمبر من سنة 1882 وقعت مصر تحت الاحتلال البريطاني، وفي الذكرى دي وبالصدفة طبعًا، جيه تنصيب الملك تشارلز على المملكة البريطانية، وفجأة بقيت مصر و”التل الكبير” في نص الجدل بعد ظهور علم للحرس الملكي خلال تتويج تشارلز عليه اسم مصر ومعركة التل الكبير.

معركة تل الكبير – عن الأهرام

في البداية مين هما “كولد ستريم”؟

خلال المراسم الطويلة والصارمة لتسمية تشارلز التالت ملك على المملكة المتحدة، التفتت الأنظار لعلم مميز شايله بعض الجنود، بيظهر عليه التاج الملكي وصورة تمثال أبو الهول، ده بالإضافة لأسماء أماكن عربية تانية زيّ سواكن السودانية والخليج وتونس ومصر.

والراية محط الجدل هي راية حرس “كولد ستريم”، اللي بتعتز بإنها أقدم كتيبة في تاريخ الجيش البريطاني.

ويُعتبر حرس كولد ستريم Cold Stream من العلامات المميزة للندن والحرس الملكي البريطاني بشكل خاص، وفي الوقت نفسه أقدم فوج مستمر في العمل ضمن الجيش البريطاني.

حرس “كولد ستريم”  – عن الخليج

حصل إيه في معركة التل الكبير؟

زيّ النهارده، 13 سبتمبر، دارت معركة التل الكبير باعتبارها أخر مواجهات العرابيين مع الإنجليز في منطقة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، وأتهزمت القوات المصرية ودخل الإنجليز بعدها القاهرة وأحتلوها بعد ما فشلوا في احتلال مصر من الإسكندرية. ووقتها استقبلهم الخديوي واستعرض القوات البريطانية، ووقع عرابي في الأسر وأتحكم عليه بالإعدام، وبعدين أتخفف للنفي علشان ينتهي الأمر بمصر تحت الاحتلال الإنجليزي.

احتلال الإنجليز لمصر جيه كفرصة للخديوي توفيق، اللي قامت ضده ثورة شعبية في البلاد بقيادة الأمير أحمد عرابي، وهي المعروفة بالثورة العرابية. الثورة قامت بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، والتدخل الأجنبي السافر في شؤون مصر، ومعاملة رئيس الوزارة رياض باشا القاسية للمصريين، واضطهاد الضباط المصريين في الجيش على حساب الأتراك والشراكسة، والخديوي توفيق بالغ في تصوير الموقف للأوروبيين بإنه شديد الخطورة على مصالحهم، وإن عرابي حسب وصفه كان وطني متطرف بيكره الأجانب وعاوز يطردهم من مصر.

معركة تل الكبير – عن الأهرام

بريطانيا تبرر احتلالها لمصر بهدف حماية الأجانب

أتحججت بريطانيا ساعتها بتدخلها بغرض حماية الأجانب ومصالحهم في مصر، وأرسلت إنجلترا وفرنسا المذكرة المشتركة الأولى والتانية بعد حوادث مذبحة الإسكندرية اللي أتدخل فيها الأسطول الإنجليزي واقتحم الإسكندرية وفشلت تحصينات العرابيين في منع استيلاء الإنجليز عليها، وأتقدم الجيش الإنجليزي لكفر الدوار بس استبسل الجيش المصري وأتراجع الإنجليز وفشلوا.

معركة التل الكبير كانت بين الجيش المصري بقيادة عرابي ابن قرية هرية رزنة في محافظة الشرقية والجيش الإنجليزي، ولما فشل الجيش الإنجليزي في احتلال البلاد من ناحية الإسكندرية، أتقدم من ناحية القناة. وعرابي فكر في ردم القناة علشان يوقف الإنجليز من الدخول للبلاد عن طريقها، فرد عليه دوليسبس الفرنسي، رئيس شركة قناة السويس، بإن القناة على الحياد ومش هتسمح بدخول أساطيل حربية من خلالها، وده طبعًا محصلش، وسمح للإنجليز بالمرور.

غلطات وقع فيها عرابي

رغم إجماع المؤرخين على تضحيات أحمد عرابي وبسالته في المعركة وإخلاصه الشديد لوطنه، إلا إن بعض المؤرخين كانوا شايفين إنه عمل غلطات أتسببت في الاحتلال وهزيمة ثورته من غير تحقيق أهدافها علشان تقع مصر في احتلال بريطاني عدى النص قرن.

بحسب كتاب “الزعيم المفترى عليه” وهو من تأليف محمود الخفيف، فإن موقعة التل الكبير شهدت انقسام، ووقع أحمد عرابي في خطأ لما أهمل الميدان الشرقي من المعركة رغم إن المنطقة دي شهدت مواجهات أوسع وأشرس وبأعداد أكبر، الخطأ التاني هو اطمئنان عرابي وأصحابه لحياد قناة السويس وحرصهم على إرضاء الدول بالمحافظة عليها، وتردده وتراجعه عن ردم القناة اللي أدى الفرصة للإنجليز في التمكن من الاستيلاء عليها.

عرابي – عن رصيف

الاعتذار للخديوي والاستستلام للإنجليز

وبحسب الكتاب برضه، أتوجه عرابي وبعض الحاضرين من كبار الضباط إلى العباسية عشان يرتب النقاط العسكرية بس لقى الاستعدادات مش كافية، وكان شبح الهزيمة واضح لكل الناس فقرر الاستسلام، وده كان من أبرز القرارات اللي تم انتقاده بسببها.

الرجوع من المنفى وأيام عرابي الأخيرة

رجع عرابي من المنفى في 30 سبتمير سنة 1901، وعاش مع ولاده في عمارة البابلي في شارع الملك الناصر المتفرع من شارع خيرت في حي السيدة زينب. رجوع عرابي لمصر كان حدث مش مبهج للناس، وده اللي خلاه يعيش باقي حياته يتحسر لدرجة إنه أعتذر عن قيامه بحركة الجيش بعد رجوعه بشهر واحد بس علشان مايتحملش المسؤولية ونظرات الناس. في النهاية، مات عرابي في 21 من شهر سبتمبر من سنة 1911، وساب وراه جدل استمر لحد دلوقتي عن كونه بطل وطني ولا أخطأ وأتسبب في احتلال مصر.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مراسم تاريخية في بريطانيا لتنصيب الملك تشارلز الثالث بشكل رسمي.. ودي علاقته بالعرب

تعليقات
Loading...